الأضرار التي يسببها طعامك المفضل للبيئة

قد تتصف بعض الأطعمة غير الصحية بميزة غير متوقعة مقارنة بغيرها من الأطعمة الأخرى التي نعتبرها صحية، وذلك عند الحديث عن انبعاثات الكربون التي تنتج عن الغذاء الذي نستهلكه.

في الوقت الذي يواجه فيه البشر تهديدا يتعلق بظاهرة الإحترار العالمي، يزداد وعينا باستمرار بأن كل تدخل منا في الطبيعة سيترك أثره على البيئة. وينطبق هذا الأمر بالفعل على الطعام الذي نتناوله.

فعمليات زراعة الأغذية، أو تعبئتها في المصانع، أو نقلها في صورة بضائع، كلها تعمل من خلال احتراق الوقود الحفري، والذي ينتج عنه ما يعرف بغازات الدفينة، والتي تؤدي إلى احتباس الحرارة في الجو.

فالعلماء يقيسون تأثير مثل هذه العمليات من خلال ما تخلفه من غاز الكربون في الجو، فيما يعرف بـ “بصمة الكربون”، والتي يعبرون عنها في الغالب بقياس نسبة ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استهلاك كل 100 غرام من الطعام .

وبتلك الطريقة، من الممكن أن نضع تصورا لهرم غذائي، بناء على الضرر الذي تخلفه مثل هذه الكمية الصغيرة من الطعام على البيئة.

وسنجد أن اللحوم ومنتجات الألبان تأتي في قاعدة ذلك الهرم، مسببة بذلك أكبر نسبة ضرر للبيئة، بينما تأتي الفواكه والخضراوات في قمة ذلك الهرم، وذلك لأنها من الأطعمة “الصديقة للبيئة”، لأنها تساعد في الحفاظ على البيئة بشكل كبير.

أما الأطعمة التي تتكون من الحبوب الكاملة، مثل الخبز والمعكرونة، وكذلك الحلوى، فتقع تقريبا في منتصف ذلك الهرم الغذائي.

ومع ذلك، لا تركز تلك الطريقة على كمية الطاقة التي يمتصها الجسم من تلك الأغذية، وإنما على درجة الضرر البيئي الناتج عن استهلاكها بعد ما مرت به من عمليات، بداية من الزراعة، أو التصنيع، أو النقل.

فأنت تحتاج إلى تناول كمية أكبر من نبات الخس لتحصل على نفس السعرات الحرارية التي يمكن أن تحصل عليها من تناول شريحة من اللحم المقدد مثلا.

لكن هناك دراسة توصلت إلى أن شريحة من اللحم المقدد على سبيل المثال، قد تخلف ثلاثة أضعاف غازات الدفينة، من أجل أن توفر لك نفس كمية الطاقة التي يمكن أن تحصل عليها من نبات الخس.

أما الخضراوات المعلبة، أو تلك التي جرى استيرادها من مزارع بعيدة، فربما تحقق نسبة أسوأ بكثير.

وفي بحث نشر في دورية “كلينيكال نيوتريشن” الأمريكية المعنية بأمور التغذية، حاول آدام درونفسكي وزملاؤه بجامعة واشنطن في سياتل، أن يضعوا ذلك في

الحسبان من خلال حساب كمية الكربون المنبعثة من كل 100 سعر حراري من الأطعمة المختلفة التي نتناولها.

وعند النظر إلى ذلك الهرم الغذائي بهذه الطريقة التي يعتمد عليها درونفسكي وزملاؤه، فإن ذلك الهرم سوف ينقلب رأسا على عقب.

فهناك منتجات، مثل الشوكولاته، والكعك، لها آثر أكبر في انبعاثات غاز الكربون مقارنة بالخضراوات المجمدة أو المعلبة، على سبيل المثال.

فاللحم الذي نستهلكه يخلف نحو نصف كمية انبعاثات الكربون التي يخلفها استهلاك البيض مثلا.

وهناك دلائل واضحة على أن استهلاك السكر يؤدي إلى الكثير المشكلات الصحية، بما فيها أمراض السكري، والقلب.

وستظل الخضراوات التي تنتج محليا هي الخيار الأفضل الذي يعود بالفائدة عليك وعلى البيئة.

وإليك بعض المعلومات التي قد تساعدك في اتخاذ قرار مستنير عند التفكير في نظام غذائي متوازن ومستدام.

ينتج الخبز 50 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل 100 سعرة حرارية تتناوله منه، بينما ينتج الكعك أو الكيك 18 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل 100 سعرة حرارية تتناوله منه.

وتنتج الشوكولاته 59 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل 100 سعرة حرارية تتناوله منها، أما البيض فينتج 440 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل 100 سعرة حرارية تتناوله منه.

وينتج اللبن 351 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل 100 سعرة حرارية تتناوله منه، بينما ينتج اللحم 248 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل 100 سعر حرارية تتناوله منه.

أما الخضراروات المعلبة فتنتج 787 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل 100 سعرة حرارية تتناوله منها.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future .

+ -
.