المجتمع يصنع إما طاغية أو قديساً – عقاب أبو شاهين

هل هناك قديسون في هذا الزمن؟ أجيبُ بنعم، هناك قديسون من جميع الشعوب لا الديانات. وأتصور هؤلاء أناسا متواضعين يملأ قلوبهم الحب،  وتعمرُ صدورهم بالإيمان بالله “الرحمن الرحيم” وليس الله “الجبار العظيم”. أتصورهم يبحثون عن إسعاد النفوس والأرواح ولا ينظرون إلى الأجساد والأشباح. إنهم أشخاص يذوبون في الله ويَفْنَون به، وهذا البقاء العظيم.

هل يوجد كهؤلاء في المجتمع العربي؟

نعم، يوجد الكثيرون.

لماذا لا نراهم؟

لأننا “ولا أعمم بالمطلق” نخاف أن نراهم.

من أين يأتي الخوف؟

يأتي الخوف برأيي من عدة أسباب، أذكر بعضها:

1. الإتكالية وعدم تحمّل المسؤولية.

2. استمراء الخنوع والنفاق الاجتماعي.

3. الخوف من التغيير والجديد والمستقبل.

4. الثقة الحمقاء بأن الماضي بكليته أفضل من الحاضر بكليته.

وهناك أسباب أخرى كثيرة لن أسهب في طرحها.

إذن بما أننا نعجز عن رؤية القديسين بيننا، فإننا بالمقابل نصنع طغاتنا ونفصّلهم تفصيلا على مقاسنا، وذلك عبر صمتنا ومسايرتنا وكذبنا ونفاقنا.  ولكنهم وبعد تثبيت أقدامهم نراهم يتجاوزون توقعاتنا، ويبعثرون أحلامنا ويضعون صورنا على صدورهم للزينة، فنصبح مجرد أتباع لا وزن ولا قيمة لنا.

في المجتمعات القروية يحدث ذلك على نطاق أضيق، ولكن بنفس الآلية مع بعض الرتوش.

وفي هذه المجتمعات، ومع كل تلك العيوب على المستوى العام، نقوم نتيجة لضعفنا وخوفنا بتقديس الطاغية، وبتكفير القديس ونبذه والسخرية منه ومن أفكاره ومبادئه.