أسماك القرش تتمتع بذاكرة “فائقة”

"Oceanic Whitetip Shark" by Original uploader was OldakQuill at en.wikipedia - Originally from en.wikipedia; description page is/was here.. Licensed under CC BY-SA 3.0 via ويكيميديا كومنز - http://commons.wikimedia.org/wiki/File:Oceanic_Whitetip_Shark.png#mediaviewer/File:Oceanic_Whitetip_Shark.png
“Oceanic Whitetip Shark” by Original uploader was OldakQuill at en.wikipedia – Originally from en.wikipedia; description page is/was here.. Licensed under CC BY-SA 3.0 via ويكيميديا كومنز – http://commons.wikimedia.org/wiki/File:Oceanic_Whitetip_Shark.png#mediaviewer/File:Oceanic_Whitetip_Shark.png

كشفت دراسة حديثة عن إمكانية تعليم أسماك القرش المفترسة في المحيطات التعرف على الأشكال والخدع البصرية، وتذكرها لقرابة عام على الأقل.

وبالرغم من أن حكايات الأمهات القديمة مناقضة لذلك، فإن السمكة الذهبية “جولدفيش” لديها ذاكرة ممتازة، إذ يمكن تدريبها على وكز رافعة للحصول على طعام، وحتى بعد إزالة الرافعة تظل السمكة الذهبية تتذكر الحيلة لنحو ثلاثة أشهر.

لكن أمام هذه السمكة الآن منافسة جادة من أسماك القرش. فقد أجرت الدكتورة فيرا سلوزيل، من جامعة غاينش فريدريش فيلهمز في مدينة بون بألمانيا، بحثا حول ذكاء سمكة قرش البامبو بنية اللون، وهي سمكة تعيش غربي المحيط الهادئ، ويصل طولها إلى ما يزيد على قدمين قليلا.

وفي العام الماضي، أجرت طالبة دكتوراه تدعى ثيودورا فوز، وهي من طلاب الدكتورة سلوزيل، تجربة معرفية مع صغار سمك القرش من ثلاثة أنواع مختلفة وفي كل مرة تجري التجربة مع أحد الأنواع، وبعد ذلك أجرت اختبارًا لترى مدى تذكر أسماك القرش لتلك التدريبات. ونشرت نتائج التجربة في مجلة “جورنال أنيمال”.

رؤية الأشكال

أولا، أظهرت ثيودورا أنه يمكنها تدريب أسماك القرش على التعرف على الأشكال وتذكرها، إذ قالت إنها وضعت أسماك القرش في خزان خاص وعرضت صورة على أحد جدرانه، كانت تُعلم أربع أسماك قرش لاختيار الشكل المثلث دائما، وفي كل مرة تلمس فيها المثلث تحصل الأسماك على قطعة صغيرة من الطعام.

وكانت تعلم أسماك القرش الأربع الأخرى على التعرف دائما على الشكل المربع، وكانت لها مكافأة مماثلة.

ثم اختبرت ثيودورا مدى قدرة أسماك القرش على نقل قدرتها للتعرف على الشكل المناسب، فعرضت على الأسماك لعبة خداع الحواف التي تعرف باسم “كانيزا”، وهو نوع من الرسم الوهمي يستخدم لخداع البشر إلى “رؤية” شكل معين، وبمواءمة الأشكال، يتخيل الانسان أنه يرى الشكل المراد، والذي لا يوجد في الحقيقة.

فوقعت الأسماك كما يقع الإنسان في الفخ، أو الخداع البصري. لكن غالبا ما تختار الأسماك الأشكال الصائبة أكثر من اختيارها للأشكال الخاطئة في الصور التي بها أشكال عشوائية.

والآن تنضم أسماك القرش لقائمة الحيوانات العديدة الأخرى التي تتمتع بقدر من استيعاب الخداع البصري، ومنها القطط، والقردة، والبوم، والدجاج، والسمكة الذهبية.

وبالنسبة لأسماك القرش، فإن قدرتها على إكمال الأشكال المرئية غير المكتملة يترجم غالبًا إلى زيادة قدرتها على الفوز بفرص النجاة في الحياة البرية، ومن هذه القدرات قد تكون التعرف على الفريسة المتخفية في الرمال أو سرعة إيجاد مأوى للهروب من حيوان مفترس أكبر.

لا ينخدع بسهولة

بعد اكتمال المجموعة الأولى من التجارب، اختبرت ثيودورا إمكانية أسماك القرش على التعلم لاختيار مربع من الخطوط المائلة وشكل معين على خلفية مماثلة. واستطاعت أسماك القرش تعلم الحيلة بسهولة، وفي وقت أقل مما كانت عليه في التجربة السابقة.

وكانت التجربة الثالثة هي الأكثر إثارة للإعجاب، إذ عرضت ثيودورا أولاً خطوطا من أطوال مختلفة على أسماك القرش، وعلمتها اختيار الخط الأطول دائمًا، وبمجرد إتقان أسماك القرش لتلك التجربة، اختبرت ثيودورا إمكانية تحويل أسماك القرش هذه المهارة إلى نوع آخر من الوهم البصري، يطلق عليه اسم خداع مولر لاير البصري.

ويتكون هذا الخداع البصري من مجموعة من الأشكال على هيئة سهم عن طريق وضع “زعانف” على طرفي “الرماح” متساوية الأطوال، ويقع البشر بسهولة في هذا الخداع البصري، إذ يظنون أن السهم أطول مما هو عليه حقًا عندما تكون أطراف “الرمح” للخارج.

لكن أسماك القرش انخدعت أيضا في الرماح التي لا يوجد بينها فرق كبير، إذ ترى أنها جميعًا متساوية الطول رغم وجود زعانف مضللة في الأسهم.

وعند القيام بالتجربة الثالثة، تكون قد مضت عدة أسابيع، إذ اختبرت ثيودورا بعدها مدى تذكر أسماك القرش للتدريبات التي تلقتها من بداية التجربة. وبعد قرابة 50 أسبوعًا وجدت أن معظم الأسماك لا تزال تتذكر الشكل الذي يجب عليها أن تختاره.

سمات عقلية أكبر
ويعتبر مرور عام فترة أطول مما يقدر عليه أي حيوان آخر لتذكر التدريبات، وهذا وقت طويل ليس بالنسبة للأسماك فحسب، بل يضع أسماك القرش من نوع بامبو في منافسة ضروس مع الطيور، مثل الغربان، وحتى الثدييات، مثل البشر.
ومع ذلك لم تتمكن كل أسماك القرش من تذكر تدريبها بعد مرور عام كامل. ففي أثناء جلسات التدريب، كانت بعض الأسماك أسرع في تعلم حيلتها من غيرها، وكذا فيما يتعلق بالسمات مثل الحجم والشكل أو اللون، اختلفت قدراتهم في التعلم واسترجاع ما في الذاكرة.

وقد تذكرت بعض أسماك القرش دروسها لفترة تجاوزت 50 أسبوعًا، ولكن ثيودورا أنهت الدراسة، وبدأت تبحث بشأن أي جزء من دماغ سمك القرش هو المسؤول عن هذه الذاكرة.

ليس الحال كما في الثدييات، لأنه لم يتم التوصل تمامًا حتى الآن إلى ذلك الجزء المسؤول عن الذكريات، وتخزينها في دماغ أسماك القرش.

وتتغذى أسماك القرش البامبو على الأطعمة المختلفة في أعماق البحار، وتثير الرمال بفمها حتى تمسك بالأسماك الصغيرة والديدان، والجمبري، وسرطان البحر والرخويات. كما أنها تسبح على أسطح المحيطات.

وهذه الأصناف من أسماك القرش تعتبر أفضل متعلم بصري أكثر مما كان متوقعا. أما الأنواع التي تعتبر صيادا بصريا جيدا فتعتمد بشكل كبير على رؤيتها أكثر من اعتمادها على الأطعمة الموجودة في الأعماق.

وهذا يعني أن الأسماك التي تتغذى بالطريقة البصرية مثل سمك القرش الأبيض العملاق تكون لديها قدرة أكبر على امتلاك سمات عقلية. كما يبدو أيضا أن لدى أسماك القرش (التي تعرف بأسماك الفك المفترس) أدمغة.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Earth.

+ -
.