أكون أو لا أكون \ منى أبو جبل

Mona

عبارةٌ شهيرةٌ خالدةٌ من أشهِر عباراتِ المناجاةِ في دنيا الأدب العربيّ منذ أكثر من 400 عامٍ مضتْ للكاتبِ المسرحيّ العالميّ – ويليام شكسبير والّتي جسّدها بشخصية هاملت الّذي كان يرزخُ تحتَ وطأةِ عبءٍ ثقيلٍ وهو الانتقام لوالدِه فكان عليه أن يتّخذ َ- القرارَ الحاسم-َ ويُقرّرُ أيُقدمْ أمْ يُحجم!! عمّا يراودُه من أفكارِ الانتقامِ بشكلٍ قاطعٍ .
ما القصدُ من وراءِ تلك العبارة ؟ وماذا تخفي بداخلِها من مضامين ؟ وما هي الرّسالة الهادفة الّتي أرادها شكسبير لنا بعد مضي هذه السنين ؟
أكون أو لا أكون .تلك هي المشكلةُ الحقيقيةُ الّتي تواجهنا نحن أكون مع الجميع أم أكون نفسي أنا
لكلّ منا قراره الخاص والحاسم بشكلِ متكررِ ويوميّ ولكّننا نحتارُ كثيراً فليس لنا القدرة ُعلى الاختيارِ الصّحيح ِ في مجالِ حياتِنا الأسريةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ لأنّنا تخضعُ لضغوطاتِ كثيرةِ ونتعرّضُ لظروفِ قاسيةِ وصعبةِ تحكمُنا وتسيطرُ علينا وتُسًّيرُنا كما تريد .
.هل علي أن أُحسمَ واتخذَ القرارَ أم أنْ أكونَ عبداً لآراء الآخرين الّذين يريدون التّملك والسّيطرة على شخصيتي وآرائي وأفكاري!!!!!
لا بدّ من الحسمِ والمواجهةِ لكلِّ أمرٍ يطرأُ علينا في هذه الحياةِ، ولا بدَّ من عدمِ تركِ الأمورِ معلّقة إلى ما لا نهاية، وكلّ قرار يتخذُه الإنسانُ، مهما كان، هو أفضلُ بكثيٍر في النّهايةِ، من حالةِ «اللّا قرار»، حتى وإنْ تبيّن بعدها أنّه كان القرارُ خاطئاً، يكفي أنّك أفصحْتَ وعبّرت عمّا بداخلِك لأنّ القرارَ الخاطئ يمكن تصحيحُه أو معالجتُه وإنْ كان الثمنُ غالياً، وأمّا عدم اتخاذِ القرار فقد يؤدي الى التشتتِ واللّومِ ، تدخلُ في دوامةٍ وتراودُك المناجاةَ لماذا لم ؟ لو فعلت ذلك ؟ لو قمت بتلكَ الخطوةَ ؟ ما الّذي منعني؟ من استشيْر ؟وبماذا استشيرُ ؟ ولماذا عليّ أستشيرَ؟.
اتخاذُ القرارِ، مهما صغُر أو كبُر، أمرٌ يدورُ حولَ محورٍ أساسيّ هو الّسؤال «أكون، أو لا أكون؟» هل أقررُ أنْ أكونَ سيد قراراتي واختياراتي، أم تراني أقررُ ألاّ أكون كذلك، فأُصبح ُريشةً في مهبِ رياحِ قراراتِ الآخرين تلعبُ بها كيفما تشاء؟
قضيةُ اتّخاذِ القرارِ المناسبِ قضيةَ مهمةَ جداً يهملُها الكثيرُ منّا الأمرُ الّذي يؤدي بصاحبِه بالدخولِ الى دائرةِ النّدمِ وخاصةً اذا كان القرارُ لا رجعةٌ فيه فالتّرددُ عند اتخاذِ القرارِ يمكن أن يرسلَنا إلى طريقِ المتاهةِ ففي حياتِنا مواقفٌ محرجةٌ كثيرة ٌ تحتاجُ منّا الى اتخاذِ القرارِ السّلبيّ كان أو الإيجابيّ.
أيُّها الإنسانُ قفْ أمامَ المرآةِ ولا تخجلْ وقلْ لنفسِك “أنا سيّد نفسي ونجاحي بين يديّ ” لن اتأخرَ عن انتهازِ الفرصةَ للتّعبيرِ عن نفسي سأُخلقُ الشّجاعةَ الكافيةَ لاتخاذِ القرارِ لا أفكُر بنتائج بطريقة وهميةِ ممكن أن تنجمَ عن اتخاذِ لقرارِ فقد تكونُ النتائجُ الأفضل من توقعاتِك اعتبرْ الموقفَ الّذي أنت فيه موقفاً عادياً يمرُّ به كل الناّس فكّرْ في ردةِ فعلِك فيمكنْ أن تكون شبيهةً لملايين الأشخاص .

تعليقات

  1. على فكره مقال صائب جدا….ومن لديه القدره لإتخاذ القرارات تحت الضغوطات بإمكانه أن يكون أولا سيد لنفسه وثانيا لديه القدره على أن يقود المجموعه…وبإمكانه أن يكون قائد عظيم…طبعا عليه أن يفكر بمنطقيه كي يتخذ القرار الصائب والسليم….وأن لا يخضع لضغوطات من حوله…الإستشاره هي جزء من القياده لكن ليست في كل الاحوال.

  2. شكرا جزيلا على كتاباتك الراءعه والصحيحه

التعليقات مغلقة.

+ -
.