أين نحن من العلاقات الأُسرية الاجتماعية ؟

Mona

إنّ العلاقة بين الأفراد ما هي إلا نتاج لمجتمع القيم والعادات ، والتقاليد الفكرية  ما هي إلا  وليدة المجتمع وحصيلة الظروف الموضوعية .

نحن نربي أبناءنا على التّربية الفردية في  العائلة حيث نزرع فيهم الشخصية الفردية ونعزّز لهم شخصيتهم وثقتهم بنفسهم والقناعة بما لديهم فتكمن  المأساة  نتاج التّناقض الرهيب بين الفرد والمجتمع.

تُعتبر الأسرة المكونة من الأبوين أقدم مؤسّسة اجتماعية عرفها الإنسان  ولا زالت الأسرة في المجتمعات المختلفة مصدر التّربية  والمعرفة بالنسبة لأبنائها  ، وقد أدّى تطوّر الحياة البشرية واستقرار الإنسان وبناء المجتمعات المدنية والقروية وزيادة الخبرات البشرية وتعدّد أنواع المعرفة إلى أن تشارك مؤسسات أخرى الأسرة في واجب الرعاية والاهتمام والتّربية والتّوجيه  وإن تخلّت الأسرة عن بعض ما كانت تقوم به ، ورغم ذلك تظل  الأسرة المؤسسة الأولى في حياة المجتمع الحديث أيضا في التّربية .

إن أبناءنا وبناتنا اليوم لم يعودوا أبناءً لنا إذ هم أبناء لوسائل التأثير, أبناء لوسائل الإعلام, أبناء للمؤثرات المتناثرة هنا وهناك في هذه المجتمعات، أليست هذه الوسائل اليوم تزاحمنا على أولادنا؟‍‍‍‍‍ أليست تسهم في بناء كثير من قيمهم ومفاهيمهم وموازينهم؟ أليست تؤثر على كثير من سلوكياتهم؟.
فهذه المؤثرات  تسرق الأوقات وتسرق مساحات ومجالات التأثير من الأسرة, لكن هذا لا يعفينا من أن نسعى جادين إلى تعميق الرسالة والمهمة التربوية للأسرة

وجود العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة يعني وجود  القيم المثالية  والثقة بالنفس  المحبة والاحترام  و الإشباع العاطفي  والتسامح والمودة بينهما تجعل الأسرة متماسكة ومترابطة لا يهزّها شئ

فنزرع في قلوب أولادنا  هذه القيم يتعلّمها لفظياً في البيت وحتّى يتابعها في المدرسة ولكن سرعان ما نُدرك ونكتشف  تلقائيا أنّ هذه القيم    من خلال  تصرّف الوالدين والأفراد بالمجتمع يتعرّف هذا الفرد إلى نمط من السلوك يفرضه عليه المجتمع من حوله يستند إلى العدوانية والنفور وعدم التّقبل والقناعة .

لم تكن كتابات الكاتب هشام شرابي حول المواضيع الاجتماعية عنوة بل لما وجد ولمس من تدهور علاقات الأفراد بين بعضها البعض وخسارة المجتمع ككل لأفراده .

نتساءل !!!
هل حقا نزرع القيم في قلوب أبنائنا كما يجب؟
هل أبناؤنا بدورهم يستجيبون لكلامنا وإرشاداتنا؟

هل نحن كأهل مهتمون ومتابعون لأبنائنا  لما يحصل  لهم في عالم التكنولوجيا والانترنيت ؟
هل سنبقى غافلين عما يدور حولنا؟

وأين دورنا كأهل في توعية أبنائنا ؟؟؟

مهما كبرنا ومهما تعلمناومهما حصلنا  علىمراكز عالية ومهما زادت ثروتنا  ستبقى القيم والأخلاق العادات والتقاليد  هي تاج نزيين به رؤوسنا  ونفتخر بها
أبناؤنا اليوم يرفضون أي نصيحة  ممكن ان تكون في مصلحتهم  لا يتقبلون  ولا يحاولون أن يتقبلوا

بفضل التقنيات الموجودة اليوم، وبفضل تقدم العلم،  الذي يشهرنا وينوّر أفكارنا ولكن هذا لا يعني أن نرمي عاداتنا وتقاليدنا إلى الوراء، بل العكس، علينا أن نتمسك بها و نمسك حبلاً يربطنا نمدّه إلى أولادنا ونرجعه  ونسعى إلى أن لا ينقطع آبدا. نعطيه لأولادنا ليتابعوا به إلى الأمام، لأن المستقبل، إن لم يكن مبني على أساس قوي، لا نستطيع مواصلة مسيرة حياتنا.

لنستيقظ من غفوتنا  هذه ، ونرى ما الذي يحصل اليوم بين بعضنا البعض. لماذا هذا النفور بيننا وبين أبنائنا؟ كل شيء تغير. نخسر بعضنا يوما بعد يوم، على جميع الأصعدة. نرى علاقة أفراد العائلة يسودها النفور وعدم الاستقرار علاقة الأولاد مع بعضهم, الأم وابنتها الأب وابنه، الزوج والزوجة، العائلة ككل.

كل  فرد  منهم يريد أن يسلك سلوكا حسب هواه، لا حساب للآخرين، على صعيد العادات والتقاليد، التي تلائم مجتمعنا. نكتسب عادات ليست لنا، وكأن عادات الآخرين هي التي نتحلى بها، ونفكر أنها لمصلحتنا ومصلحة مجتمعنا. ولا نريد أن ندرك، أن هذا التقليد هو سبب الشجار اليومي، الذي يحصل داخل كل عائلة. يريد الأبناء أن يحصلوا على الحرية والتقدم، بزي الآخرين، وبكلام الآخرين، وبعادات وقيم الآخرين. يتسابقون، من الأقوى بـ “الموديل”, من هي الفتاة التي تبرز مفاتن جسدها أكثر، أو أن تتباهى كم من “الموديلات” تملك- شبابا كان أم ثيابا، لأن الشاب هو تغيير حسب “الموديل”.

علاقة الأصدقاء بين بعضهم البعض، من اجل المصلحة الفردية علاقة الزوج مع زوجته، عدم التفاهم، وعدم التقيد بأسس محددة، لمصلحتهم ومصلحة أبنائهم. نتسلى بكلمة كل الأبناء هكذا، ولكن السؤال: إذا فلان يسير بطريق خطأ، هل علي ان اتبعه؟!

علاقة الطالب والمعلم. فالطالب هو الذي يملي على المعلم ما الذي يريده, لا احترام ولا اعتبار لهذا المعلم. هناك من يقول انه ليس بالإمكان السيطرة على أحداث اليوم، هذا لا يعني أن المشاكل أو الأحداث هي غير أحداث الأمس. نستطيع معالجة الأمور، وهذه العقبات، بالتربية الصالحة المتينة والإقناع والإرشاد.

كل منا يعاني من هذا الوضع الحالي وحالات القلق  المسيطرة على أولادنا والخوف على مستقبل أولادنا . لنركز اهتماماتنا على أبنائنا فقط، نمد لهم يد العون، في سبيل شق طريقهم للمستقبل، بالشكل السليم والصحيح، لأن الطفل يعي أمور يتعلمها منذ الصغر، تكبر معه ويكبر على كل ما يكتسبه سلبيا كان أم إيجابياً

تعليقات

  1. رائع والضرب على الوتر الحساس والجميع يعاني من مخلفات تربيه
    الشارع. ولكن ما هو الحل اﻻمثل.؟
    شكرا على المقال اخت منى.

  2. ( كل فرد منهم يريد أن يسلك سلوكا حسب هواه، لا حساب للآخرين، على صعيد العادات والتقاليد، التي تلائم مجتمعنا. نكتسب عادات ليست لنا، وكأن عادات الآخرين هي التي نتحلى بها، ونفكر أنها لمصلحتنا ومصلحة مجتمعنا. ولا نريد أن ندرك، أن هذا التقليد هو سبب الشجار اليومي، الذي يحصل داخل كل عائلة. يريد الأبناء أن يحصلوا على الحرية والتقدم، بزي الآخرين، وبكلام الآخرين، وبعادات وقيم الآخرين. يتسابقون، من الأقوى بـ “الموديل”, من هي الفتاة التي تبرز مفاتن جسدها أكثر، أو أن تتباهى كم من “الموديلات” تملك )

  3. اتمنى لك صديقتي مزيدا من التقدم والتالق ونجاح دائم لاحلى المواضيع القيمه والمفيده لمجتمعنا

  4. شكراً كثير للاخت منى على الموضوع الحلو بتمنى من كل قلبي التقدم والنجاح

  5. المشكلي بالمجتمع من فروعها العلاقة الزوجية اللي مركبه غلط مثلا الرجل متعصب شرقي والمراة متحررة او العكس المهم لما يكون في قلة احترام بين الزوجين هلشي بيوصل للاولاد وبيبطلو يحترمو بيهم او امهم وهيك بيبطل اله كلمه عليهم وممكن يضربو بيهم كلو من الحريات الغلط الله بيعين

  6. للأسف وصلنا لوضع عنجد ممنحسدش عليه ليوم لغلط ماشي وصح عيب بطل في احترام ومحبه تكنولوجيا وانترنت خربو دنيا صرنا اذا في مصلحة منركض للشخص إلي لنا مصلحه معو بتخلص لمصلحه من بطل نعرفو واذا منروح لعند جار أو صديق لسهرا علبلفون بتكون.نش بعيد يصير التأجير علفيس يا ريت بترجع أيام قبل لازم الأهل يوعو وبلمدارس يحكو ويوعو لأن عقولت مثل عبراني توصل متأخر خير من أن لا تصل ابدا

التعليقات مغلقة.

+ -
.