الماريخوانا تفسد متعة الدماغ

على رغم الأنباء عن تزايد عدد الدول الغربية والولايات الأميركية التي تشرعن تعاطي الماريجوانا (وتسمّى أيضاً «حشيشة الكيف» و «القنّب الهندي») استناداً إلى ضعف أثرها الإدماني، هناك بحوث تنظر إلى جوانب اخرى من الماريجوانا.

وربما تشير تجربة بعض الناس إلى أن تدخين الماريجوانا بين وقت وآخر، يعطي إحساساً بنوع من المتعة. في المقابل، الأرجح أنّ تدخين كثير من الماريجوانا على مدى فترة طويلة ينطوي على تأثير معاكس تماماً، بل أنه يفسد المتعة عند الإنسان من جذورها، إذ اكتشف فريق علمي أن أدمغة الذين يتعاطون الماريجوانا تتفاعل بقوة أقلّ مع مادة الـ «دوبامين» Dopamine في الدماغ، وهي المادة التي توصف بأنها «كيمياء السعادة» نظراً الى أنها مسؤولة عن توليد مشاعر السرور والسعادة. وتؤدي نشاطات مثل الأكل وممارسة الجنس إلى متعة مرتبطة بإفراز مادة الـ «دوبامين»، ما يحفّز البشر على معاودة تلك النشاطات. ويتسبب انخفاض إفراز الـ «دوبامين» في أدمغة متعاطي الماريجوانا إلى تشوش مؤلم في أدمغتهم.

«كيمياء السعادة» واضطراباتها

يعرف العلماء جيّداً أن تعاطي المخدرات يؤذي نظام الدوبامين. ومن المعروف لديهم أنّ من يتعاطون الكوكايين أو يتناولون كثيراً من الكحول، يفرزون كميّات من الـ «دوبامين» في أدمغتهم أقلّ كثيراً من غير المدمنين. في المقابل، لم تشِرْ دراسات سابقة إلى أنّ الأمر نفسه ينطبق على مدمني الماريجوانا.

في ذلك السياق، قرّرت نورا فولكو، رئيسة «المعهد الوطني لتعاطي المخدرات» في «بيثيسدا» في ولاية «ميريلاند»، أن تلقي نظرةً فاحصة على أدمغة مدمني الماريجوانا. وترأست فريقاً علميّاً لبحث ذلك الأمر. واستعمل الفريق دواء الـ «ميثيلفينيديت» الذي يعرف تجاريّاً باسم «ريتالين» Ritalin، وهو منشّط للجهاز العصبي يشتهر بأنّه يزيد كمية الـ «دوبامين» في الدماغ.

وأعطى الفريق مادة الـ «ريتالين» إلى 24 متعاطٍياً للماريجوانا، معظمهم يدخّن خمسة سجائر ماريجوانا يوميّاً، على مدى 5 أيام في الأسبوع، منذ 10 سنوات. وكذلك أعطِيَت المادة عينها إلى 24 شخصاً عاديّاً لا يتعاطون الماريجوانا.

وبالنتيجة، كشف تصوير الدماغ أن كلا المجموعتين أنتجتا كميات من الـ «دوبامين»، مع فوراق بينهما. وفي حين أن الأشخاص العاديين شهدوا زيادة معدّل نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وشعروا بالنشوة، لم يظهر متعاطو الماريجوانا أيّاً من تلك العوارض، إذ جاءت ردود أفعالهم خفيفة لدرجة أنّه كان على فولكو التحقق مجدّداً من أنّ مادة الـ «ريتالين» التي أعطتها لهؤلاء، لم تكن منتهية الصلاحية.

وبحسب ما نشرته فولكو وفريقها على الإنترنت في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» Proceedings of National Academy of Science، يشير غياب ردّ الفعل الجسدي على إعطاء الـ «ريتالين» المثير للنشوة، إلى أنّ متعاطي الماريجوانا ألحقوا أضراراً بأدمغتهم.

وعلى عكس من يتعاطون الكوكايين والكحول، يفرز متعاطو الماريجوانا كمية من الـ «دوبامين» تساوي تلك التي يفرزها الأشخاص الذين لا يتناولون الماريجوانا، إلا أنّ أدمغتهم تعجز عن التحكّم بالـ «دوبامين» أو الاستفادة منه.

وفي ذلك الصدد، يشير راؤول غونزاليس، وهو طبيب عصبي نفسي في «جامعة فلوريدا الدولية» في ميامي، إلى أن من الممكن أن يشكّل هذا الفارق (بين أدمغة متعاطي الماريجوانا وغير المتعاطين) آليةً أساسية في تكوين الإدمان على الحشيش. وكذلك رأى غونزاليس أن الدراسة تشير أيضاً إلى أنّ المدمنين على الحشيش ربما يجدون لذةً أقلّ في الأشياء التي يجدها آخرون ممتعة تماماً. وأضاف: «على عكس الصور النمطية الشائعة عنهم، يكون متعاطو الماريجوانا أكثر عرضة للانفعال والشعور بالتوتر والتفاهة. وتدفع تلك المعطيات هؤلاء الأفراد إلى الاستمرار في تعاطي الحشيش، مع زيادة جرعاته باستمرار».

تعليقات

  1. محدا معلق لان يمكن ها لحكي صح يمكن غلط منحنا من اول مخلقنا وبيخوفونا منو، ولي صار يدخنو نفو من لبلد وصار لحشاش .بس مش بيقولو كل شي طبيعي منيح , نبتت لمريخوانا متلا متل اي نبتي على لارض بذور بتزرعا وبتسقيها .بدول لغربيي صارت تنباع قنوني وبكل مستشفيات لعالم بتستخدما!
    ومش كل حدا بيعرف كلمتان يحكيهن مشان يبين انو بحب لبلد.ويريت شي مرا حدا ينزل معلومات منطقيي يلي كل لعالم بتشهد عليها وتركو لبلد معش تشدوها عتخلف وجهل .وشكرا

  2. كنو الموضوع كثير حساس وفي عند الكل كيمياء السعاده زياده

التعليقات مغلقة.

+ -
.