الألوان تؤثر على الحالة المزاجية للإنسان

يرتبط المزاج العام للإنسان ارتباطا مباشرا بالألوان تبعا لتأثير كل لون على الحالة النفسية والمزاجية للمرء، وهو ما يجعل الألوان تستخدم في علاج الكثير من الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والتوحد، بالإضافة إلى بعض الأمراض العضوية، فيستخدم اللون الأحمر مثلا لعلاج مرض الأنيميا، كما يقضي على الشعور بالتوتر والقلق، لا سيما لدى المرأة، حيث إنها تتميز بسرعة تقلب حالتها المزاجية، أما اللون الأصفر فيستخدم في علاج تشنج الأعصاب، الذي ينتج عنه أحيانا الاكتئاب والرغبة في الانعزال عن المحيط الاجتماعي، كما يعالج اللون الأزرق حالة القلق التي تصيب الإنسان نتيجة تغيرات في حالته المزاجية، أو وقوعه في مشكلة ما تسببت في شعوره بالاضطراب النفسي.

وقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث حول تأثير الألوان على المزاج العام للإنسان، من أبرزها الدراسة التي أجراها العالم النفسي الأميركي د. سيجمان مارتن، والتي أظهرت تأثيرا بعيد المدى للألوان على الإنسان نفسيا وعضويا، بالإضافة إلى دراسة أجراها البروفيسور هيرويد ستيفان، وذكر فيها الأمراض النفسية التي يمكن للألوان السيطرة عليها ومعالجتها، من بينها مرض التوحد الذي يصيب الأطفال ويظل مع غالبيتهم لحين بلوغ عمر الشباب، دون وعي وفهم من الزوجين، حيث يعمل اللون الأحمر والأصفر والأزرق على معالجة هذا المرض، نظرا لارتباطه بالألوان الضوئية للغدة الصماء، لذلك تتفاعل هذه الألوان حتى تقضي على مسببات مرض التوحد ونتائجه، التي يتوقف عليها طبيعة تفكير الإنسان، وحجم علاقاته الاجتماعية.

ويشير علماء النفس إلى أن اللون الأسود رغم قتامته، فإنه يضفي على الحالة النفسية شعورا بالراحة، حيث يجعل مرتديه يشعرون بكونه مميزا ومتفردا، ويعرفن به السيدات لحبهن في ارتدائه ليلا، فهو يشعر المرأة بأنها ملكة متربعة على عرش الجمال ومن ثم زيادة الثقة في النفس، ويساعدها في التخلص من المشاعر النفسية السلبية التي تستقل قلبها وعقلها ويشعرها بأهميتها، وبالتالي يكون لذلك أثر إيجابي على حالتها المزاجية.

كما أنهم أطلقوا على اللون البرتقالي لقب “صاحب السعادة”، حيث يضفي على مزاج الإنسان شعورا بالسعادة، لذلك ينصحون من يشعرون بالحزن والكآبة بارتداء اللون البرتقالي معظم أوقاتهم، حيث يقضي على المشاعر السلبية، وتأثيراتها على الروح والجسد، لأنها تتسبب في أمراض عضوية، نتيجة قصور عمل بعض أجهزة الجسم تأثرا بخمول العقل الذي أصابه بعد تدهور حالة الخلايا وتشنج الجهاز العصبي.

كذلك فإن اللون الأخضر من أكثر الألوان تأثيرا على المزاج العام للإنسان، حيث يستخدم عند الشعور بالقلق والإرهاق، فهو قادر على تخفيف حدة الصراعات الداخلية، التي تدور في النفس البشرية، نتيجة سيطرة قضية بعينها على عمليات العقل، كما أنه يضفي على الإنسان شعورا بالراحة بديلا لحالة الإرهاق التي تنتابه، نتيجة ثقل المسؤوليات المادية أو وجود حالة نفسية سيئة تتسبب في شعور الإنسان بالإرهاق النفسي لارتباط هذا اللون بالعديد من خلايا المخ، لذلك يكون تأثيرها على الدماغ أقوى من تأثير بقية الألوان، حيث إنه ينظم عمل الخلايا لفترات ممتدة، مما ينعكس على الجهاز العصبي وأدائه نحو بقية أجهزة الجسم.

أما اللون الأحمر وعلى الرغم من تأثيره الشديد، إلا أن دوره يقتصر على حد معالجة بعض الأمراض النفسية، مثل الشعور بالخمول والرتابة، بالإضافة إلى قدرته في القضاء على مشاعر التوتر والخوف، حيث إنه من الألوان التي تشعر الإنسان بالأمان، الذي ينبع من سيطرة مشاعر إيجابية أخرى على نفسه، كالدفء والإحساس بالنشاط والحيوية، لأنه يعمل على تنشيط الدورة الدموية، ومن ثم يسهم في تجديد خلايا الجسم، مما ينتج عنه تغيير الحالة المزاجية بتغيير حالة الجسم لدى الإنسان، كما يمنحه جاذبية تخلق الرغبة في من حوله في التقرب منه والتودد له، حيث إنه من الألوان التي تلفت الأنظار وتؤثر على العين قبل القلب والدماغ.

ومن جانبه، ينصح د. أحمد حجازي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة أسيوط، بديمومة ارتداء اللون الأبيض، لما له من تأثيرات إيجابية متعددة، فهو يظهر الفرد في أبهى صوره النفسية، لأنه يشعره بالراحة والهدوء والاطمئنان النفسي، لذلك تحرص المرأة على ارتداء الأبيض دائما، حتى تحافظ على استقرار حالتها النفسية، لكونها أكثر تقلبا من الرجل، كما أنه يمنحها القدرة على حل مشاكلها مع الآخرين، ويزيد لديها الرغبة في الحياة وإقامة علاقات اجتماعية أكثر عمقا لشعورها الدائم بتحسن في حالتها المزاجية.

أما بالنسبة لمهارات التواصل الأسرية، فهي خاصة بلون التركواز، وهو درجة من درجات الأزرق الأولية، يدل على الذكاء والرغبة في الحياة، ويتميز محبوه بهدوء الطباع والحب والانحياز الشديد للنفس والمقربين فقط، ويؤثر بصورة مباشرة على الدماغ، حيث يولد لدى الفرد إرادة قوية تمنحه القدرة على المواجهة، ويعزز لديه الإحساس بالرغبة في المناقشة مع الآخرين، كما أنه يحسن الحالة العامة للجسم.

ويوضح حجازي أن اللون الأصفر أيضا من الألوان التي تؤثر على عمل الدماغ، حيث ينظم إشارات المخ المتوجهة إلى الجهاز العصبي، ومن ثم يشعر الإنسان بسيطرته على النفس وجميع أعصاب الجسم، بالإضافة إلى قدرته في تعزيز التخيل الوجداني، الذي يعد من أهم سبل القضاء على مرض الاكتئاب والتوتر، كما أنه يمنح الإنسان حسيا رغبة متجددة في الحياة، وذلك لارتباطه بألوان الغدد الصماء المسؤولة عن عمل أعضاء وأجهزة الجسد.

تعليقات

التعليقات مغلقة.

+ -
.