الكتف إذا تجمدت… الجراحة حلّها الأخير

يحد من حركة المفصل وقد يسبب آلاماً شديدة لا تطاق أحياناً في منطقة التقاء عظمة الكتف مع عظمة العضد، خصوصاً عند القيام بحركات مفاجئة وسريعة.

– يضرب أكثر الشريحة العمرية بين 40 و 60.

– يشاهد لدى ثلاثة إلى خمسة في المئة من الناس.

– يصيب الرجال والنساء لكنه يحدث في شكل أكثر لدى الجنس اللطيف.

– معظم ضحاياه هم من مرضى الداء السكري، خصوصاً النوع الأول المعتمد على الأنسولين.

– قد يلازم المصاب به فترة طويلة تصل إلى 50 شهراً.

إنه مرض الكتف المتجمدة، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن المصاب به لا يستطيع استعمال المفصل بشكل طبيعي، ويضطره إلى الحد من استعماله بل إلى التوقف عن استعماله لأن أي حركة فيه، مهما كانت بسيطة، تتسبب في الألم. ويحدث مرض الكتف المتجمدة عادة في جهة واحدة من الجسم، لكنه في 15 في المئة من الحالات يشاهد في الجهتين.

ويعتبر الألم المرافق لمرض الكتف المتجمدة من أهم العوارض التي تنغص عيش المريض، وتختلف شدة هذا الألم من شخص إلى آخر، إلا أنه يزداد حدة مع كل حركة للمفصل المصاب، ويميل الألم إلى الحدوث أكثر عند افتراش سرير النوم على الجانب الذي يقع فيه المفصل المصاب، وقد تزداد حدة الألم ليلاً إلى درجة أنه يوقظ المريض من نومه. أكثر من هذا فإن حركة مفصل الكتف تصاب بالتيبس في جميع الاتجاهات ويصبح المريض غير قادر على القيام ببعض الحركات الضرورية، الأمر الذي يتسبب في إعاقة جزئية تؤثر في حياته اليومية أو تمنعه من مزاولة بعض الأنشطة، خصوصاً تلك التي تحتاج إلى تحريك الكتف مثل ارتداء الملابس أو تصفيف الشعر، أو تنظيف الأسنان، أو الاستحمام، أو لعب بعض الرياضات، مثل كرة المضرب وكرة اليد.

ويمر مرض الكتف المتجمدة في ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: وفيها يظهر الألم في شكل بطيء مع الظهور التدريجي لتيبس حركة المفصل، وتستغرق هذه المرحلة من شهر إلى تسعة أشهر.

المرحلة الثانية: وتتميز بانخفاض درجة الألم وترقي حدوث التيبس والتحدد في حركة المفصل. وتأخذ هذه المرحلة فترة أربعة إلى تسعة أشهر.

المرحلة الثالثة: وفيها تبدأ حركة المفصل في العودة إلى الوضع الطبيعي، ويستطيع المصاب تحريك كتفه في شكل أفضل. وتمتد هذه المرحلة من بضعة أشهر إلى عامين.

فمـا هــي أسباب مرض الكــتف المتجمدة؟

في الواقع لا أحد يعرف إلى الآن السبب أو الأسباب الفعلية لهذا المرض المزعج جداً، والشيء المعروف عنه أنه يطاول فئات معينة من الناس أكثر من سواها، ومنهم:

1- الأشخاص الذين يتعرضون إلى إصابات مباشرة على الكتف مثل الرضوض والكدمات والكسور القريبة من مفصل الكتف.

2- المصابون بالتهابات في العضلات أو الأربطة المحيطة بالكتف.

3- المرضى الذين تعرضوا لقطع الأوتار في الكتف، أو الذين خضعوا لوضع جبائر من الجبصين أو أربطة طبية على الكتف أو الكتف والذراع معاً لفترات طويلة.

4- مرضى السكري، ويعتبر هؤلاء من أكثر ضحايا مرض الكتف المتجمدة، فثلث المصابين يعانون منه، خصوصاً الذي يعالجون بحقن الأنسولين أو الذين لازمهم السكرى سنوات عدة.

5- ضحايا مرضى القلب والجلطات الدماغية.

6- المصابون بأمراض روماتيزمية في مفصل الكتف.

7- المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية.

8- الطاعنون في السن.

ويتم تشخيص مرض الكتف المتجمدة في شكل أساسي بناء على القصة المرضية وعلى المعطيات التي يحصل عليها الطبيب بالفحص الطبي، ولا وجود لأي فحص دم أو فحص شعاعي يمكن الاعتماد عليه في وضع التشخيص. قد يستعين الطبيب بالصورة الشعاعية البسيطة لدراسة وضع مفصل الكتف ولنفي بعض الإصابات، وإذا لزم الأمر فقد يتم مسح المفصل بالرنين المغناطيسي لتحديد الضرر الحاصل في الأجزاء المختلفة من المفصل.

يمكن لمرض الكتف المتجمدة أن يتحسن بمرور الوقت وهو يشفى تلقائياً، لكن هذا قد يستغرق ردحاً طويلاً من الزمن يصل إلى سنة أو سنتين أو ثلاث أو ربما أكثر، من هنا تبدو الحاجة الملحة إلى العلاج بالوسائل المتاحة من أجل تقصير فترة المعاناة، والتخفيف من حدة الألم، وتمكين المريض من استعمال كتفه كي يقوم بأنشطته اليومية من دون إفراط. وتتضمن وسائل العلاج:

– وضع الكمادات الباردة أو الساخنة فهي مفيدة في التخفيف من حدة الألم.

– الاستعانة بالمسكنات للسيطرة على الألم الذي يقض مضجع المريض، وقد يتم مشاركة هذه بالمرخيات العضلية.

– إذا لم تعط المسكنات والمرخيات العضلية النتيجة المرجوة فإنه يمكن حقن المفصل بأدوية الكورتيزون.

– قد يفيد وضع رباط ضاغط على المفصل من أجل تأمين الدعم الكافي للمفصل وإشاعة الراحة فيه. خصوصاً عند وجود التورم في المفصل.

– إجراء جلسات من العلاج الفيزيائي بهدف زيادة حركة المفصل وإعادة المرونة اللازمة إليه والتقليل من الألم عند الحركة.

– النوم على وسادة تؤمن الدعم الكافي للعنق والكتف بعيداً عن التشنجات والتوترات.

– اتخاذ وضعيات سليمة عند الوقوف والجلوس والنوم تؤمن أكبر قدر من الراحة لمفصل الكتف.

– أخذ أقساط منتظمة من الراحة.

– تفادي حمل الأشياء الثقيلة.

أما إذا استعصى المرض على كل التدابير السابقة فإن العلاج الجراحي قد يفرض نفسه من أجل التخلص من الألم المزمن وإعادة الحركة الطبيعية إلى المفصل.

ختاماً، إن مفـــصل الكتف يتمــــتع بمجــــال كبيـــر من الــــحركة اللازمة للقيام ـبالأنشطة الريـــاضية واليومية المختلفة بفضل وجود الكثيـــر من الأربطة والأوتار والعضلات التي توفر لــه المرونة الضرورية، لكن هذا المرض يجعل المفصل متيبساً، مؤلماً، قليل الحركة جداً، وهذه العوارض تتصاعد مع الزمن لتصبح مشكلة تلقي بظلالها على المصابين بها فلا يستطيعون العيش كالآخرين وقد تدخلهم في دوامة من المشــاكل النفسية التي لا ترحم، من هنا يجب علاجه قبل أن يتحول من سيء إلى أسوأ.

+ -
.