المرصد يدين تغريدة ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوريّ المحتلّ

Tal-Aram

يدين المرصد – المركز العربيّ لحقوق الإنسان في الجولان المحتلّ “تغريدة” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تدعو “لاعتراف الولايات المتّحدة الكامل  بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان”. تدلّل تغريدة الرئيس ترامب هذه على تحوّل جذريّ في السياسة الأمريكيّة والتي تتعارض مع الحقائق والمنطق والقانون الدوليّ، وتهدّد الاستقرار في الشرق الأوسط.

اجتاحت إسرائيل الجولان السوري في عام 1967، في سياق غزو عدوانيّ، أفضى إلى هدم 340 قرية ومزرعة سورية من أصل 345، واقدمت قوات الاحتلال على تهجير 95 بالمئة من سكّان المنطقة قسراً، أي ما يقرب من 130،000 شخص. احتلال إسرائيل للجولان السوريّ هو عمل غير شرعي، حيث تبنّت سلطة الاحتلال سياسةً تقوم على التميّيز الممنهج والقمع تجاه من تبقّى من السكّان السوريّين الأصلانيين. وقد أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة، سياسة الاحتلال والضمّ غير الشرعيّين في العديد من قراراته، بما في ذلك القراران 242 و 497. وأيّدت الولايات المتحدة كلا هذين القرارين، اعترافاً منها بأنّ الاحتلال والضمّ يفتقدان إلى المشروعيّة.

علاوة على ذلك، فإنّ القانون الدوليّ ينصّ بشكل واضح وصريح على مبدأ عدم مشروعيّة حيازة الأراضي من خلال استخدام القوّة والإتيان بأعمال العدوان. ولقد دعمت الولايات المتّحدة هذا المبدأ بشكل حثيث في كل مكان حول العالم، الأمر الذي يثير تساؤلات بخصوص أسباب تغيير الولايات المتّحدة للمعايير المتّبعة عندما يتعلّق الامر باحتلال إسرائيل للجولان السوريّ.

يزعم الرئيس ترامب في تغريداته، أنّ اعتراف الولايات المتّحدة بالجولان السوريّ المحتلّ كجزء من إسرائيل هو أمر حيويّ لتحقيق الأمن لإسرائيل والاستقرار الإقليميّ، على الرغم من أنّ الجولان السوريّ المحتلّ بقي بمنأىً عن النزاع منذ عقود. وقد لجأت إسرائيل في الفترة الاخيرة إلى ترويج ادّعاءات بأنّ حزب الله وإيران يتحصّنان بمحاذاة الجولان المحتلّ، وتسويقها حول العالم. ويُسْتَدَلُّ من تغريدة الرئيس ترامب، انخراط الولايات المتّحدة في هذه الفكرة وتبنّيها. ومع أنّ إيران وحزب الله كانا حاضرين دائماً في سوريا، حيث لهما نفوذ قويّ منذ تسعينيات القرن الماضي وأوائل القرن العشرين، إلّا أنّ الحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة كانت تتفاوض مع النظام السوريّ، مُبديّة استعدادها للانسحاب من الجولان أو من أجزاء منه، مقابل اتفاقيّة سلام شاملة.

بالإضافة إلى ذلك، يعترف العديد من المحلّلين الإسرائيليين، بأنّ “حشد حزب الله” المزعوم بالقرب من الجولان السوريّ المحتلّ هو أمر مبالغ فيه، ويُسْتَغَلّ كأداة سياسيّة للاستفادة من الصراع السوريّ لتعزيز الدعم السياسيّ لنتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيليّة. واقع الأمر، أنّ التهديد الوحيد للأمن في الجولان السوريّ المحتلّ هو استمرارالاحتلال غير القانونيّ الذي طال أمده، واعتراف الولايات المتحدة “بسيادة” إسرائيل المزعومة على المنطقة.

يستنكر المرصد تغريدة الرئيس ترامب، ويعتبر أنّ اعتراف الولايات المتّحدة بالجولان السوريّ المحتل كجزء من إسرائيل، من شأنه أن يطلق يد سلطة الاحتلال الإسرائيليّ لمواصلة انتهاكاتها الممنهجة بحقّ السكّان السوريّين والتميّيز ضدّهم، ويبرّر انتهاكات المحتلّ للقانون الدوليّ، ويؤدّي إلى تحوّل كبير في سياسة الولايات المتّحدة، مما سيساهم في زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

+ -
.