قبلَ أنْ نغادرَعاماً  لنتذكرْ …

تتوالى الأيّامُ والشّهورُ ، ينقضي عامٌّ ويأتي آخرَ ، يمضي و يذهبُ دون رجعةٍ يرحلُ حاملًا معَه كلّ الذّكرياتِ المؤلمةِ والذكرياتِ المُفرحةِ ولكن علينا أنْ نتذكرَه بكلِّ أحوالِه ونحمدُ الله تعالى على ما كان .

لنتذكرْ أنّنا ما زلْنا نملكُ قلوبًا بيضاءَ نقيةً سعيدةً طاهرةً تنبضُ تمسكًا بالحياةِ نملكُ عقلاً راجحًا وجسمًا سليمًا معافى لا نشكي ألمًا ولا مرضًا وأنّنا نستطيعُ النومَ نومًا عميقًا دوَن أجهزةٍ طبّيةٍ تحيطُ بنا .

لنتذكرْ أنّنا نملكُ سقفاً يأوينا تحتَه ويحمينا ، نتذّكرُ أنّنا نملكُ عائلةً و أبناءً أصدقاءٌ وأقرباءٌ وأنّنا محاطون بدفئِهم وحنانِهم وأنّهم لا يشكون ألماً ولا مرضًا، نتذكرُ أنّنا نملكُ بصرًا وبصيرةً يتمناهُ كلّ من فقدَهم .

نتذكُّر الّذين فقدناهم وأنّنا ما زلنا نملكُ لسانًا قادرًا على الدعاءِ لهم

نتذكّرُ أنّ لدينا عملاً نتمسكُ به ليساعدَنا على لُقمةِ العيشِ وأنّنا نملكُ طعامًا يسدُّ حاجتَنا لسنينٍ آتيةٍ.

خزائننا مليئةٌ بالملابسِ الفاخرةِ والمنوّعةِ و أسواقُنا حافلةٌ تعجُّ بأرقى الموديلات وأشهرها .

صالاتُ الأفراحِ عندنا ما زالت تُحجزُ حتى هذه اللحظة ِ .المطاعمُ والمقاهي والنوادي ما زالت تحتضنُ أولادَنا في ساعاتٍ متاخرةٍ بآمانٍ

وبأنّ أطفالَنا ما زالت تلعبُ وتمرحُ وتلهو ومتوفٌر لها كلّ أنواعِ الألعابِ الذّكية منها والمسلية والبرامجِ والفعالياتِ الحركيةِ الالكترونيةِ.

نتذكّرُ المدارسَ والجامعاتِ التي ما زالت تنبضُ بابنائِنا الناجحين الواصلين تحويهم وتحميهم وتنتج منهم جيلُ المستقبلِ المنشودِ .

والأهم الأهم جميع ما ذُكر هداوةُ البال ِ والطمأنينةِ والسّلام ِالداخليّ لكلِّ منّا .

لذا علينا أنْ نتشكَر ونحمدُ الله تعالى على كلِّ هذه النعم التي معنا ونمتلكُها ونتمنى أنْ لا نفقدَها أبدا لأنّها أثمنُ من كنوزِ العالمِ .

لذا لنجعلْ من كل عامِ جّديدِ سلمًا نصعدُ به بأعمالِنا بأفكارنِا بمحبتِنا بثقافتِنا بأخلاقِنا لتُصبح نتائجُنا في العلا دائمًا تتلألأ في السّماءِ.

لنفتحْ دفترًا أوراقُه بيضاءٌ نقيةٌ كلُّ النقاءِ جديدةٌ كلّ الجّدّةِ ونحن من سيملأْ هذا الدفتر يومًا بيومٍ مدونةٌ وحافلةٌ هذه الأوراقُ بعطائِنا بمحبتِنا لبعضٍ.

ولنكنْ يدًا واحدةً بغرسِ الإلفِة والمحبةِ والتّعاونِ والتّقبل والرّضا والقناعةِ لما نحن عليه ولينظرْ كلّ منّا إلى داخلِه ويناشدُها ويبعثُ القوةَ فيها لتُظهر عظمةُ أفعالِه وأعمالِه ، ولنجعل الأيّامٍ الآتيةٍ ترفرفُ بتفاؤلٍ وإصرارٍ، نطوي كلّ الآلام والإخفاقات ، ولننظرْ لها بعينٍ مشرقةٍ متلألئةٍ بأنَّ الآتي سيكونُ أجملَ بإذنِه تعالى بالفرحِ بالحبِّ بالبهجة وبالأملِ .

تعليقات

  1. شكرا لكي على هذه الخاطره القيمه بمعانيها واتمنى على كل شخص ان يطلع على ما كتبتي شكرا لكي وتنعاد عليكي وعلى كل شخص يحب السلام والعيش الأمن والكريم

  2. شكراً لك على هذه الجرعة الرائعه من الأمل ولنتذكر دائما أننا بخير ما دمنا ندعم ونشجع ونتشارك في الحياة

  3. كلام روعه ، انشالله تكون السنه الجديده خير وهداوة بال للجميع.

  4. قمه في الروقي والاخلاق خاطره جميله ومعبره وانا أحمد الله ان ما زال في قريتي الصغيره متسعة الأفاق أمثالكي يفكرون في هذه الطريقه … أتمنى لالجميع سنه جميله مليئه بلحب والسلام خاليه من الحزن والألم دمتم سالمين

  5. ما دام يوجد عقل يفكر وينسج بأفكاره أجمل العبارات حتى تنطلق عبر لسان ينطق بأسمى وأنبل وأرقى المعزوفات…. حتى تتترجم عبر القلم بأطيب الامنيات والتمنيات والشكر والحمد لله تعالى , فنحن ما زلنا بألف خير في هذه الدنيا. فألف شكر لك على هذه الخاطره المنبهه لنا والمعبره والقيمه التي بثت فينا الأمل والطموح بغد أجمل….

  6. كلماتك الرنانه تصل لكل قلب ابدعتي كعادتك متالقه بالتوفيق يا غاليه

التعليقات مغلقة.

+ -
.