الاثنين مسرحية “أماكن أخرى” تعرض في الجولان

z

تعرض مسرحية “أماكن أخرى” على خشبة مسرح الرواق في قاعة الثانويّة يوم الإثنين 16/10/2017    في تمام الساعة الثامنة.

 ويمكن القول إنَّ أماكن أخرى ليست مسرحيّة وحسب بل هي حدثٌ ثقافي بإمتياز، فبالإضافة إلى المستوى الفني الإبداعي الخلاق هناك مادّة مسرحيّة مفعمة بأسئلة وجوديّة تتجاوز الحالات الخاصة إلى حوار كوني يتواصل معه كل إنسان مهما كانت هويتهُ.

للوهلة الأولى تظن نفسك أمام عمل كوميدي لكن سرعان ما نرى أنّ من يضحكنا على خشبة المسرح يضع بين أيدينا مآساة وجوديّة، وكل هذا من خلال حوارات بسيطة وتقنين بالكلام إلى درجة السهل الممتنع.

في أجواءٍ عبثيّة تأخذنا المسرحية في رحلة لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث بعد كل خطوة فتترك توقعاتك جانباً لتستمتع باللحظة ذاتها والمقصود بالمتعة هي المتعة الذهنيّة.

بدأت فكرة مسرحية “أماكن أخرى”  من بحث حول مفهوم الهويّة، أُطلق عليه اسم ‘هويّة في مختبر’، وكانت رغبة مسرح خشبة ألّا يقتصر البحث على الفلسطينيّين في فلسطين، إنّما السفر إلى الخارج والالتقاء بـ 28 ممثّل وممثّلة فلسطينيّين في عمّان وبروكسل وبرلين، بالإضافة إلى حوارات مع غزّة أجراها بشّار مرقص عبر السكايب. فانطلق البحث من السؤال ‘ما هي الهويّة؟’ و’ماذا تعني الذاكرة؟’؛ أسئلة حول الإنسان، المكان والزمان. في النصّ التعريفيّ لمسرحيّة ‘أماكن أخرى’، كُتب: ‘أردنا البحث في معنى الهويّة، فوجدنا أنفسنا نبحث في معنى الشتات. كيف أصبح الشتات هو الهويّة؟’

ضمّت المجموعات البحثيّة فلسطينيّين وفلسطينيّات من حيفا، والجليل، ورام الله، وبيت جالا، ومخيّم العزّة، وغزّة، والناصرة، والقدس، ومخيّم اليرموك، ولاجئين في فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والأردنّ، ومقيمين في بلجيكا، وغيرهم. كلّ منهم أحضر قصّته مع الهويّة؛ الإنسانيّة والوطنيّة والسياسيّة والجندريّة، وغيرها، بالإضافة إلى علاقتهم ببعضهم البعض، وعلاقتهم بالمكان والزمان والتاريخ والذاكرة. وإن كان العمل في صلبه يحكي الشتات الداخليّ لكلّ منّا، الممتدّ من عام 1948، أفرادًا وجماعة، فهو، بالأساس، يحكي الحاضر ويسلّط الضوء، أكثر، على مأساة الفلسطينيّ الراهنة، كلّ في مكانه وواقعه المشتّتين.

قد تكون الهوية الفلسطينية هي منطلق هذا العمل، لكن من يشاهد المسرحية يلمس أن المسرحية تتجاوز هذه القضية لتصبح عملاً يفكك مفهوم الهوية ويطرح أسئلة قد تلامس كل إنسان العالم.

‘أماكن أخرى’ نصّ لبشّار مرقص وطاقم المشروع، باشتراك كلّ من الممثّلين/ ات رائدة غزالة؛ شادن قنبورة؛ خلود طنّوس؛ حسام العزّة؛ هنري أندراوس. إخراج بشّار مرقص، وتصميم خشبة مجدلة خوري (سي

نوغرايفا)، وإعداد مسرحيّ علاء حليحل (دراماتوجيا)، وإضاءة فراس طرابشة، وإدارة إنتاج لورا حوّا، ومساعدة إنتاج سوار عوّاد.

+ -
.