إلى فارس الورود.. فارس شارع الحمرا…

z

شعر: هديل ابراهيم

مهداة إلى روح الفتى السوري “فارس”، بائع الورد في شارع “الحمرا” ببيروت، الذي قضى في غارة أمريكية على مدينة الحسكة، بعد أن عاد إليها قبل أيام.

أيُّها الشعب العربي
أيُّها التِّبعي قـِف!
هذا الرأسُ لن ينحَنِيَ
لن يُذَلَّ تحتَ التـُّرابِ ويغرق
لن يرضى أن يكونَ عبداً بعجزِهِ يختَنِق
أحببتَ العبيرَ, فقتلتَ الزهرَةَ,
ولم يبقى العبيرُ طويلاً,
ولم تفهم من ذلِكَ مقصداً أو عِبرى
ماتت فوق أرضُكَ الموسيقى
لأنها لم تجد آذاناً تسمع
لم تجِد صوتاً يعلو من الكبتِ لا يهلع
مللت نفسَ الصورة بتوقيتٍ مختلفِ
على يدِ شعبٍ دُعِيَ الدَّاعي للتَخَلُّف
لكني لا أبكي
أنا لا أبكي
أنا عمياء.. صماء.. بكماء
بينَ شعبٍ اجتمعت فيه كل الحواس,
ولا زال يظنُّ الأرضَ.. هي السماء
التي يتوق للوصول إليها,
وأسفاهُ لأنك لم تُحـِبَّ الحياةَ يوماً
بقدرِ حبِّها لكَ,
فهَل من الممكنِ أنَّ أحلامنا تخافُنا؟ تكرهُنا؟
وترفُضَ أن تُخلَقَ في وَطَنٍ
سينحني جهلُ أمـَّتِهِ دهراً
ليُقَبِّلَ ترابَ الأرضِ الذي خانَهُ
أمـِنَ الممكنِ أن أحلامنا
تعتقِدُ الموتَ رحمةً,
والحياةٌ بين هذه الأمَّةِ اغتيال؟
قُل لي! قل لي كيف تُعادي؟
وجه طِفلٍ بـِنورِ الشَّمسِ تغطى
أبٌ..
أب اعتصَرَ التعب قلبَهُ
ليُكافِح, ويُبقي, ويَبقى..
من أنادي؟ قل لي من أنادي؟
صوتٌ صمتٌ أم خوفٌ
يا عربيٌّ يحاكي الرُّكوع
يا جباناً رضيَ بالخشوع
إنَّ الحقيقةَ لن تغفُرَ لكَ!
وأيدي العشاق التي تفَرَّقَت,
والبيوتُ التي عَمُرَت عُمراً
على صدرِ الأرضِ, وتَهَدَّمَت
والحَقُّ, والجوعُ, والبردُ, والطـِّفـلُ,
والطِّفلُ..
لن يغفروا! لن يغفروا..

يا أملي المُنهَك!.. قاوِم
أعطني يدَكَ لننهضَ
بعجزنا, وجُرحِنا, وخَيبَتِنا
بعقلِنا, وقوَّتِنا
لننهضَ بسُقوطِنا
الذي لن يُسقِطَ أحلامَنا
لنَحلُم وننتَصِر.

هديل ابراهيم
هديل ابراهيم

تعليقات

  1. سلمت يداك على هذه الكلمات الجميلة التي تطرب الآذان وتلامس الإحساس وتحاكي القلب …… كل الاحترام والى الامام …. مزيدا من التقدم والتألق في عالم الشعر والكتابة .

  2. سنعود يوما يا هديل لنبني هذا الوطن سنعود يوما بعد ان يموتوا كل العرب الجبناء والراكعين .حينها سيولد فارس من جديد وينفض من على وجهه تراب الموت ويبيع الورود فقط للاحرار لك تحياتي ومودتي

  3. وطنٌ،وطنٌ،وطنٌ…
    للمرّةِ الرّابعةِ…
    أعودُ وأكرِّرُ…
    وطنٌ…
    أحذِفُ الآهَ، قبلَ لفظٍ…
    كانت ولا تزالُ…
    تفرحُ السّمَاءُ…
    عندَ ارتدادِ النونِ المسبوقةِ بالطاء والواو…
    بين السّحُبِ…
    وطنٌ جريحٌ…
    والجاني…
    يلهو خارجًا…
    ورؤوسِ الحربةِ…
    أبناءُ الظّلَامِ الدّامس…
    ليسوا…
    أبناءً له،وهم لا يقطنونَ بأرضهِ…
    والجرحى والموتى والمتشردينَ…
    براعمُ الوطنِ القادمونَ…
    خسئتُم يا أبناءَ الظّلاَمِ الدّامس…
    _______________
    أبدعتي زميلتي كل الاحترام لإلك

التعليقات مغلقة.

+ -
.