اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا يدخل حيز التنفيذ

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا المدعوم من روسيا وتركيا حيز التنفيذ عند منتصف ليل الخميس بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت غرينتش) في أحدث مسعى لإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ قرابة ستة أعوام.

وأفادت التقارير الواردة من سوريا بأن القتال توقف بالفعل في غالبية أنحاء البلد، لكن ثمة أنباء عن بعض الاشتباكات.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الأساسي للرئيس بشار الأسد، وقف إطلاق النار الخميس بعد إعداد الاتفاق مع تركيا التي تدعم المعارضة السورية منذ وقت طويل.

وفي كلمة له خلال اجتماع مع وزيريه للدفاع، سيرغي شويغو، والخارجية، سيرغي لافروف، قال بوتين إنه جرى توقيع ثلاث وثائق تمهد الطريق لحل الأزمة السورية.

وقال بوتين إن الوثائق تضمنت اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة، وإجراءات لمراقبة الاتفاق، وبيانا بشأن الاستعداد لبدء محادثات السلام لحل الأزمة السورية.

وأضاف الرئيس الروسي أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها “هشة وتحتاج لعناية خاصة وتعاون”، وأن روسيا وافقت على الحد من انتشارها العسكري في سوريا.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن وزارته بدأت الاستعدادات لاجتماع لحل الأزمة السورية في أستانة، عاصمة كازاخستان.
وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيسين بوتين ونظيره رجب طيب أردوغان تناولا خلال مكالمة هاتفية اليوم موضوع وقف إطلاق النار والتحضيرات لاجتماع أستانة المزمع عقده قريبا.

وفي مؤتمر صحفي في أنقرة، قال الرئيس التركي إن الاتفاق يشكل “فرصة تاريخية يجب عدم إضاعتها”.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، اتفاق وقف إطلاق النار “فرصة حقيقية” لتسوية سياسية.

وأضاف المعلم في مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي أن على “من يرغب فعلا بإنهاء الأزمة وتلبية تطلعات الشعب السوري أن يذهب إلى أستانة من أجل التوصل إلى حل”.

وزارة الدفاع الروسية تنشر قائمة الجماعات المعارضة الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، حسب وكالة ريا نوفوستي للأنباء، وتتضمن:

فيلق الشام
أحرار الشام
جيش الإسلام
ثوار أهل الشام
جيش المجاهدين
جيش إدلب
الجبهة الشامية

وأكد الجيش السوري أنه سيوقف كل عملياته العسكرية ابتداء من منتصف الليل.

وجاء في بيان للجيش السوري إن الاتفاق يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام، التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة، وكل الجماعات المرتبطة بهما.

وأكدت الرئاسة التركية أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا لا يشمل المجموعات المدرجة في قوائم المنظمات الإرهابية لدى مجلس الأمن الدولي.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن الاتفاق يهدف إلى تعميم وقف إطلاق النار في حلب إلى سائر أرجاء سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع، وإعادة إحياء جهود الحل السلمي للأزمة السورية.

وخلال مؤتمر صحفي في أنقرة، قال الناطق باسم الجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، إن الاتفاق يستثني أيضا وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما لم يؤكده أو ينفيه أي من الأطراف الأخرى.

 

وأضاف أبو زيد أن الحكومة الروسية تفاوضت باعتبارها جهة ضامنة للنظام، وتركيا تفاوضت بصفتها طرفا ضامنا للمعارضة.

وأعرب الائتلاف السوري المعارض عن دعمه للاتفاق. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السوري، أحمد رمضان، إنه يحث كافة الأطراف على التقيد به.

وفي تغريدة على موقع تويتر، كتب المتحدث الرسمي باسم حركة أحرار الشام أن لدى الجبهة “تحفظات” على الاتفاق وأنها لم توقع عليه.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن في وقت سابق أن تركيا وروسيا ستكونان الضامنين للسير الحسن للاتفاق.

جبهة فتح الشام

وبينما أكدت روسيا استثناء جبهة فتح الشام من اتفاق وقف اطلاق النار، قال محمد الشامي، القيادي في الجيش السوري الحر، إن خلافا لا يزال يدور في الكواليس حول إدماج الجماعة من عدمه.

وكشف الشامي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن النظام السوري طلب إدماج فتح الشام في اتفاق وقف إطلاق النار حتى يضمن حيادها ويتفرغ لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، خصوصا في مدينة تدمر.

ردود الفعل الدولية

ورحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، بإعلان وقف إطلاق النار، وقال إنه يأمل أن يسهم الاتفاق في إنقاذ أرواح المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ويمهد لمحادثات بناءة في أستانة.

وقالت متحدثة باسم دي ميستورا في بيان إن هذه التطورات ينبغي أيضا “أن تساهم في مفاوضات شاملة وبناءة بين السوريين تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في الثامن من فبراير 2017”.

ورحبت واشنطن أيضا بالاتفاق معتبرة إياه “تطورا إيجابيا”. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن أمل بلاده أن ينفذ وقف إطلاق النار في سوريا بشكل كامل وأن تحترمه جميع الأطراف.

ورحب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. وجاء ذلك خلال مكالمة هاتفية لظريف مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، الخميس، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما رحبت الحكومة الأردنية بالاتفاق وباستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام. جاء ذلك على لسان وزير الإعلام الأردني والناطق باسم الحكومة، محمد المومني، في بيان بثته الوكالة الرسمية للأنباء، بترا.

ورحبت مصر أيضا بقرار وقف إطلاق النار. وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على الأهمية البالغة لتطوير رؤية مشتركة للقوى الوطنية السورية للخروج من الازمة السياسية الراهنة في البلاد.

جاءت هذه التصريحات لدى استقبال شكري الخميس أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري والقيادي بمجموعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، حسب ما أعلنه أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.

+ -
.