إدانة دولية لقصف مدرسة في غزة

أدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية قصف مدرسة تديرها منظمة تابعة للأمم المتحدة كانت تأوي مدنيين فلسطينيين نزحوا من بيوتهم إليها بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم الذي تسبب بمقتل 16 شخصا بأنه كان أمرا ” فظيعا”.

وقالت إسرائيل إنها تحقق في القصف الذي اصاب المدرسة التي تأوي مدنيين في غزة، وستعتذر إذا ثبت أن النيران الاسرائيلية هي المسؤولة عن ذلك.

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لبي بي سي ” لدينا سياسة : هي أننا لا نستهدف المدنيين”.

وأشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن أكثر من 100 شخص قد قتلوا في غزة الأربعاء.

وقد قتل 17 شخصا في قصف سوق قرب مدينة غزة، بينما قتل من الجانب الإسرائيلي ثلاثة جنود في كمائن نصبت لهم الأربعاء.

وقال أطباء فلسطينيون إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة سبعة أشخاص في خان يونس.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 106 أشخاص الأربعاء، مما رفع مجمل عدد القتلى الفلسطينيين إلى 1336 قتيلا، معظمهم من المدنيين.

 

أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن القصف على سوق في الشجاعية تسبب في مقتل 17 شخصا وجرح 160

وفي الجانب الإسرائيلي قتل 58 إسرائيليا، هم 56 جنديا ومدنيان، فضلا عن عامل تايلندي في إسرائيل.

“غير مبرر”

وعبرت الأمم المتحدة عن غضبها بشأن الهجوم على المدرسة في مخيم جباليا للاجئين.

وقال المسؤول في منظمة الأونروا كريس غينيس لبي بي سي إن إسرائيل أخبرت 17 مرة بأن المدرسة كانت ملجأ للنازحين، مضيفا أن الهجوم جعل العالم يشعر بالعار لما حدث.

 

يقول الجيش الإسرائيلي إنه يحتاج إلى بضعة أيام أخرى لتحطيم الأنفاق التي تم تحديدها حتى الآن.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في وقت لاحق ” أدين هذا الهجوم بأقوى العبارات الممكنة. إنه فظيع. وغير مبرر، ويستدعي مساءلة وعدالة”، للمسؤولين عنه.

وأضاف ” ليس ثمة ما هو أكثر عارا من مهاجمة أطفال نائمين”.

وكانت المدرسة التي تعرضت للقصف تضم أكثر من 3000 مدنيا، نزحوا اليها من بيوتهم بحثا عن مكان آمن.

وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون “حان الوقت الذي يجب أن نقول فيه حقا: كفى لم يعد الأمر محتملا”.

“كارثة إنسانية”

وأدانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي برناديت ميهان قصف المدرسة أيضا، وقالت ” نشعر بقلق بالغ لأن آلاف النازحين الفلسطينيين الذين دعاهم الجيش الإسرائيلي لاخلاء بيوتهم ، ليسوا آمنين في الملاجئ التي خصصتها لهم الأمم المتحدة”.

وأدانت ميهان في الوقت نفسه “أولئك المسؤولين عن إخفاء الأسلحة في منشآت الأمم المتحدة في غزة”.

 

وعادة ما تتهم إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة بإخفاء الأسلحة في مثل هذه المرافق.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره إن “التحقيق الأولي يشير إلى أن مسلحين أطلقوا قذائف هاون … من جوار المدرسة في جباليا”.

وأضاف البيان أن “الجنود ردوا بإطلاق النار على مصدر النيران” التي أطلقت عليهم.

ودعا بان وميهان إلى وقف اطلاق نار عاجل، وكذلك الحال مع وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند الذي قال إن الوضع في غزة بات “كارثة إنسانية”.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن القصف على سوق في الشجاعية تسبب في مقتل 17 شخصا وجرح 160، حيث كان المئات يشترون الفواكه والخضر من السوق عند وقوع الهجوم.

وأفادت تقارير بمقتل صحفي يعمل لحساب وكالة أنباء محلية في غزة.

ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن شاهد عيان يدعى سليم قدوم قوله “المنطقة أشبه بحمام دم. الجميع جرحى أو قتلى. ثمة أناس فقدوا أرجلهم ويصرخون طلبا للنجدة. انها مذبحة”.

“فرقعة إعلامية”

 

وجاء هذا الهجوم والآخر الذي وقع في خان يونس خلال الهدنة الإنسانية لمدة أربع ساعات التي أعلنتها إسرائيل بعد الهجوم على المدرسة.

وقد أعلنت إسرائيل أن الهدنة جزئية وتطبق في المناطق التي لا ينشط فيها حاليا الجنود الإسرائيليون. وطلبت من الأهالي عدم العودة إلى المناطق التي طلب منهم اخلاؤها.

ورفضت حماس الهدنة ووصفتها بأنها لا معنى لها ومجرد “فرقعة إعلامية”.

وقالت إسرائيل إن إطلاق الصواريخ من غزة باتجاهها ظل متواصلا، إذ أطلق أكثر من 50 صاروخا من غزة الأربعاء.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن عملياته ضد مسلحي حماس في غزة ستتواصل وستشمل أهدافا أكثر في وسط وجنوب القطاع.

وقال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي سامي ترجمان، إن الجيش يحتاج إلى بضعة أيام أخرى لتحطيم الأنفاق التي تم تحديدها حتى الآن.

يأتي ذلك في وقت تواصلت فيه الجهود في العاصمة المصرية القاهرة للتوصل إلى وقف اطلاق نار في غزة، على الرغم من قول وزير الاتصالات الإسرائيلي جلعاد اردان إن إسرائيل لن تقبل سوى بصفقة تلبي جميع اشتراطاتها.

وأظهرت استطلاعات رأي أخيرة في إسرائيل دعما قويا للعملية العسكرية المتواصلة في غزة.

من جانبها تقول حماس، إنها لن توقف القتال حتى يتم رفع الحصار المفروض من الجانبين الإسرائيلي والمصري على غزة.

ودخل النزاع المسلح في غزة يومه الثالث والعشرين، وبات الأطول في تاريخ النزاعات المسلحة بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في غزة.

وكان آخر هجوم عسكري إسرائيلي على غزة استمر لثمانية أيام في عام 2012 ، أما النزاع المسلح في عام 2008 فتواصل لـ 22 يوما.

+ -
.