رسالة إلى المرشحين لرئاسة المجالس المحلية في الجولان – عماد شمس

Emad
د. عماد شمس

أخي وصديقي،

لن أتطرق هنا إلى الجانب الوطني وصراع الهوية الدائر أبداً، فهذا الجانب أخذ ويأخذ حقه يومياً من الحوارات والنقاشات والاجتماعات، بل اسمح لي أن أطرح الجانب الخدماتي والتقني.

لا شك عندي بنواياك الطيٌبة والحسنة، ولا اختلاف أننا بحاجة ماسٌة لأصحاب أيدٍ بيضاء لتطوير القرى والارتقاء بها للأعلى.
حتما أنك ستدخل المبنى بأيدٍ نظيفة، بوجه حسن وبمعاش محترم… لكن، يؤسفني أن أخبرك أنه من المحال أن تخرج من هناك ويداك نظيفتين!
هذا المكان الذي نعرفه جيداً، ليس إلا مؤسسة تمثل السلطة الاسرائيلية وتخدم مصالحها بالدرجة الأولى. ولنجاح المؤسسة فإنها تقوم بشتٌى الطرق بجباية الاموال من أجل دفع معاشات العاملين ومصاريف وجودها. أي أنها موجودة لتمثيل السلطة الاسرائيلية أولاً، ولتغطي نفسها ثانياً، وبالتالي ليس لديها القدرة، وليس من وظيفتها الاساسية البناء والتطوير.

كل منكم خرج ببرنامج عمل كبير ومحترم، لكن سرعان ما سيصطدم بالواقع المرٌ – أن سبعين مليون شيكل، وهي الميزانية السنوية العادية، ستكفي بالكاد لقيام المؤسسة وسداد العجز المزمن، ولدفع المعاشات (ولن أتطرق منها إلا لمثال واحد وهو المحاسب الذي، وبحسب بيانات وزارة الاقتصاد، يكلٌف المجدل حوالي 54 ألف شيكل شهرياً، مقابل ثلاثة أرباع الوظيفة، بينما محاسب مدينة هرتسيليا، مثلاً، والذى بعمل بوظيفة كاملة ويدير حسابات المدينة بأكملها بنجاح، إلا ان “المسكين” يكلف المدينة 52 الفاً فقط)، ولا يتبقى منها، أي الميزانية، إلا الفتات القليل لكل مشاريع التطوير المقترحة من قبلك.

بالطبع، أنا لا أوجه هنا اتهامات لأحد، إنما لبنية المجالس وانظمتها، و”لثقافة” عدم فعالية العمل فيها، وهدر الموارد بصورة عبثية وغير مجدية؛ فلو أوكلت كل مهام المجلس البلدي لشركة خاصة، لاستطاعت بعشرة موظفين مهنيين إنجاز جميع المهام بنصف التكلفة، بالاستعانة بمهنيين خارجيين، ولتبقى عشرات الملايين للتطوير.

هنا البعض القليل من جوانب الواقع الخدماتي الذي أعيشه كمواطن:

–          أدفع “الأرنونا” فقط مقابل نقل النفايات المنزلية مرة بالأسبوع (النقلة تكلفني حوالي مئة شيكل).

–          أنا مسؤول مع جيراني عن الطرق والأرصفة والجدران الاستنادية وتصريف مياه المطر.. الخ والخ… بحارتي وبجانب بيتي.

–          أعتمد على النشاطات الفردية وتضحيات الخيٌرين من أبناء المجتمع في أغلبية الفعاليات الثقافية والتربوية والعلمية.

–          أبحث عن متنفس لأولادي خارج البلد.

–          أحلم بإطار تعليمي أفضل لأولادي وأخاف عليهم من “جهل” البيئة التعليمية المنهجية الحكومية، ومن فوضى الشارع الذي ينحدر بسرعة نحو الهاوية التعليمية والثقافية والحضارية.

أسألك أيها الرئيس المرتقب: هل تعتقد فعلاً أنك تستطيع أن تغيٌر شيئاً، حتى ولو على المستوى الخدماتي البسيط!؟

آسف يا سيٌدي! لكنك ستقف عاجزاً أمام حائط من الاسمنت الذي قامت ببنائه سياسة الدولة والاجهزة الامنية، ويصقله الفساد، وتغذٌيه عبثيٌة البنية والادارة، ولن تستطيع يا سيٌدي حتى أن تراقب عمل الماكينة، أن تزيٌتها، أو أن تغيٌر فيها برغياً واحداً.

سنلتقي بعد خمس سنوات (هلٌي بيضلٌ طيٌب)، وستجمع كل ما انجزته يا سيٌدي في سلٌة صغيرة، تعرضها علينا قبل إقالتك أو قبل تبديلك بالانتخابات المقبلة، وسنبقى نحن نترقٌب الجولة القادمة، ونهيٌئ أنفسنا لامتصاص الصدمات القادمة، ولمكافحة التضييق علينا ومحاولات حلب المزيد من الاموال منٌا واستغلالنا، ونترقب بغضب ممزوج بالسخرية لما يحضٌره لنا القدر بمساعدة ال “مبدعين” من أصحاب الأفكار الشيطانية خلف الكواليس.

مع تحياتي

عماد شمس

تعليقات

  1. كل الإحترام إلك ولآمثالك وانشالله تكون وصلتهن هالرسالي
    وفهمو مضمونها هذا إذا كانو حابين يفهمو

  2. شو هو الشي الجديد يالي انطرح بهل رساله ما الطفل صار فهمان مين هو رئيس المجلس المحلي… شو هل لغز الصعب…

  3. كلام واقعي وصحيح بالضبط هيك راح يصير المرشحون يبحثون في المنصب الجاة السلطة والأموال

  4. الحفاظ على المصلحه العامه بهمة توحيد كلمة الحق للحفاظ على قدرنا وذأننا شكرا للجميع

  5. كفاكم مزاودات . ربنا دخل اسمه إحتار معكم . عايشين بجنه واكبر حريه . قولوا الحمدالله

  6. كلام سليم لاكن نحن ننتمي لسوريا الغالي ولا احد ينسلخ من جلدة الا……. وبالتالي نحن سوريين ان شئتم ام ابيتم وكرامتنا هي المحافضه على الهويه والانتماء لوطننا الغالي والنفيس والجوهره التي تطمع بها كل دول وشعوب العالم لا نستبدله بالثمن البخيس فنحن لسنا ابناء هذه الدوله ولا من سكانها ولا ننتمي لشعبها بأي شكل من الاشكال لذلك نرفض ان نكون عونن لها او سندا بل نحن سند الشرف والعفه والكرامه ونحن نصنع المال ومنا ولدت الرجال التي تتعطش للشهادة والموت في سبيل الكرامه يا منعيش بهالارض بكرامه يا منموت بكرامه وغير هيك ما بيصير وبينا وبينهون سيدي سلمان ص

  7. رسالي للجميع
    حاءط الاسمنت بينهد، رئيس مجلس لحالو ما بيهدو بس اذا اهل البلد بيتصرفوا بحكمي وبيتفقوا على شخصيه يلي بتمثل الشعب، الاتحاد وقفي وحدي بتهد أكبر حيط اسمنت!!

  8. لقد مضت أكثر من ثلاثين سنه و المجالس المحلية تقوم بدورها في تمثيل مصالح المحتلين في الجولان و يتم تعيين الرؤساء من قبل وزير الداخلية و لا ديموقراطيه و لا بطيخ مبسمر. و لكن لماذا الآن؟؟؟ أرى أن سلطات الاحتلال بدأت من سنتين و بعد خسارة مشروعها في سوريا و إحراق ربعها في الحولان بدأت بإلقاء قنبله أو (فتيشه) بين الناس ليتصدّى لها(الشباب!) من ال(المعارضة السلميه) و من بقية أهل المنطقة بهدف تدوير أصحاب المشروع المحروق و إعادتهم للنشاط المجتمعي.هذه شهادة فقر حال لنتنياهو. أما ما تفضّل به الدكتور عماد فهو تحليل صحيح. يجب أن يعقل الإسرائيليون و يرحلوا عن الجولان لكي لا يفعلوها مرغمين في قادم الأيام و أقرب وقت؛ لأن الظروف تغيرت و فشل المشروع و لن تنفع كل القفزات البهلوانيه.

  9. الحل لوقف مهزلة الانتخابات الديمقراطية والمرشحين المفروضين علينا هو التصدى لها بشتى الوسائل وليس التسليم والاستسلام لها !!
    أي انتخابات ستمررعلينا وهي لا تمثل 95% منمجتمعنا ؟؟
    مهزله وعار على من يترشح أو ينتخب !!!!
    يجب أن تتحرك الناس في جميع القرى لمنع هذه المهزله التى ستهدد مجتمعنا وتشتت شملنا وتنقسم الناس حتى افراد البيت الواحد سينقسمون ضد بعضهم !!!
    الاقتتال والفوضى في القرى العربية يحصل يوميا على ما يسمى انتخابات . الحذر ثم الحذر من الخطر الذي سيدخل بيوتنا ويفتتنا الى شظايا ..؟؟!!!!

  10. كم انت رائع كل الاحترام
    ولكن يجب علينا ان نقوم بتشكيل لجنه من الاشخاص الغيورين على مصلحه هذا البلد لكي تديرها ولا نتركها تتمايل مع الرياح بلا رقابه ونلوم بختنا في النهايه

  11. بعد التحية والشكر الجزيل لعماد ..لب الموضوع ليس برئاسة المجلس او اعضائه ..لب الموضوع في اهم فقره وردت بالمقال والتي تقول:- “المحاسب الذي، وبحسب بيانات وزارة الاقتصاد، يكلٌف المجدل حوالي 54 ألف شيكل شهرياً، مقابل ثلاثة أرباع الوظيفة، بينما محاسب مدينة هرتسيليا، مثلاً، والذى بعمل بوظيفة كاملة ويدير حسابات المدينة بأكملها بنجاح، إلا ان “المسكين” يكلف المدينة 52 الفاً فقط)، ولا يتبقى منها، أي الميزانية، إلا الفتات القليل لكل مشاريع التطوير المقترحة من قبلك.” كما تعاطى الدكتور مع موضوع الكهرباء بحرفيه ومهنيه ووفق قانون الاحتلال يجب متابعة المواضيع المتعلقه بهذه المؤسسة الخدماتيه بهذه الطريقه ..وانقاذ ما يمكن انقاذه من ميزانيه تذهب بغالبيتها في “الدهاليز” .. دمتم وللحديث بقيه

  12. نحنا عبنقول الدوله وراء كل العملييي بس هاذا مش صحيح قبل سنتين اتعينو ناس بلمجالس من الطبقه الفقيري وضلو وراهن كم شخص ليطالعوهن فكانت المدي تبعهن بلمجلس سنه ونصف فقامهو الجماعه المجهولي بلتوجه للقدس لقرار انتخابات في الجولان فقط بهدف تغير هؤلاء الفقراء فرفضو طلبهم في القدس عده مرات لاكن حاولو تدخيل الشيوخ في هذا وطلبو من الشيخ موفق لتقديم طلب الترشيح في الجولان وبعد ان تم الموافقه وجدو المشايخ انهم على خطاء حاولو العوده ولاكن كان القرار مقيد ( منشان هيك يا اخوان شو خص الدوله هيي بس همها سمعان وفياض حاسس حالي عبحضر الخربي )

التعليقات مغلقة.

+ -
.