أحمد سمارة: الاهتمامات والمهارات الفنية واهميتها بنمو وتعزيز شخصية الطالب

أحمد سمارة
أحمد سمارة

المدرسة كما نعرفها بتركيبتها التقليدية تهتم بالدرجة الاولى بتعليم الطالب على المهارات الاكاديمية وهي اللغات والرياضيات وبعض الواضيع الاخرى. واذا كان هناك بعضاً من الوعي لأهمية الجوانب الاخرى او الاهتمامات الفنية والرياضية عند عدد قليل من الطاقم والذي له تأثير على سير الامور في هذه المؤوسسة يتعرضون لهذه الاهتمامات بالمستوى المتواضع والذي لا يقوى إلى تطوير مهارة بهذا الاهتمام لدى الطالب ، بل يثيروا انتباه الطالب لاهمية هذا الاهتمام .

لم يكن معروف مسبقاً ان لدى الطالب طاقات كبيرة ومتنوعة ونسبة عالية من الطلاب ميولاتها والاستعدادات الاولية لديهم لا تقع ضمن منهاج المدرسة ويعتبر هذا البرنامج لدى عدد لا بأس به من الطلاب اضطهاداً لميولاتهم وقدراتهم والاستعدادات الاولية لديهم لتطوير اهتمام ومهارة مختلفه كلياً عن ما يقدم لهم ضمن هذا المنهاج . فعلماء النفس المختصين بالتطوير المهني يؤكدون على وجود اكثر من 150 مجالاً للتميز والعبقرية ، والامثلة كثيرة امامنا ونستطيع ان نلاحظة في محيطنا القريب . هناك اشخاص لديهم ميولاً وعبقرية في الموسيقى واخرين بالرياضة والرسم والنحت .

كثيراً هي شكاوى المعلمين والقيمين على التربية من سلوكيات مشاكسة وغير متلائمة مع سير الدروس في المدارس ، واذا رجعنا الى الدوافع لهذه السلوكيات نرى كثير منها هي عدم تطوير هذه الميولات وتحويلها لمواقع قوة في شخصية الطالب المساهمة برفع مستوى انسانيته وانسجاميته مع تميزه ، ففي المجتمعات المتطورة والتي تعي جيداً اهمية التركيبة النفسية وتنوع القدرات والميولات لدى الطلاب اوجدت اليه لكشف الميولات والقدرات الكامنة والمتميزة لدى الطلاب وخلق اطار ملائم داخل المدرسة لكي يستنى للطالب ادراك هذه الميولات والتواصل معه ومن ثم التعامل معه بجدية من خلال تطويره ورعايته.

إن إعطاء القيمة للجوانب النموذجية لشخصية الطالب وإحترامها وتحريضها وبناء برنامج لها يعطي الطالب الاحساس بالتميز والقوة والانجاز ومن بعد هذا يشعره بمحبة لذاته واحترامها ورفع مستوى انشغالاتها والترفع عن السلوكيات الصغيرة التي يلجأ اليها الكثير من المراهقين في وقتنا هذا .

هذا بالمجتمعات المتطورة والواعية لأهمية الجوانب المتنوعة الموجودة لدى الطالب ، ماذا بالنسبة الى المجتمعات الشبيهه بمجتمعنا والتي بدأت تدرك هذه الجوانب بشخصية الولد ، ماذا عليها ان تعمل لكي ترعى اهم نواحي الشخصية وهو الجانب الفني ، الجانب الراقي، المفرح والمرفه .

تقع المسؤولية على من يدرك ، المسؤولية تقع على أكتف الجهات المسؤولة نبدأها بالبيت ، ثم المدرسة وبالسلطات المحلية والجهات التربوية التي من المتوقع ان تعي وتعرف اهمية تطوير هذه المهارات بتهذيب شخصية الانسان ويرقيه ويرفع مستوى انسانيته. المجتمع الذي يعطي قيمة عليا وكافية لتنوع القدرات لدى الناس والذي لا يفسح المجال من خلال برامج ترعى هذه القدرات وتحولها الى طاقات ومهارات فاعلة فهو مجتمع يضيع اغلى ما اعطى ويستسلم لجهله وروتينه البائس ويتقاعس عن توظيف كل ما اعطى لكي ينجز هذه المجالات والمواهب لدى هذا الجيل.

___________________________________________________

* أحمد سمارة: أخصائي في الاستشارة النفسية، التوجيه المهني والاستشارة التربوية

تعليقات

  1. كل الاحترام الك ايها المعلم المحترم على هده المعلومات القيمه.لو تؤخد هده المعلومات بعين الاعتبار لاصبح مجتمعنا متحضرا.ارجو من الجهات المعنيه او من هو قريب منهم لفت النظر لهؤلاء الاولاد لعلنا نرقى الى مجتمع افضل. وشكرا

التعليقات مغلقة.

+ -
.