الحياة مع مرض الصرع .. معركة كل يوم!

يعاني الكثير من المصابين بالصرع من معاملة سيئة ضدهم، سواء في العمل أو خارجه. وقد تتحول إلى تمييز ضدهم أو رفضهم في بعض أماكن العمل. فكيف تبدو الحياة اليومية لمريض الصرع.

رغم أن الألماني جيروم بيشر مصاب بداء الصرع منذ عامه العاشر، إلا أن ذلك لم يمنعه من ممارسة رياضة الجري باستمرار، والمشاركة حتى في سباقات الماراثون، والتي تتطلب لياقة بدنية عالية.

لكن علماء مركز أبحاث الصرع في المستشفى الجامعي بمدينة بون ما انفكوا يبحثون عن علاج، خاصة وأن الأبحاث العلمية تشير إلى إمكانية علاج ثلثي المصابين بنوبات الصرع، مثل بيشر، الذي شفي من الصرع وهو في سن الخامسة والثلاثين.

نوبات الصرع تصيب المرضى بشكل مفاجئ، ولكنها تبدأ تدريجياً، كما يتذكر جيروم بيشر، إذ يقول: “كانت النوبة عندي تبدأ بارتعاش اصبع يدي اليمنى، ومن ثم يمتد الارتعاش عبر ذراعي إلى عنقي، ومنه إلى جسدي بأكمله. وحينها يصاب جسدي بأكمله بالتشنج ولا أستطيع السيطرة عليه مطلقاً. وأخيراً أسقط على الأرض وأفقد وعيي تماماً”.

الحركات الجسدية الشديدة التي ترافق نوبات الصرع تجعل هذا المرض من المحرمات لدى العائلة والأصدقاء، وقد يرتبط بنظرة معينة للمريض على أنه مختل عقلياً. لكن ما الذي يتسبب في هذه النوبات؟

يصاب الإنسان بالصرع عند وجود خلل في الاتصالات الطبيعية بين الخلايا العصبية في الدماغ، ما يؤدي إلى حدوث تشنج في أنحاء الجسم تبلغ مدته بين دقيقة ودقيقتين. لذلك، قد ينظر العامة إلى مرضى الصرع على أنهم مقعدون بشكل ما ولا يمكنهم الحياة بشكل طبيعي، ولكن بعض أبرز الشخصيات التاريخية كانت مصابة بمرض الصرع، مثل الإمبراطور يوليوس قيصر.

ومثل يوليوس قيصر، فإن جيروم بيشر يعيش حياة طبيعية أيضاً رغم مرض الصرع، فهو أخصائي علاج نفسي ويدير شركة كبيرة، ولا يتحرج من الحديث عن مرضه مع زبائنه، الذين يفاجئون بإصابته به، إذ يقول: “معظمهم يصابون بالذهول عندما يعلمون أن بإمكان المصاب بهذا المرض أن يعيش بشكل طبيعي”.

وحالياً، يحاول جيروم بيشر مساعدة أطبائه في توعية الجمهور بمرض الصرع، وذلك من خلال كونه “سفيراً” لمرض الصرع.

+ -
.