الأم والطفل – الاتصال – أهمية ملامسة الجلد للجلد skin to skin

مــــــــــــــادة إعـــــــــــــــلانية
by Tom Adriaenssen. Licensed under CC BY-SA 2.0 via Commons
by Tom Adriaenssen. Licensed under CC BY-SA 2.0 via Commons

أثبتت العديد من الدراسات أن الأمهات والمواليد محتاجون للبقاء معا، عن طريق ملامسة الجلد للجلد (عندما يكون الطفل عاريا) بعد الولادة مباشرة، وفيما بعد الولادة. هذا يساعد على أن يكون الطفل أكثر سعادة، وتكون درجة حرارة جسمه ثابتة أكثر، ويشعره بالاستقرار، ويستقر أيضًا تنفسه ونبضات قلبه، ويرتفع مستوى السكر في دمه. وتضمن حالة الاتصال الجلد بالجلد skin to skin فورا بعد الولادة أن يتحصّن جسم الرضيع بالبكتريا من جسم أمه، ما يجعل هذه الوضعيّة بالإضافة إلى الرضاعة الطبيعية عنصرين أساسيين في منع أمراض الحساسية، ذلك لأن نقل الطفل إلى الحاضنة (אינקובטור) يُبقي جلده وأمعائه مع بكتريا تختلف عن بكتريا أمه.

لا تقتصر فائدة هذه الوضعية على المواليد الذين يولدون بصحة جيدة في الموعد المحدّد لهم، بل تتعدّاها للمواليد الخُدَّج (פגים). حتى المواليد الذين يتلقون الأكسجين يمكن معالجتهم عن طريق الاتصال الجلد بالجلد، مما يساعد على تقليل حاجتهم للأكسجين ويحافظ على استقرار الوظائف الحيوية الأخرى.
من وجهة نظر الرضاعة الطبيعية، المواليد الذين يبقون مع أمهاتهم باتصال جلد لجلد فورا بعد ولادتهم لمدة ساعة واحدة على الأقل، يتم اتصالهم بثدي الأم بدون أية مساعدة، وخاصة إذا لم تتلق الأم الدواء أثناء المخاض أو الولادة. وقد قيل إن الرضاعة الطبيعية بداية جيدة، فالمولود الذي يتصل بثدي الأم بشكل سليم يتلقى الحليب بسهولة أكثر من المواليد الّذين عانوا من مشاكل في الاتصال بثدي الأم. لأنّ الاتّصال السليم بثدي الأم يقلل احتمال شعور الأم الـمُرضعة في منطقة الثدي. أما وجود صعوبة أو عوائق في إرضاع المولود عن طريق الثدي مباشرة فإنّها قد تؤدّي لانسداد قنوات الحليب، وحدوث إلتهابات، حتّى وإن تلقى الرضيع كمية وافرة من الحليب وإن كانت الوجبات تستغرق وقتًا أطول ومتكررة. على الرّغم من أن الأيام الأولى للإرضاع قد لا توفّر كميّات وفيرة من الحليب عند الأم ولكنها ستكون كافية للرضيع، ويساهم الاتصال الجيد بمساعدة الطفل في الحصول على الحليب المتوفر (بلى، حليب الأم الـمُرضعة متوفّر حتّى وإن حاول أحدهم أن يثبت للأم عكس ذلك عن طريق استخدام مضخة كبيرة משאבה גדולה). فإذا لم يتصل المولود بثدي أمه بشكل سليم ستتألم الأم، ولن يحصل المولود على ما يكفيه من الحليب ما سيجعل فترة الرضاعة للحصول على وجبة واحدة أطول وسيزيد آلام الأم أكثر.
باختصار؛ اتصال الجلد للجلد skin to skin بعد الولادة فورا لمدّة ساعة على الأقلّ يؤثر إيجابيا على الطفل من النواحي التالية:
1. تقوية وتعزيز العلاقة بين الأم والمولود:
تهيج وزيادة افراز هورمون الأوكسيتوسين (هورمون السعادة وقد سمي بذلك لأنه يزودنا بالهدوء النفسي والسعادة والاتزان وهذا ما تحتاجه كل أم خاصة بعد الولادة) وهو مهم بعد الولادة لأنه يرسل رسائل إلى مخ الأم مفادها “إنها أصبحت أمًّا”، عندها تتصل الأم بمولودها بشكل أسرع وبحميمية أكثر، وتشعر بأمومتها، وتسمتع بهذا الشعور. الأوكسيتوسين يحفز على انقباضات رحمية وبالتالي يقل احتمال النزيف بعد الولادة، وأيضا انقباضات حول قنوات الحليب، ليحصل الرضيع على كمية أكبر من حليب أمه.
2. تسهيل الاتصال بالثدي.
3. احتمال أكبر لاتصال سليم بالثدي.
4. استقرار حرارة جسم المولود أكثر.
5. استقرار وثبات معدل ضربات القلب وضغط الدم عند المولود.
6. ارتفاع مستوى السكر في الدم.
7. من خلال هذا التلامس يأخذ البكتريا من جسم أمه وهكذا يكون محصننا من الأمراض، وتصبح ومناعته أقوى، ويكون أقل عرضة لأمراض الحساسية.
8. أقل عرضة للبكاء والتوتر، وزيادة شعوره بالراحة والاطمئنان والسعادة.
9. زيادة الفرص لرضاعة طبيعية حصرية ولفترة أطول.
10. تقليل احتمال تعرض الأم لاكتئاب الولادة.
لا يوجد أي سبب للغالبية العظمى من المواليد لعدم البقاء في وضعية الجلد للجلد مع أمهم بعد الولادة مباشرة لمدة ساعة على الأقل. لا يحق لروتين المستشفى، أن يعطي أولوية أعلى لقياس وزن المولود بعد الولادة مباشرة، وإهمال أو تأجيل مسألة وضع المولود على صدر أمه. بعد الولادة يجب تنشيف المولود ووضعه على صدر أمه. ولا ينبغي لأحد أن يدفع الطفل لفعل أي شيء. يجب ألّا يحاول أحد مساعدة المولود على الاتصال بالثدي في هذا الوقت. الأم وحدها من تستطيع فعل عدة أشياء لمساعدة مولودها، وينبغي ألا نزعجهما، بل يفترض ترك الأم ومولودها للاستمتاع مع بعضهما. أما إذا تلقت الأم الدواء، لا ينبغي تركها وحيدة ولا يقتصر الأمر على مساعدة الزّوج، ولكن أيضا الممرضة، أو قابلة التوليد، أو الطبيب. إن اتصال جلد بجلد ممكن حتى بعد ولادة قيصرية، وحتى بعد خياطة الأم، إلا إذا كانت هناك أسباب طبية معينة تمنع هذا.
لقد أظهرت الدراسات أن المواليد الخدج، المولودين بوزن 1.200 كلغ، تستقرّ عملية الأيض عندهم (بما في ذلك مستوى السكر في الدم)، ويتنفسون بشكل أفضل إذا أتيحت لهم وضعية جلد للجلد فورا بعد الولادة، حتى لو استدعت الحاجة للحقن في الوريد، أو توصيل الأكسجين، أو التنبيب من الأنف للأمعاء على سبيل المثال، كل هذه التدابير المتخذة للحفاظ على صحة الطفل لا تتعارض مع الوضعية، دون المخاطرة بحياة المولود في حال كانت صحته سيئة. ولكن كل مولود ولد خديجًا פג، ولا يعاني من قصران في التنفس يمكن إبقاؤه في اتصال الجلد بالجلد مع الأم بعد الولادة مباشرة.
في حال لم يتصل المولود بثدي أمه خلال الساعة الأولى لولادته حتّى ساعتين بعد الولادة، يبقى لاتصال الجلد بالجلد نجاعته وأهميته للطفل وللأم لكافة الأسباب التي تم ذكرها.
إذا لم يأخذ المولود الثدي في فمه فورا، لا يوجد سبب للذعر خاصة لدى المولود الذي يتمتع بصحة جيدة وولد بموعده. إحدى الطرق الأكثر ضررا لتغذية الأطفال حديثي الولادة هي فكرة غريبة مفادها أن الأطفال يجب أن يأكلوا كل ثلاث ساعات. المواليد بحاجة لتناول الطعام عندما يظهرون علامات تفيد بأنهم على استعداد لذلك، وعند إبقاء الطفل بجانب أمه سيتضح لها موعد استعداد أو حاجة مولودها للرضاعة. في الواقع ليس هناك أدنى دليل على أن المواليد بحاجة لتناول الطعام كل ثلاث ساعات أو وفقا لأي جدول زمني آخر، ولكن بالاعتماد على هذا المفهوم الخاطئ يتم دفع الطفل إلى الثدي عند مرور ثلاث ساعات، لذا سيقاوم المولود بقوة، وهذا ما سيضطر الأم أو المحيطين بها إجباره على الرضاعة، ونتيجة لذلك، في كثير من الحالات، يرفض المولود الثدي ويزداد الأمر سوءا. إن استمرار مقاومة المولود للثدي يوتّره ويثير أعصابه. وعندها ننتقل نحو الخطوة التالية وهي أن نعطيه حليبًا إضافيًّا وهو ما سيقودنا إلى مرحلة نعرفها.
لهذا يجب أن نحرص على علاقة ودية وحميمة وجميلة بين الأم ورضيعها.

______________________________

z

لانا بريك

مرشدة رضاعة أطفال

مرشدة تحضير للولادة

مرافقة بالولادة

تلفون: 0526063901

lanabrek@gmail.com

 

تعليقات

  1. كثير شي حلو ومقال بتقدر كل ام وكل صبيي بدا تصير ام كمان تستفيد منو من زمان بنا وحدي متعلمتها لهالاشياء لان عنجد الصبايا هالايام عبتفتقر لهالمعلومات … شكراً كثير لانا

التعليقات مغلقة.

+ -
.