العسر التعليمي – نبال شمس

ظاهرة العسر التعليمي او ” اضطراب تعلمي محدود” هذا وفق التعريف الحديث للدليل الأمريكي النفسي للاضطرابات الذهنية (DSM_5). تميز هذه الظاهرة الطلاب الذين يظهرون عاديين في العديد من المواقف الاجتماعية والحياتية الاستقلالية ولكنهم يظهرون متأخرون تعليميا مع فجوات بينهم وبين أبناء جيلهم، أي أن هناك صعوبات جديه في مجال التركيز الإصغاء، الكلام، القراءة، الكتابة والحساب.

الطفل ذو العسر التعليمي تكون نتائجه متدنية نسبة إلى جيله والى مستوى ذكائه أي أنه يجود فارق سنتين بين جيل الطالب وتحصيله. وأيضا وجود فارق بين تحصيل الطالب وبين قدراته العقلية.

العسر التعليمي يقسم إلى قسمين:

·  عسر تعليمي تطوري الذي يظهر ويتم تشخيصه في جيل الطفولة

·  عسر تعليمي أكاديمي الذي يظهر عند دخول الطفل للمدرسة

1: العسر التعليمي التطوري

العسر التعليمي التطوري يقسم الى عدة مجالات ومنها:

مجال الإصغاء: العجز على الانتباه، الشرود، الميل للتشتت وعدم التمييز بين المثير الرئيسي والمثير الثانوي وأحيانا يصعب الإصغاء لتفاصيل غير مهمة في المؤثر الرئيسي.

مثال على ذلك: عند قراءة المعلم نصا معينا داخل غرفة الصف، تعد قراءة النص هي المثير الرئيسي الذي على الطالب الاصغاء له، لكن بدل الاصغاء والتركيز يكون المتلقي ذو العسر التعلمي شاردا في أشياء أخرى، كالنظر من شباك الصف، أو في المعلم نفسه، أو في نغمة الصوت أو ربما في أشياء أخرى. أحيانا الطالب المتعسر يوهم المعلم بحسن الاصغاء، لكن في الوقت ذاته تراه مركزا أما بالنقاط أو بلون الصفحة أو برسمة أو حتى في علامات الترقيم.

الذاكرة: وظيفة جهاز الذاكرة هو تخزين واستخراج المعلومات عند الحاجة إليها. في هذا المجال هنالك عسر في الذاكرة القصيرة وهو عدم قدرة الطفل تذكر سلسلة أرقام أو كلمات بنفس وقت السمع. أما الصعوبة في مجال الذاكرة الطويلة هو صعوبات بتذكر المعلومات بعد يوم أو يومين.

التمييز والتذكر في المجالين السمعي والبصري:

1. المجال البصري: عدم التمييز بين أشكال معينه.

2. المجال السمعي: صعوبات بالوعي الفونولوجي والإملاء، أي أن الطفل يسمع الكلمة لكن جهاز الذاكرة يترجمها بشكل آخر.

3. التذكر البصري صعوبات في تذكر صورا معينه أو ترتيب معين.

4. التذكر السمعي وهو صعوبات في تذكر اسم أو كلمه أو سلسلة كلمات، بكلمات أخرى النسيان المستمر.

صعوبات في الفهم:

1. فهم التعليمات اللفظية: مثالا على ذلك” أعطني القلم من تحت الطاولة”.

2. فهم التعليمات الكتابية: أي يصعب على الطفل فهم السؤال المكتوب او المطلوب في تمرين أو مسألة.

3. صعوبات الفهم في الإدراك العام واضطراب المفاهيم مثل الشكل (دائري، مربع، مثلث، مستطيل…)، الاتجاهات (فوق، تحت، يمين، يسار…)، الزمان (أيام الأسبوع، الساعة..)

اضطرابات في العضلات الدقيقة:

 وهو صعوبات في تنفيذ مهام تتطلب تحريك أصابع اليد مثل الكتابة، الرسم، القص، اللعب بالمعجون وغير ذلك، وهذا يتطلب معالجة وتدريب الأصابع من قبل المعلم ومن قبل معالج بالتشغيل أو حتى الاهل يستطيعون القيام بذلك كاستخدام المقص أو العمل في المعجون.

ضعف في التوازن الحركي العام وهو صعوبات في التوازن العام والمشي والركض.

صعوبات في التفكير:

الطفل يستعمل استراتيجيات ضعيفة في التفكير صعوبة في حل المشاكل وتواصل الأفكار.

صعوبات لفظيه مثل تكرار الكلمات أو بناء الجمل وأحيانا نسمعه يتكلم جملا دون معنى أو غير مفهومة.

2: العسر التعليمي الأكاديمي

العسر التعليمي الأكاديمي هو تأخر الطالب عن أبناء جيله بالقراءة أو الكتابة أو الحساب وأحيانا في جميعها أو قسما منها.

سأتناول الحديث عن العسر التعليمي الأكاديمي، أو الاحتياجات التعليمية أو الصعوبات التعليمية، وحسب تعريف الدليل الأمريكي للاضطرابات, هو اصطلاح عام لمجموعه غير متجانسة من الاضطرابات الملحوظة في واحده أو أكثر من العمليات العقلية الأساسية المتضمنة في فهم اللغة أو استخدامها سواء كانت شفهية أو كتابيه.

صعوبات في مجال القراءة (ديسلكسيا)

العسر  القرائي يبدأ  بالقراءة، فقد تبدو الاحرف والكلمات  للطالب المتعسر غير مفهومة و مشوشة، وتقول الأبحاث أن المشكلة ناتجة من خلل في الخلايا العصبية التي لا تستطيع متابعة المعلومات البصرية التي تصل إلى الدماغ عبر الحواس بسرعة كبيره مما يؤدي إلى ترجمه خاطئة للمعلومة المُتَلقَية ، فالمشكلة هي مجموعة صعوبات تشمل صعوبات في إدراك العمق والإحساس بالاتجاهات وتمييز الاحرف  والخ… تتفق التعريفات لظاهرة العسر القرائي في أربعة نقاط مركزيه وهي أن المشكلة تعود بالأساس إلى الجهاز العصبي، وان هذه الظاهرة تمتد من الطفولة وتستمر إلى مرحلة البلوغ، ولها أبعاد ادراكيه عقليه ولغويه،  حيث تخلق عدة أنواع فرعيه من صعوبات القراءة،  وأخيرا فهي تؤدي إلى اضطرابات في العديد من المجالات والمهارات خلال مراحل نمو الفرد.

اضطرابات في الكتابة (ديسغرافيا)

ما يميز هذه الصعوبة هو خط غير مقروء، كتابه بطيئة وخط صغير، وهذا يؤدي إلى نسيان ما يريد الطالب كتابته، صعوبات في النسخ عن اللوح وصعوبات في الوظائف البيتية. الأسباب لذلك هي صعوبة باسترجاع المفردات من الذاكرة، صعوبات بحركات اليد والأصابع وتنسيق بين  اليد والعين.

اضطرابات في الحساب (دسكلوكوليا)

تتميز بصعوبات في فهم الرموز الحسابية، اتجاهات الأرقام، فهم المسائل الكلامية، ترتيب الأرقام حسب الأكبر أو الأصغر وفهم الكميات بدون عدّ.

أسباب العسر التعليمي

·   عوامل عضويه وبيولوجية: وهي أصابه في الجهاز العصبي المركزي التي سببها الحمل والولادة  كالولادة المتعسرة ، دواء وفيتامينات زائدة خلال الحمل أو تغذيه رديئة للأم الحامل. وهنالك أسباب أخرى التي تحدث خلال عملية الولادة كتعرض دماغ الطفل إلى الأمراض كالتهاب السحايا، التسمم أو الحصبة الألمانية، أيضا نقص في الأوكسجين خلال الولادة أو اصابه في الرأس.

·    الوراثة: ما ثبت حتى الآن انه فقط العسر في القراءة أحيانا يكون وراثيا.

·    المواد البيو كيماويه: كالمواد الحافظة في الأطعمة الذي يؤدي إلى اضطرابات في النمو.

الأسباب التي تؤدي إلى توسيع العسر التعليمي

اضطراب جسدي: وهو اضطراب في الحواس.

اضطراب نفسي: وهو الإحباط النفسي الناتج عن الفشل

العائلة: كالفقر، تغذيه رديئة من جيل صفر إلى جيل خمسة سنوات، تربيه رديئة وطريقة اتصال خاطئة بين الأهل والطفل مثال على ذلك: ردود فعل مختلفة لنفس النتيجة، مرة نغضب للنتيجة ومره أخرى لا نعيرها اهتمام فهذا يثير التساؤل عند الطفل، ضغط الأهل وعدم الاعتراف بقدراته.

المدرسة: استراتيجيات تعليم خاطئة وغير ملائمة لاحتياجات الطالب، برنامج تعليمي غير ملائم واتصال غير جيد بين المعلم والطالب، أو التمييز بين الطلاب.

שרוני-יצחק, ו. ליקויי למידה בתוך: סוגיות בחינוך המיוחד. ת”א: האוניברסיטה הפתוחה 1990

קדרון, ר. 1988 ליקויי למידה התפתחותיים משרד החינוך והתרבות ירושלים