افتتاح معرض “جولة إضافية” للفنان فهد حلبي

1

جولة إضافية” هو المعرض الفردي الأول لفهد حلبي في غاليري رو-أرت، من 4\08\2016 إلى 10\09\2016، بعد مرور 6 سنوات على تنظيم آخر معرض فردي للفنان في إسرائيل. حلبي، الذي يعيش في السنوات الأخيرة في هامبورغ، ألمانيا، يعرض في هذا المعرض رسومات وأعمال فيديو انتجها خلال السنوات الأخيرة، وتدور كلها حول موضوع ورشة البناء.

يصف حلبي في أعماله ورشة البناء بما يتجاوز تمثيلاتها المعهودة في الفن الذي يتم إنتاجه في اسرائيل، والتي تتميز على وجه العموم برومانسية بينيّة (بين البناء والهدم(، بترميز يُستخدم كوسيلة تمجيد لمشروع البناء الصهيوني أو الاشارة الى خطاياه، وبانبهار شكلي من تفاهة اليومي أو عضوية البنية والآلة ونظامهما. مقابل هذا، فإن ورشة البناء لدى فهد حلبي هي حلبة للعبث السياسي لا مخرج منها، بل يجد الفنان نفسه في داخلها حين يحاول التأمل فيها من خارجها. وهكذا، فإن هذه الورشة تشبه البورتريهات الرسمية لسياسيين، ومطبخ المطعم اللتي تناولها الفنان في أعمال سابقة.

“ثمن حياة عامل البناء :6000 شيكل وأعمال بخدمة الجمهور،” يصرخ عنوان تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، التي تناولت مرة أخرى موت عمال البناء المأساوي والمنسي، غالبًا بسبب السقوط عن علو سقالة أو رافعة. ورشة البناء هي حلبة تلتقي فيها الجوانب اللا إنسانية للرأسمالية والايديولوجيا، وتنتج عَبَثاً سياسياً في ذروته. ففي اسرائيل مثلما في دول أخرى تحولت ورشة البناء في السنوات الأخيرة الى الموقع الذي تمثل ظروفه الفجوات الاجتماعية، والجرائم التي تنطوي عليها بامتياز، وبالتالي تحوّلت الى موقع محتمل لأن تنطلق حوله احتجاجات ثقافية واجتماعية. فهد حلبي يتناول هذا الموقع – بما فيه من صور، بنية وعلاقات اجتماعية تُنسج ضمنه – منذ سنوات طويلة، بوسائط مختلفة وزوايا نظر مختلفة. وهو يجسّد الآلات والمواد بورشة البناء في استراتيجيات واقعية وشكلانية، بما يعزلها ويستخرجها من الموقع العينيّ، ويبقيها داخل حيّز جمالي توجد فيه أنساق من الفن الجماهيري، الواقعية المفرطة والرمزية، لكنه لا يتموضع بارتياح في أيّ واحد من تلك الأنساق. إن عودة حلبي الى هذا الموقع/الورشة، الذي يتطرق اليه المعرض أيضًا، هي عودة عنيدة. شبكات من البلاط الأرضي والرافعات التي تخترق السماء، تعلّم ورشة البناء كعالم بأكمله، وتخلق لحظة عبثية وسياسية اضافية، حيث تأتي في أعمال الرسم بع عمل عامل البناء.

يكتب حلبي عن سلسلة الأعمال: “إنها محاولة لتناول البعد الجمالي في مكان يخلو ربما من الجمال، وهي محاولة للحديث عن الموقع الاجتماعي والخلفيات الاقتصادية والسياسية، خاصة في ظل واقع العمالة في مجتمعنا المرتبط اقتصاديا بواقع الدولة الكولونيالية، حيث لا يمكن تجاهل شكل هذه العلاقة غير المتكافئة والتي يمكن مقاربتها – ولو بطريقة فجة – بعلاقة السيد بالعبد، على الرغم من تناغمها مع قوانين السوق المعاصر. لقد حاولت من خلال ذلك توثيق هذا التشابك بقالب تشكيلي مكون من عدة لوحات رُسِمت بأسلوب واقعي، مسطَّح، حيادي و”جميل” يخلو من الانفعالات التعبيرية في طريقة الرسم وعبر استبعاده للعنصر البشري كمحفِّز أولي للتضامن العاطفي؛ وكأن هذه المقاطع مستقلة عن الإنسان الذي صنعها وهي قادرة على تمثيل ذاتها بذاتها، وكأنّي حاولت أن أوازي بين قيمة وطبيعة العمل في حالتي الرسم والعمل بالبناء”.

ولد فهد حلبي عام 1970 في مجدل شمس، يقيم ويعمل اليوم في هامبورغ وينشط بشكل أساسي في مجالي الرسم والفيديو. خرّيج قسم الفنون بكلية تل حاي، ومدرسة الفنون في بيت بيرل. معارض الفنان الفردية أقيمت في فضاءات عرض مختلفة في ارجاء العالم، مثل غاليري مركز الفنون بلباو في الباسك، اسبانيا، غاليري ماير في هامبورغ، غاليري ريفيولي 59 في باريس، مركز الفنون فاتح المدرس بمجدل شمس وغاليري همدرشا في تل أبيب. عرضت أعماله في معارض جماعية عديدة، منها بمتحف هرتسليا، متاحف بات يام، غاليري أوميو الجامعي في السويد، غاليري لوكس في فيلادلفيا، غاليري Mémoire de l’avenir في باريس وبيت الكرمة بحيفا.

2

3

4

5

6

11

تعليقات

  1. يعطيك العافيه من زمان ما شفناك.أتمنى لك التقدم والمثابرة. كل الاحترام والتقدير.

  2. يعطيهن العافية كل معلمين وعمال الطوبار والبناء، وفهد واحد منهن، ولو ما كان هيك ، ما كنا شفنا او سمعنا بهيك فكرة راىعة. مبروك فهد

التعليقات مغلقة.

+ -
.