سوريا السبعة آلاف عام باقية والاحتلال الإسرائيلي ليس قدرًا

ساحة سلطان الأطرش

Ali-AbuAwad

استغلالًا لما يحصل في الوطن من واقع مريع، وانعكاساته على واقعنا الجولاني؛ يحاول البعض -منهم الجاهل ومنهم المشبوه المقاصد- تسويق فكرة تشريع فكرة خوض “انتخابات المجالس المحلية” المفروضة من الاحتلال، بادعاء أن فيها فرصة لتطوير مناحي حياتنا، وإخراج التحكم بالأموال، من أيادي الفاسدين ومن يعتمدون المحسوبيات، إلى أيادي الحريصين على تقديم الخدمات.

لهؤلاء نقول: إن سورية السبعة آلاف عام لن تزول من الوجود، وستنهض أكثر عافية من قبل، ونذكرهم بحالة اليأس التي طالت البعض، على إثر هزيمة حزيران عام 1967، وما أصاب الذين تورطوا في مشاريع الاحتلال، إن بقصد وإن بجهل، الأمر الذي ما زالوا هم وأسرهم وأطفالهم يعانون منه أشد المعاناة، ويخلق حالة من النقاش في مجتمعنا تبلغ حد التناقض؛ ما يجعل الأمر جرحًا نازفًا في جسمنا الجولاني، يأبى الاحتلال، بكل ما يملك من خبث، إزالته بإسقاط الجنسية عنهم، على الرغم من معاناتهم وطلباتهم المتكررة، ويسعى عتاة اليمين في سلطة الاحتلال الحالية لإمرار قانون يسقط الهوية والجنسية عن كل عربي، لا يقدّم الولاء لسلطة الاحتلال.

الأمر الآخر: وحده الجاهل والمشبوه لا يدرك أن سياسة إدارة المجالس المحلية التابعة للاحتلال، تخضع لإرادة الاحتلال وليس للأشخاص الموجودين فيها، ما عدا واقعنا القروي المتخلف القابل لجعل العداوة العشائرية القروية قابلة للتفوق على العداوة للاحتلال، وبالأخص في مواسم الانتخابات التي يحسن الاحتلال استخدامها جيدًا، لتفتيت المجتمع، الأمر الذي تواجهه قرانا ومدننا العربية والدرزية في الداخل، وهي التي تفوقنا وعيًا وتطورًا، بحيث تصل الأمور فيها إلى مرحلة ارتكاب الجريمة على أرضية خلافات الانتخابات، كي يصل منتفعٌ إلى سدة الرئاسة، في كل موسم!

الأمر الخطير المضاف، والذي يتم تجاهله للأسف من قبل فعالياتنا، هو تقصد توزيع السلاح على البعض، بذريعة حماية أنفسهم وأراضيهم الواقعة قرب خط إطلاق النار! وإن نظرة بسيطة إلى ما فعلته ظاهرة انتشار السلاح، في القرى والتجمعات الدرزية والعربية، تكفي أي عاقل ومخلص لإدراك المهالك التي بتنا نسير بأرجلنا في دربها تحت ذرائع واهية مشبوهة…. كم من جرائم القتل يتم ارتكابها، ولا يتم الكشف عنها، في الوقت الذي يتم الكشف عن أبسط العمليات التي تطال أمن الاحتلال!

للتذكير: إن ما حصل من تطور في قرانا الجولانية كان بجهودنا نحن الواقعين تحت الاحتلال وبمواجهة معه؛ لمن نسي أو يتناسى أن كوادر الخريجين من دمشق ومن روسيا أتت فقط بجهود الوطنيين الذين يمارس المشبوهون التطاول عليهم، والتي سعى الاحتلال وأدواته المحلية لوقفها بالترهيب والترغيب في بداياتها، ليركب موجتها على إثر ذلك، وهي التي ساهمت في الارتقاء بواقعنا، إضافة إلى نتاج أراضينا الزراعية التي سعى الاحتلال بكل جهد لإيقاف تطويرها، من خلال منع استصلاح الأراضي والغرس، بل اللجوء إلى اقتلاع الغراس، وإقامة المحاكم بشأن برك المياه التي تم حفرها وتكلفة المخالفات والإلزام بطمرها الذي كلّف ملايين الدولارات، والتي لجأ مزارعونا إليها، للتغلب على سياسة التقتير بمياه الري وغلاء ثمنها، بالمقارنة مع المستوطنات المجاورة.

نداء أخير ومهم برسم البعض: إذا كنّا ما زلنا نبذل جميعًا كل جهد مخلص، للتخفيف عمن تورطوا في قضية استلام الجنسية الإسرائيلية في السابق، أو من ورثوها عن أهلهم دون إرادة منهم؛ فماذا يمكن أن نقول عمن يسعى لاستلامها اليوم!

تعليقات

  1. بركت دكتور علي للاسف ما عاد في عنا مبدا لنحافض على الي علمونا عليه اهالينا وجدودنا صرنا بس نركض ورا المادي والمصالح الشخصيه وصار من العيب نحافض على ارضنا… بسهوله بعنا وطنا ونسينا التاريخ!!! للاسف مجرورين وراكضين وراء المادي

  2. دكتور
    افعل وآمن بمن تشاء ودع غيرك يفعل ما يشاء هذه افكار وحريات
    انا ارى ان الاحتلال ارحم بالف مره من افضل نضام عربي عرفه التاريخ حتى الان
    فإن كنا نتكلم عن القدر يا دكتور
    فعليك بلسجود له على انك الان متواجد تحت هذا الاحتلال وتستطيع كتابة ما كتبته ما لم تستطع لا انت ولا غيرك فعله في سوريا السبعة الاف عام ولا حتى عشر الاف عام
    شكراً
    احترم رأيك
    ولكنني مختلف معك فأنا مع الانتخابات والانخراط

    1. سوالي الك ادهم في شي مرة سالت حالك شو بدو منك الاحتلال هل يا ترى ناقصو كوادر ليختارك الك ولا لا غيرك ؟ على فرض بعد كوم سنه من الانخراط رفضك هذا الاحتلال شو موقفك وين بتروح؟

      1. سألت نفسي سؤالاً اخر
        لماذا سكت الوطن عن حق ارجاع الجولان اكثر من خمسين عاماً
        ولم اجد جواباً الا
        انه تخلى عننا

    2. الله يسعدك هيك لازم الواحد يكون صريح ومنطقي ويفكر بالواقع صح هالموقف الكل اخذينو بس ما بيعبرو عنو عبيضلهن متخبين ورا حيط وهمي اسمو وطنيه !!

    3. ادهم ما من شك في كل حرف استعملته في صياغة تعليقك .
      واضافة :
      على مدى 7 الاف عام هذه البلاد طوت الاف الحقب التاريخيه من جميع فئات (المستعمرين)..ههه!!… اشوريين وكلدائيين ماغول بيزنطيين فرس يهود وصليبيين مسلمين وترك … والخ .
      اما وبعد وفيما يمس واقعنا الجولاني ومذ 50 عام فقط …!!
      ما فعلناه من بقائنا وحفاظنا على موقعنا الجغرافي والزمني هو قمة وذروة المعايير الانسانيه الشريفه وبغظ النظر عن من يحكمنا في دوره؛ فالايام تتعاقب تحت ضل الاقدار بفعل موازين القوى الفاعله .
      بنظري ما بحاجة له مجتمعناالجولاني في هذا الوقت هو الحفاظ على النواحي الاخلاقيه والاجتماعيه والتركيز على الأجيال القادمه من التدهور الخلقي والإنساني ..فهم بأمس الحاجه لمن يفتح ويهئ لهم سبل لمستقبل متفائل وواعد يدفعهم قدما في الحياة بدل زجهم في حلقات الغيب المبهم!! “.. ان المياه الراكده وحدها كفيلة في افساد ذاتها … !!”.
      حبذا وعي فطري يزخر بمحبة الله في خلقه وارضه على ايديولوجيات سفسطائيه عجوزه وعاجزه.. ومهما امتلكت من مقومات الاقناع الفكري .!!
      مجتمعي الجولاني … احبكم في الله .. احبوه فيرعاكم

      1. “حبذا وعي فطري يزخر بمحبة الله في خلقه وارضه على ايديولوجيات سفسطائيه عجوزه وعاجزه.. ومهما امتلكت من مقومات الاقناع الفكري .!!
        مجتمعي الجولاني … احبكم في الله .. احبوه فيرعاكم”

    4. لم تعد افكار وحريات عندما يتجسد الحتلال في صورة ملاك لك ولغيرك ممن يفظلون العيش تحت اجنحة الاحتلال بحجة انة ارحم من غيره .
      المعذره عزيزي الاحتلال يبقى احتلال وطبعا زائل لا محالة
      الاتراك بقيو في ارظنا ما يقارب ال ٣٠٠ عام وايظا الفرنسيين . فالتاريخ لا محال سوف يرجع الجولان الى سوريا مهما دامت السنين

    5. يا ادهم انت لا تستطيع لوم الورقة بما كتب عليها ولا تستطيع بيع وطنك لان النظام ديكتاتوري حسب رايك وإسرائيل التي تمجدها فَلَو استطاعت ان تهجرنا وان تسكن يهود مكاننا فلفعلت بكل تاكيد أرجو منك اعادة التفكير بموقفك بوطنك الام فلا تنسى اصالتك العربية ولا تلوم الورقة بما كتب عليها

    6. صديقي ادهم مرحبا .. اني بحترم رأيك بس بعارضو .. اني من الجيل الجديد اللي لا شاف سوريا ولا عاش بسوريا ولا حتى لحق يتعلم بسوريا .. اني من الجيل اللي وعي انو لازم نحب سوريا ولازم نكون “وطنيين” بس الشي مكنش يدخل براسي .. لما وعيت عرفت انو قصة الانتماء لوطن هي اكثر شي بيأمنلي الرضى والبلوغ الفكري..
      من نسي اصله فهو بلا اصل .. نحنا سورين ولدنا في الجولان السوري المحتل .. كل شي بيقدملك هو الاحتلال عباره عن نقطه ببحر ما اخذو منك .. اخذ ارضك وارض بيي وارض جدك ..
      اني بلغيش فكرة انو نحنا عايشين مبسوطين تحت سيطرة الاحتلال بس هاذا الشي لا يعني انو نعلن انتمائنا الو .. نحنا دروز الجولان السوري المحتل وهن دروز فلسطين عرب ال٤٨ ومش دروز اسرائيل .. نحنا منلاقي كل انواع العنصريي بسبب انتمائنا لقوميتنا العربيي.. الانتخابات بالمجالس المحليي هي خطه اسرائيليه ل”أسرئلة” الجيل الجديد واندماجو بالنظام والقوميي الاسرائيليي .. اني بنصحك انو تربي ابنك انو هو ابن الجولان السوري المحتل وانو سوريا جنه وخربوها ولاد الحرام .. لانو ابنك بعد ٢٠ سني رح يعتب عليك كيف نسيتو وطنو ووطن جدو

  3. الى السيد الدكتور علي ابوعواد حسب رايي انت بالذات وكل شخص ايد الثوره المسلحه في سوريا لا يحق له معارضة الانتخابات للمجالس المحليه ***الم يكن ادعائكم من تاييد المعارضه في سوريا هو الوصول الى حكم ديموقراطي يتم من خلال صناديق الاقتراع انتخاب المسؤؤلين ***ها هو اليوم تعرض عليكم سلطات الاحتلال اختيار ممثليكم للمجالس البلديه بشكل انتخاب ديموقراطي وانت اول المعارضين بحجة الخوف من انتشار العائلية ***هل مجتمعنا يختلف عن المجتمع السوري ام جزء منه ***بماذا تفسر لنا هذا التناقض يا دكتور **لم يبق لي الا ان اقول تحيرنا ******

  4. نحنا حافضنا على احترامنا خلال خمسين عام بس لانه كنا وما زلنا متمسكين ومحافضين على مبادءنا اوعك تفكر اخ ادهم انه بعد ما تصير الانتخابات راح نكون محترمين اكثر بدوله اسراءيل بل عكس راح نفقد احترامنا بكل محل لانه راح نعتبر خاينين

  5. تحياتي دكتور علي
    المثل بيقول اعمل لدنياك وكأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك وكانك تموت غدا.واني كجولاني بقدر اعمل اسقاط حلو لهالمثل على واقعي يلي بعيشو بحياة اليوم يوم بدون ما مس بكرامتي وبأخلاقي وبوطنيتي او باحترامي لذاتي وباحترام الاخرين لألي. (الاحترام لا يطلب او يستجدى بل يفرض). لانو الوطنيه بتبدا من الوطن الزغير وبتكبر وبتتعمم ع الوطن الكبير ومش العكس. ما فيي يكون قلبي على دمشق مثلا وهو مش على عين قنيه.ولهيك برأيي على الجولاني الحكيم ان يعمل لحياته وكرامته واحترامه باسرائيل وكانها باقيه الى الأبد وان يعمل لحياته وكرامته واحترامه بسوريا وكأنها عائده غدا.واقع الجولان تحت الاحتلال من خمسين سنه ما ألنا يد فيه وما النا سلطه عليه أو امكانية تغييرو. ومعلوم لألنا ولكل العالم بجميع مؤوسساته انو الجولان ارض سوريه محتله وستبقى كذلك وما بحياتها رح تصير اسرائيليه.ومن حقنا وحق الأجيال يلي ع بتخلق وع بتعيش وع بتموت تحت الاحتلال انها تعيش حياتها بالكامل وعلى جميع الأصعده وما تكون مقييده الا بما يحفظ كرامة المجتمع الجولاني دائما وأبدا وفي كل مكان وزمان.ان الاوان انو نطلع من القوقعه الفكريه يلي حطينا حالنا فيها ونوسع مداركنا بما فيه مصلحتنا كمجتمع.الزمن ما بيرحم وما فينا نضل على قارعة الطريق ننتظر.وواقعنا بالتلاث عقود يلي مضت اكبر دليل على انو نحنا كمجتمع بحالة ستاتيكو فكري ادى الى تأخرنا والى تفككنا. كل يغني على ليلاه. اني ما فيي لوم لا اسرائيل ولا النظام السوري على كل سوء ع بيحصل لمجتمعنا. ما بدنا ننطر من حدا انو ياخذ بأيدنا او يقودنا. نحنا المفروض نكون اصحاب قرار ونكون مجتمع واعي ومنظم يعمل لما فيه مصلحة ابناءه الان وبعد مئة عام.
    واذا الانتخابات شر لا بد منه، فلتكن.
    واذا نحنا بنكون واعيين وعلى قد المسؤوليه بنقدر نستغل الانتخابات بأحلى صوره دون ان تحكمنا لا مخابرات ولا غيرها.المطلوب يكونوا قدوتنا السود العبيد في امريكا يلي خلال 150 سنه فقط انتقلوا من العبوديه لرئاسة الولايات المتحده الامريكيه، والسود بجنوب افريقيا يلي انتقلوا من العنصريه ضدهن كمان لرئاسة جنوب افريقيا.المطلوب ثوره فكريه تحفظ مصالح وكرامة المجتمع.

  6. على جيلنا فهم معنى كلمة ديمقراطية .. تعني إعتراف الشخص أمام نفسه , بأنه هو أو هي من يمتلك القرار والمسؤلية التي تأتي مع هذا . هي قدرة المجتمع على ألأنتخاب بشكل حر ,تداول السلطة بسلام ومع الوقت . هو بأن يحترم الفرد حرية ألآخرين حتى ولو تختلف ألآراء …الخيارات الشخصية تابعة للفرد ,; المساحة الشخصية; ,أما المساحة العامة تابعة للجميع وبهاذا ألشأن تذهب الناس إلا إنتخابات عامة , هذا المضوع جديد للأسف في المجتمع العربي , على جيلنا الحالي تأسيس هذة الحضارة كي يرثها الجيل القادم , كي يعرفوا أن هويتكم هي إحترامكم لحرية نفسكم ومن حولكم,وهي فعلكم ,ليس أسم ترددة وتطلقة على نفسك . ,مالكي القرار , تمشوا مع الوقت ,ليس مساجين التاريخ , إنسانيتكم وقدرتكم على المحبة هي هويتكم الحقيقية لايمكن سرقتها منكم ..شكراً .

  7. بغض النظر عن المقال وأيضا التعليقات من وجهة نظري أقول:
    نحن العرب غير ناضجين فكريا من أجل اجراء انتخابات حره وسريه ولا ديمقراطيه حضاريه.
    بل ستعود العائلية والقبليه.في مجدل شمس أبو صالح وصفدي.في بقعاثا عماشه وفرحات.في مسعده سحاتنه ومجادله وعين قنيه والله وأعلم .ونحن نرى ما يحدث في انتخابات القرى العربيه في الجليل والكرمل وغيرها.
    انتتقاد بسيط علي المقال الرئيسى:يمكن ان توصل الفكره بدون ان تثير حفيظة أحد .وكأن الخطاب باللغه العربيه أن لم يتضمن كلمات متل:فلان خائن او فلان مشبوه ,فلان متخلف أو فلان رجعي
    ,فلان ضعيف او فلان طابور خامس ,أن لم يتضمن مثل هذه العبارات فهو ليس مقالاً بالعربيه للأسف

    1. لللاسف هذا هو الواقع ومعك حق بكل كلمه قلتها العاءليه والعنصريه بدمنا

التعليقات مغلقة.

+ -
.