الآثار الاقتصادية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “ستكون مروعة”

قال ريتشارد بوكستون، المدير التنفيذي للصندوق الاستثماري أولد ميوشوال جلوبال إينفيستورز (أو إم جي آي)، إن التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون له تأثير “مروع” على الاقتصاد البريطاني الذي قد ” يهتز إلى أن يتوقف”.

ووصف في تصريحات لصحيفة الغارديان التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي بأنه “أنباء سيئة للغاية بالفعل.” وأعرب عن مخاوفه أن تؤدي هذه الخطوة إلى ركود.

وأضاف بوكستون إن الأسواق ستظل هشة، فيما تتفاوض الحكومة على اتفاق خروج من الاتحاد الأوروبي.

ويدير الصندوق الاستثماري (أو إم جي آي) استثمارات للمؤسسات والأفراد قيمتها 26 مليار جنيه إسترليني.

وقال بوكستون إن سوق المال تسير صوب ركود متوسط، فيما تهبط أسعار أسهم شركات البناء والبنوك.

وتراجعت أسعار أسهم أكبر شركتي بناء في بريطانيا وهما بارات ديفيلوبمنتس وبيرسيمون بنحو 30 بالمئة و25 بالمئة على التوالي منذ 24 يونيو/ حزيران الماضي، وهو يوم إعلان نتيجة الاستفتاء على عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.

وقال بوكستون “أعتقد أن الاقتصاد سوف يهتز حتى التوقف أو يصاب بركود متوسط، ولكنني لا أعتقد أنه سيكون ركودا حادا.. وسيبزغ الوضع الحقيقي للاقتصاد تدريجيا في فترة تتراوح بين الثلاثة والستة أشهر القادمين.”

ومن المتوقع انخفاض أسعار العقارات في أنحاء بريطانيا خلال الشهور الثلاثة المقبلة، وذلك حسب دراسة مسحية لشركة رويال انستيتيوشن أوف شارترد سيرفيورس.

وقال وزير الخزانة الجديد فيليب هاموند إن التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي “هز” أسواق المال، وسيواجه الاقتصاد البريطاني تحديات في أعقاب “صدمة” نتيجة الاستفتاء.

تخفيض ضريبة الدمغة
وقال بوكستون إن هاموند يواجه “واحدة من أكثر الأجواء الاقتصادية غير المعتادة التي عرفتها في تاريخ عملي بالاستثمار الذي يصل إلى 30 عاما.”

وتوقع أن تقوم الحكومة باتخاذ خطوات مثل تخفيض ضريبة الدمغة على مبيعات العقارات والوقود في بيان الخريف للمساعدة في تعويض التراجع الكبير في الجنيه الاسترليني.

وكان سعر صرف الجنيه الاسترليني يوم الاستفتاء أكثر من 1.50 مقابل الدولار، ولكنه انهار إلى أقل من 1.28 دولار عقب التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويبلغ سعر الجنيه الاسترليني حاليا أقل من 1.32 دولارا ولكن العديد من كبار البنوك تتوقع أن ينخفض السعر إلى 1.25 دولارا أو أقل أخذا في الاعتبار توقعات بخفض سعر الفائدة وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وقال بوكستون إن بعض زبائن شركته طالبوا باستعادة أموالهم، ولكن أحد الزبائن الأجانب الكبار زاد من قيمة استثماراته معتقدا أن تراجع قيمة الجنيه الاسترليني وأسعار الأسهم خلق أجواء تفاوضية.

وأضاف قائلا إنه رغم ذلك مازال عدد من زبائن الشركة القدامى يعانون “ذهولا بسيطا” جراء قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهم متحفظون إزاء اتخاذ أي إجراء.

وتابع :”إن ذلك الشعور سيخبو بمرور الوقت، ولكن كيف سنقول للناس إنه مازالت لدينا بعض الفرص المذهلة للاستثمار هنا، فالمزاج السائد هو أن نصف الكأس ممتلئ.”

+ -
.