إحرص أن تضع أمام عينك هدف الكشف عن الحقيقة عند الاحوال

أملي القضماني

أحرص أن تضع أمام عينك هدف الكشف عن الحقيقة عند الحوار وليس الانتصار على من تحاور، لكي نرقى بأنفسنا إلى مستوى حضاري (بالمعنى الحقيقي للكلمة) يجب أن يكون الحوار غاية، وهي الكشف عن الحقيقة، والوصول لاتفاق، وتفاهم، أو اقتناع.

لذلك على المتحاورين الحرص على الوصول لتلك النتيجة، “لا أن يكون لدى كل طرف رغبة في الانتصار على الآخر، بأي شكل وكأنه في معركة مع عسكرية”.

الهدف من الحوار هو عرض الأفكار لدى كل طرف على الطرف الآخر هي محاولة أقناعه بها لاعتقاده بصوابيتها، لكن من الواجب أن يكون لدينا استعداداً لندخل على قناعاتنا بعض التعديلات والتغيير من قناعات الطرف الآخر إذا رأينا صوابا فيما يقول.

ليس عيبا أذا تذكرنا أننا بشر ونخطئ في تقدير الكثير من الأمور، وفي كثير من تصوراتنا لما يجري، ونعرف أنه ليس ضعفاً هذا بل هو من طبيعة علاقة فكرنا بالأشياء المدركة لدينا، نحن نعرف ونرى الأشياء كما تبدو لنا، من خلال الوقائع التي تصلنا، والتي تحيط بنا، وهي ليست بالضرورة (الحقيقة) لأنَّ الحوار إذا تحول لجدل الغاية منه الانتصار وتكريس الغلبة للآخر، فيتحول إلى أنانية يتولد منها بالنهاية نفور وتباعد بين الفرقاء المتحاورين، لذلك يجب التواضع في حال وجدت النوايا الحسنة، التواضع بمفهوم الصبر، والتفهم، والنقاء، والبراءة، التواضع بمعناه قناعة داخلية أنَّ المعرفة قد تكون محدودة، ومحصورة نسبياً في معلومات ناقصة، إذن أذا تجردنا من فكرة الهيمنة على الطرف المقابل، ندخل الحوار ونحن مستعدين للقبول برأي الآخر، وأصبح لدينا رغبة في احتكاك عقولنا ببعضها من أجل استكشاف الحقيقة، وتسوية ترضي الطرفين.

أما إذا كان الهدف الجدل والمجادلة وإثارة ضجة، وفتنة، فهذا ناتج عن شعور بالنقص لدى هذا الشخص أو تلك المجموعة ويعتقدون “خطأ” أنهم بذلك يفيدون الآخرين بإصرارهم على مواقفهم…. لذلك هناك فرق بين الحوار والجدل…

تعليقات

  1. من اجمل وارقى واصدق ما تكتبين انتي قدوة وثروة في مجتمعنا اعتز وافتخر بكي كام وسيدة مثقفة وأتمنى ان تستوعب وتفهم باقي السيدات والامهات وكل من يحب اهله وأبناء مجتمعه.أتمنى لكي الصحة والعافية ومزيد من العطاء.

التعليقات مغلقة.

+ -
.