الاكتشاف المهني المبكر لدى الطالب واهميته بنجاح الفرد والمجتمع

AhmadSamara

لكل شخص قدرات وميولات مهنية خاصة ونموذجية له .نحن نولد مع استعدادات اولية تمكننا من تطوير مجال عمل محدد .ففي الدول المتقدمة حظاريا يبدأ العمل على كشف الميولات الشخصية في سن مبكر . حتى ان مؤسسات كثيرة تراقب الاولاد عند انشغالهم باللعب لتتعلم بماذا هم يلعبون وبماذا ينشغلون وعندها ترعى هذه المؤسسات الملكات الخاصة لكل طفل عند نموه , وتكشفه بشكل منهجي للانشغال بالاهتمامات الذي يميل اليها .

في الدول المتطورة علميا وصناعيا يبدأ الكشف عن الميولات المهنية في بداية المرحلة الاعدادية , لان في هذه الفترة تتبلور لدى الطالب فكرة عن نفسه وعن المجال المهني الذي يرغب بتطويره . في هذه المرحلة يجرى لكل طالب اختبار معين يمكن المؤسسة التربوية بمعرفة ,شبه دقيقة , لأي مهنة يميل اليها هذا الطالب , وعندها يوجه الى برنامج ينمي هذا الميول وهذه القدرات الذي خلقت معه .واذا اتيحت له الفرصة بتطوير هذه الملكات التي ولدت معه , فه يبدع به ويكون ثروة حقيقية لمجتمعه ويمكنه من التطوير الفريد من نوعه ضمن مجاله . هؤلاء الاشخاص هم الاكثر رضاء عن انفسهم وسعادة بحياتهم لانهم دائمي الانشغال بما يحبون وليس بما فرضه الاخرين او الضروف عليهم .

في هذه الدول يتراوح عدد الطلاب الذين يتوجهون للتعلم بالمجالات النظرية 30 -40%, اي الذين خلقو ليكونو معلمين , مهندسين , محامين , اطباء او مختصون بالخدمات الاجتماعية والانسانية, هم ليسو اكثر من 40% من كافة الطلاب وبقية الشريحة هم ذوي ميول مهنية وعملية , يعتمدون بمهنهم على ذكاء خاص ضمن ميولهم وقادرون بشكل مميز ان ينسقو بين عقولهم واياديهم , وهم بالحقيقة الذين يبنون وينفذون كل عمل يدوي وفني هم الفنيين ,والبنائين في هذا المجتمع .

من المدهش والمؤسف جدا , بنفس الوقت , بان تكون مدارسنا الاعدادية والثانوية تحوي تقريبا على 100% ضمن برامج نظرية . فمن المؤكد بان هؤلاء الطلاب يوجد 60% منهم غير منسجمين وغير اهلين لتعلم مواضيع هذا البرنامج ضمن هذا الاطار , فهم ليسوا مستعدون بتطوير ميول نظرية , وغير قادرين على ذلك . وهم ينعتون من قبل معلميهم ,زملائهم واهاليهم بلأغبياء والكسالة والحمقة . هم ليسوا هكذا بل هذا الاطار لا يلائمهم وليس لهم . عندما يصل هؤلاء الطلاب الى الصف التاسع او العاشر فهم مقصرون , على الاقل , بين 3-5 صفوف بالمهارات التعليمية الاساسية ,وعند استمرارهم في هذه الصفوف النظرية , هذا يسبب لهم معاناة نفسية وتقييم دوني عن انفسهم, مما سوف يؤثر على كل مسار حياتهم .

من المهم جدا ان تتوفر ادوات علمية ومهنية ملائمة لكي تبدأ بالعمل على اجراء فحوصات مناسبة لجميع الطلاب في المراحل الاعداداية واوائل الثانوية حتى يوجه هؤلاء الطلاب الى مجالات مهنية ملائمة لهم . وعلى الاهل ان يدركوا بأن ابنائهم ليسوا اغبياء بل هم في الاطار الذي لا يمكنه ان يتجاوب مع قدراتهم , ميولاتهم وانسانيتهم, وعلى المجتمع ان يعلم جيدا بأن هذه الثروات الانسانسية تذهب هباءا لوضعهم في مكان يجهل خصوصيتهم في المجالات الغير متاحة ضمن هذه المؤسسة الضيقة في مساراتها وفي وعيها المهني والعلمي .

____________________________

* أحمد سمارة: أخصائي في الاستشارة النفسية، التوجيه المهني والاستشارة التربوية

تعليقات

  1. كلامك من ذهب يا دكتور ، كثير مهم توعية المجتمع وخصوصا ثقافيا ، ولادنا لازم يحسو بثقه اكبر بنفسهم ويحققو النجاح بمجالهم ، وهاذا ما بيتم غير اذا تحسن مستوى وأداء المدارس

  2. كلام حلو وتسويق رائع لمدرسة المستقبل بس ما راح ابعثوا عليها

  3. شكراً لك , نصيحة مهمه . هاذا بالفعل مايحدث . مهمة المدرسة هي خلق بيئة إيجابية تتيح للطلاب التفكير الحر ومساعدتهم على البحث العلمي في كل ألأتجاهات بشكل يهئ الطلاب للواقع بعد تخرجهم . لبناء مجتمع أفضل .

التعليقات مغلقة.

+ -
.