الحراك الشبابي: “وقفنا في وجه ما يحاك لنا ولم نتخلى عن اختلافاتنا الصحيّة ‏والمتعددة، بل سنأخذ ما تعلمنا في هذا الدرس لبناء مجتمع قوي حصين ومحب”

20181019_171602

أصدر الحراك الشبابي في الجولان، مساء أمس، بيانا يوضح نشاطه خلال الفترة الأخيرة وعملية الانتخابات بالتحديد. فيما يلي نص البيان كما ورد على صفحة الحراك على الفيسبوك:
لقد انطلق الحراك الشبابي في الجولان السوري المحتل وليداً للحاجة، إذ أن الفراغ الذي أنتجه الشرخ الآخذ بالتوسع بين فئات ‏المجتمع المختلفة، كان يتوسع ليبتلع فئة الشباب الصاعد، كان يتوسع ليبتلعنا جميعاً. هذا الواقع الذي شكل تحدٍ للأجيال الشابة في ‏تحديد الرؤية الأمثل لعبور هذه المرحلة. ‏
في ظل الأحداث الأخيرة والتحدِّ الأكبر الذي مرت به منطقتنا منذ عقود، أثبت الجيل الشاب أن الوعي السياسي والاجتماعي لا ينتج ‏بالضرورة عن طول التجربة وعمقها في السياق المحلي الضيّق، بل قد ينتج أيضاً عن الانفتاح والممارسة في شتى مسارات الحياة. ‏مستخدمين هذا الوعي المتّزن ومتجهين بخطى واثقة نحو الأهداف السامية والمتعالية عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، ‏استطاع الجيل الشاب الإبحار في الأحداث الأخيرة متحاشياً كل العراقيل والصعوبات التي عادةً ما أخضعتنا، متسلحين بالخطاب ‏السلمي وواضعين نصب أعيننا مصلحة المجتمع. ظَهْرُنا لأبناء بلداتنا بكافة أطيافهم وَوَجْهَنا للمخططات التخريبية التي يستثمر بها ‏الأعداء لسلبنا أغلى ما نملك، لسلبنا مستقبلنا وقدرتنا على بنائه بما هو خير لنا وضامن لاستمراريتنا.‏
إن الدرس الذي تعلمناه في الأيام الأخيرة، أثبت لنا أن العامل الوحيد الذي تشبثنا به جميعاً حتى عَبَرْنا هذا التحدي إلى نهايته بنصرٍ عميقٍ ‏يتخطى هذه العقبة النقطية ليشكل نقطة تحول جديدة في مسار الهوية الجولانية ككل وتشديدها وإنعاشها لدى الأجيال الشابة، هو ‏عامل الوعي والرؤية الواسعة المستقبلية التي تحلت بها أطياف المجتمع كافة.‏
ومن هنا نرى أنه من الضروري التشديد على أننا قد عبرنا معاً جولة واحدة، ولكن ما زالت تنتظرنا جولات وجولات، لن ننجح ‏بعبورها إلا إذا حافظنا على هذا الحد من التكاتف والتعاضد على الأقل، ونرى أنه من الضروري التنويه على أن رفضنا ‏للإنتخابات كان صراعاً على المبدأ، صراعاً على الفكرة وعلى الأهداف، وأحد أهم هذه الأهداف هو عدم شخصنة ‏الصراع، اذ ان الصراع الذي نخوضه هو ضد هذه المخططات الاستعمارية فقط لا غير، وضد أدوات هذه المخططات وما ينتج عنها، ومن هنا فإن ‏تحوّلنا لأداة بيد هذه المخططات لتصفية حسابات داخلية مع أبناء جلدتنا ليس سوى رصاصة في ارجلنا، سوف تعيقنا وتسمح لمن ‏يكيدون لنا أن يستمروا في مشاريعهم مستغلين غفلتنا ونهشنا لبعضنا البعض. إننا نحذر بأن الموافقة الضمنية على حل أي خلاف ‏أو اختلاف بين بعضنا البعض بأدوات الإقصاء والإكراه والعنف سيعطي الشرعية في المستقبل لحل الخلافات والاختلافات ‏الأخرى بهذه الطرق، ومن هنا نذكر باننا إذ وقفنا يداً واحدة في وجه ما يحاك لنا كمجتمع واحد لم نتخلى عن اختلافاتنا الصحيّة ‏والمتعددة، ولن نتخلى عنها، بل سنأخذ ما تعلمنا في هذا الدرس الأخير لندير اختلافاتنا ونتغنى بها ونستغلها لبناء مجتمع قويّ، ‏حصين، محبّ ومتنوع.‏

 

تعليقات

  1. كلام رائع نأمل ان يتوج بالعمل الرائع.جيل الشباب الواعي انتم الأمل والمستقبل. نضع ثقتنا بكم. فجيل الأباء والأجداد لم يبخل يوما” في سبيل حصولكم ع الوعي والمعرفه فهم يستحقون منكم المكافأه في توصيل هذا المركب الى بر الأمان. وأخيرا” يجب ان لا يصح غير الصحيح. بالتوفيق

  2. شي حلو كثير هلي عبصيىر بهل بلاد يا اخوان ناقص اتحاد القوه

  3. ايها الشبان الواعون في الحراك الشبابي…لقد اثبتم في كافة قرانا رؤيا وموقفا ناضجا وواعيا ويعول عليه في اللحظات الحاسمة ..ولكن ان المخاطر التي تنطوي على سلب الهوية ليست سياسية فقط…واقصد،، ان تفكك اي مجتمع يبدا بتفشي الخمور..وهي تبعد المتعاطي عن الشعور بالانتماء لاي روحانيات….ثم ينتج اللباس العاري…وينتج لاحقا العري السلوكي وفي نهاية النفق يكون الطلاق وكم هي المخاطر التي تحيق بابناء المطلقين لاعادة الدورة السلوكية…اليس الحراك الواعي يهدف الى انعاش الهوية العقائدية المستمدة من المنطق غير المتطرف لعقيدتنا السمحاء..لست اهاجم اي شخص.لكن لا زلنا الى حد كبير سلوكيا في عصر انحطاط…ايها الابناء في الحراك…سلميتكم اكثر من رائعة…التسامح مطلب ..اتحادنا قوة…تنوعنا قوة..نحترم الاختلاف لنحقق الوفاق…يا ولدي يا قاسم قل لاخوانك في الحراك اني سادعو لهم في زيارتي القادمة لسيدنا ابي ذر الغفاري…ان تدوم وحدتكم..وان تعرفوا من انتم…وان تعرفوا ان الارواح لها غذاء …يا قاسم حضر مائدة غذاء الارواح ووزع على الشباب وقل لهم ان مجتمعنا ليس بحاجة الى شباب وشابات عبيدا للشهوات الحرام بل الحلال..عذرا…عطس ابو قاسم،،، فعلمت ان نصيحتي بعطسة ابن حلال

  4. الحراك الشبابي خطوه جميله جدا ومطمئنة للاجيال القادمة ونتمنا لها التوفيق والتوافق والى الامام ، وكذلك جميع التعليقات جميله ومشجعه لكن الشئ المهم واساس كل هذه الجمعيات واساس كل مجتمع وقوته هي القياده الحكيمه والامينه على اَهلها وللاسف أنا شخصيا ارى ان سبب هذه الشروخ في مجتمعنا هي القياده الضعيفه وبرهانا على ذلك لو رجعنا الى زمن الشيخ المرحوم ابو محمود سلمان ابو صالح لعرفنا الفرق في جميع المجالات الحياتيه امثله بسيطه ولكنها أساس نجاح كل مجتمع الفوضى الموجودة اليوم من جميع المجالات هل كانت موجوده بزمن الشيخ المرحوم الجواب لكم

  5. حسنناً , لا تريد إنتخابات إسرئيلية . مفهوم .. ألسؤال هو هل ستملئ الفراغ الموجود بأنتخابات عربية نقوم بها ونحددها بأنفسنا ؟ أو سنبقى مجتمع قبلي متخلف غير قادر على إنشاء إي نوع من النظام ؟

التعليقات مغلقة.

+ -
.