أساطير كأس العالم \ إعداد عنان عماشة

By AFP/SCANPIX (Nationalencyklopedin) [Public domain], via Wikimedia Commons
By AFP/SCANPIX (Nationalencyklopedin) [Public domain], via Wikimedia Commons

ضمن زاوية رياضية بمناسبة كأس العالم لكرة القدم 2018، يعدها الرياضي عنان عماشة

كرة القدم هي لعبة جماعية تعتمد أولاً على الاداء الجماعي وعلى كيفية تدوير الكرة بين المجموعة وتبادل المهام خلال المباراة ولكن في أوقات الحسم استطاع نجوم كبار على مدار التاريخ بأن يسطروا اسمائهم بحروف من ذهب في ذاكرة المونديال وبأن يدخلوا الفرحة الى قلوب الملايين من عشاق وجماهير المنتخبات الدولية.

سويسرا 1954 كان المونديال الأول الذي حضي بتغطية إعلامية كبيرة وعالمية من خلال البث التلفزيوني المباشر وكذلك من خلال الراديو وشتى الصحف الراضية العالمية. التوقعات كانت تشير حينها بأن يتألق النجم المجري الأسطوري في ريال مدريد، فرانس بوشكاش، ومنتخبة الوطني الأقوى في تلك الفترة ويتمكنوا من الفوز في الكأس العالمية وبالأخص بعد تخطيهم الدور الأول للبطولة بنتائج مذهلة منها الفوز الكبير 9:0 على كوريا الجنوبية وسحقهم بنتيجة 8:3 لألمانيا الغربية ولكنهم خسروا المباراة النهائية بصورة غريبة ومثيرة أمام الخصم عينه، المانيا لغريبة، بالنتيجة 3:2 وتحول الألماني هلموت ران والذي أحرز هدف الفوز لألمانيا الغربية لنجماً تاريخياً بعد احرازه لهدف الفوز في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة (الدقيقة 84).

بعدها بأربعة سنوات (1958) أولدت كرة القدم جوهرة سوداْ تدعى “إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو” الا وهو البرازيلي “بيليه” الذي لم يكن ضمن التشكيلية الأساسية للبرازيل في بداية البطولة بسبب صغر سنه (17 عاما) ولكن بعد اصابة “مازولا” وإقحامه في التشكيلة الأساسية لم يتوقف بيليه عن تسجيل الأهداف وفي النهائي سحقت البرازيل 5:2 المنتخب السويدي مضيف البطولة وسجل بيليه هدفين وتحول الى أسطورة عالمية. بيليه الذي شارك في أربع بطولات عالمية فاز أيضا مع منتخبه البرازيلي بكأس العالم 1962 في تشيلي ولكنه لم يشارك في المباراة النهائية بسبب الإصابة ليتولى حينها زميله “غارينشيا” المسؤولية حيث تألق في المباراة وأحرزت البرازيل اللقب على حساب تشيكوسلوفاكيا 3:1 ليصبح منتخب السامبا ثاني منتخب يتمكن من كسب المونديال في نسختين متتاليتين بعد إيطاليا في سنوات 1934 و1938. بيليه والبرازيل لم يكتفوا بذلك وحسب وفي مونديال المكسيك عام 1970 أحرزت البرازيل البطولة حيث سجل بيليه الهدف الأول في المباراة النهائية والتي انتهت بفوز كبير 4:1 على المنتخب الأزرق الإيطالي.

المنتخب الإنجليزي لم يشارك في كأس العالم حتى عام 1950 وذلك بسبب أيمانهم الشديد بأنهم أعلى وأسمى كروياً من كل بلدان العالم. وفي سنة 1966 أحرز المنتخب الإنجليزي البطولة أخيراً عندما استضاف المونديال على أرضه وبين جماهيره في استاد وويمبلي التاريخي ويعود الفضل بذلك ل”بوبي مور”، “بوبي تشارلتون” و” جيوف هورست ” الذي بات اللاعب الوحيد في التاريخ الذي سجل 3 أهداف في المباراة النهائية والتي حسمها منتخب “الأسود الثلاثة” بعد شوطين اضافيين 4:2 على ألمانيا الغربية.

في ألمانيا 1974 التقى المنتخبين الأفضل عالمياً في تلك الفترة (ألمانيا الغربية وهولدنا) في النهائي الذي جمع ما بين النجمين “فرانس بيكنباور” الألماني “ويوهان كرويف” الهولندي الذي أنهى مسيرته دون الظفر بالكأس الذهبية بعد خسارة هولندا 2:1.

By Dani Yako (Clarín newspaper) [Public domain], via Wikimedia Commons
By Dani Yako (Clarín newspaper) [Public domain], via Wikimedia Commons

وفي مونديال الأرجنتين 1978 تمكنت أيضاً الدولة المستضيفة من أحراز اللقب حيث تألق “ماريو كيمبس” حين سجل هدفين لصالح المنتخب الأرجنتيني في النهائي ضد هولندا أما أنظار حوالي 72 ألف متفرج في استاد المونيمونتال بعد تمدد المباراة لتفوز الأرجنتين في النهاية بالنتيجة 3:1. وفي إسبانيا 1982 جاء الدور على الإيطالي “باولو روسي” الذي أحرز 6 أهداف خلال البطولة ليقود المنتخب الإيطالي الى اللقب الثالث في تاريخه بعد تسجيليه للهدف الأول في النهائي ضد ألمانيا الغربية (3:1).

الأسطورة “دييغو أرماندو ماردونا” قاد الأرجنتين للفوز بكأس العالم 1986 في المكسيك حيث سجل 5 أهداف في البطولة التي شهدت هدفين تاريخيين للنجم الأرجنتيني في الدور ربع النهائي أمام انجلترا، الأول أحرزه ماردونا بيده والثاني كان هدفاً خرافياً لن ينسى بعد تخطيه لخمسة لاعبين من منتصف الملعب، وعندما سُئل ماردونا عن الهدف الأول قال: “لقد سجلته بمساعدة يد الله”.

ماردونا ورفاقه وصلوا أيضاً للنهائي في إيطاليا 1990 ولكنهم خسروه في الدقائق الأخيرة لصالح ألمانيا الغربية والتي تألق في صفوفها النجم ” لوتار ماتيوس “. البرازيل عادت لتتوج باللقب العالمي للمرة الرابعة بعد فوزها ببطولة الولايات المتحدة 1994 حيث كان النجم “روماريو” في أوجه بتسجيله لخمسة أهداف خلال البطولة، وفي النهائي حسمت البرازيل المباراة من خلال ضربات الجزاء الترجيحية في مباراة أبكت النجم الإيطالي الكبير “روبرتو باجيو”.

في فرنسا 1998 تمكن الساحر “زين الدين زيدان” من أحراز اللقب الوحيد للمنتخب الفرنسي حيث سجل هدفين برأسيتين رائعتين في المباراة النهائية أمام البرازيل تاركاً حينها النجم البرازيلي “رونالدو” حزيناً ومتألماً. لكن رونالدو عاد في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 بقوة كبيرة بعد تسجيله لسبعة أهداف منها اثنان في المباراة النهائية 2:0 على ألمانيا في مرمى الحارس المخضرم أوليفر كان.

اللقب الرابع في تاريخ المنتخب الإيطالي جاء في ألمانيا 2006 حيث تمييز الطليان كعادتهم بالأداء الدفاعي القوي بقيادة الكابتن “فابيو كانافارو” والذي حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم حينها. وفي جنوب أفريقيا 2010 أخيراً توج منتخب الأحمر الإسباني سيطرته العالمية بعدما فاز بالنهائي أمام هولندا 1:0 في الدقيقة 116 حيث تألق الحارس والكابتن المدريدي “إيكر كاسياس ” ومسجل الهدف الرسام ” أندريس إنييستا “.

في البرازيل 2014 عاد منتخب الماكينات الألمانية من جديد للفوز بكأس العالم بعد تألقه الكبير من الناحية الجماعية فيما كان بطل النهائي النجم “ماريو غوتزه” الذي أبكى ميسي والأرجنتين بتسجيله للهدف الوحيد في الدقائق الأخيرة من الأشواط الإضافية.

بينما يبقى السؤال- من هو القادر على قيادة بلاده للفوز بالكأس الغالية ولتحقيق الحلم الكبير في روسيا 2018؟ هل هو الصاروخ البرتغالي رونالدو أم الأسطورة ميسي من بلاد التانغو؟ هل يستفيق البرازيلي نيمار من اصابته ويعيد الفخر للبرازيليين الذين لم ينسوا كارثة الأقصاء على أرضهم في النسخة الماضية أمام ألمانيا؟ أو أن لإيسكو ورفقاه الإسبان كلمة أخرى؟ هل يستطيع الفرنسي ” أنطوان غريزمان ” أن يكرر ما فعله زيدان في مونديال فرنسا 1998 أم أن جاره البلجيكي “كيفين دي بروين” يريد صنع ما هو شبه مستحيل؟ وهل يستعيد “هاري كين” وزملائه الهيبة للمنتخب الإنجليزي؟

تعليقات

  1. اخ عنان يعطيك الف عافية على المقالات الحلوة اللي عمبتفضل علينا فيها. لدي سؤال. هل يعقل ان تتكلم عن مونديال البرازيل 2014 ولا تتطرق ولو بكلمة واحدة للخسارة الفادحة لألمانيا 7:1؟؟؟
    لعلك اخي من مشجعي البرازيل؟؟؟ اذا كان الأمر كذلك فعذرك مقبول ولا حاجة للفضائح…
    للختام. مقالاتك جذابة وغنية أنا أقرأها كلمة بكلمة وأرسل الروابط للأصدقاء كي يقرأونها. الى الأمام.

  2. يعطيك العافي استاذ عنان مقالي كثير حلوي ومعلومات قيمه عن تاريخ كاس العالم اما بالنسبة لرونالدو البرازيلي في كاس العالم ٢٠٠٢ سجل ٨ اهداف مش ٧

  3. شكرا على المقالات الجميله
    رونالدو سجل 8 اهداف في مونديال 2002
    وانصحك بان تراجع مقالاتك قبل نشرها يا اخي كثير من الاغلاط الاملائيه

التعليقات مغلقة.

+ -
.