الآلات ند للذكاء البشري في غضون خمسة أعوام

أفاد باحث متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي لدى عملاق الانترنت الاميركي غوغل وجامعة تورونتو إن الآلات ستوازي الإنسان ذكاءً في غضون 5 أعوام من الآن.

وأضاف جيوفري هينتون، الذي يوصف بالأب الروحي للذكاء الصناعي، بأن أقوى الآلات الحالية هي أصغر من دماغ الإنسان ملايين المرات، ورغم أنها تمتلك ما يُعادل حوالي مليار نقطة اشتباك عصبي من الاشتباكات العصبية للدماغ مُقارنةً بألف تريليون نقطة اشتباك عصبي في الدماغ البشري، إلا أنها تتطور بسرعة كبيرة وتُصبح أكثر تعقيداً كل عام.

وقال هينتون أن أي تقنية جديدة متعلقة بالذكاء الاصطناعي قد تكون مثيرة للخوف في حال تمّت إساءة استخدامها.

وقال إن النقطة الأساسية تتمثل في كيفية تعاملنا مع التكنولوجيا بشكل لا يجعل منها مؤذية للبشر.

ويقف هينتون خلف تطوير برنامج غوغل الذكي “ألفاغو” الذي تمكّن من هزيمة بطل العالم الكوري لي سيدول في لعبة غو عبر تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية.

وفيما وصفه العلماء بانه علامة بارزة على الطريق في مجال الذكاء الصناعي أعلنوا انهم ابتكروا برنامج كمبيوتر يمكنه ان يتغلب على لاعبين محترفين في اكثر الألعاب المعقدة التي نشأت في الصين قديما.

وأعاد هذا الابتكار الى الأذهان كمبيوتر “ديب بلو” الفائق من انتاج شركة “آي بي إم” الذي تغلب في مباراة في عام 1997 على بطل الشطرنج العالمي غاري كاسباروف لكن هذه اللعبة الشعبية -التي تسمى “غو” وتنتشر في الصين وكوريا الجنوبية واليابان- أكثر تعقيدا من الشطرنج.

ويقول العديد من الخبراء إن عدد احتمالات الحركات في لعبة “غو” وهي أصعب لعبة في العالم يفوق عدد الذرات في الكون، حيث أن حجم اللوحة الكبير وقلة القيود على اللعب يعطيان احتمالات كثيرة لاستراتيجيات في اللعب تختلف من لاعب إلى آخر.

وقال ديميس هاسابيس الباحث في مجال الذكاء الصناعي بشركة “غوغل ديبمايند” وهي الشركة البريطانية التي ابتكرت برنامج “ألفاغو” “تعتبر “غو” قمة أبحاث ألعاب الذكاء الصناعي. انها تمثل التحدي الكبير وتذكر بهزيمة كاسباروف على أيدي “ديب بلو” في الشطرنج”.

كانت شركة غوغل قد استحوذت على شركة “ديبمايند” عام 2014.

واكتسح برنامج لعبة الذكاء الصناعي “ألفاغو” في مباراة من خمسة أشواط اللاعب المحترف الصيني فان هوي بطل اللعبة في أوروبا فيما كانت أفضل برامج الكمبيوتر السابقة في اللعبة تعادل ذكاء الانسان الهاوي العادي.

وسجل العلماء انتصارات كبيرة في مجال الذكاء الصناعي في السنوات الأخيرة وجعلوا أجهزة الكمبيوتر تفكر وتتعلم بدرجة تفوق الذهن البشري.

واعترف هاسابيس بان البعض قد ينتابه القلق بشأن تزايد قدرات الذكاء الصناعي بعد انجاز برنامج “غو” لكنه استدرك قائلا “لا زلنا نتكلم عن لعبة في هذا السياق”.

وفيما يلم البرنامج بالحقائق بطريقة تشبه كثيرا ما يقوم به المخ البشري الا انه يزال يحتاج الى ممارسة الكثير من الألعاب.

ويتوقع العلماء تطبيقات مستقبلية لبرامج الذكاء الصناعي منها تحسين أدوات المساعدة بالهواتف الذكية وأجهزة التشخيص في المجال الطبي وأخيرا مشاركة العلماء في انجاز البحوث.

وقال هاسابيس -في الدراسة التي أوردتها دورية “نيتشر”- إن الكوري الجنوبي لي سيدول وهو من كبار محترفي برنامج “غو” في العالم وافق على ان ينافس “ألفاغو” في سول، وقال له في بيان “سمعت ان برنامج غوغل ديبمايند للذكاء الصناعي قوي للغاية ويزداد قوة لكنني على يقين من قدرتي على الفوز على الأقل هذه المرة”.

+ -
.