المسلسلات الإسرائيلية تصل إلى العالم عبر أميركا

وجدت القنوات التلفزيونية الأميركية الباحثة دائماً عن مشاريع ناجـــــحة وسط منافسة تشّتد ضراوتها كل عام، في البرامج التلفزيونية الإسرائيلية منجماً غير متوقع للأفكار التلفزيونية (الفورمات). فبعدما قدمـــت في السنوات الخمس الأخيرة مسلسلات «هوملاند» و»رهائن» و «في المعالجة»، المأخوذة عن مسلسلات إسرائيلية، تستعد قنوات أميركية لعرض مجموعة جديدة من نسخها الإنكليزية لمسلسلات إسرائيلية، في محاولة لتحقيق النجاح ذاته الذي نالته نسخها الأصلية، والتي جذبت جمهوراً كبيراً عند عرضها في الدولة العبرية في أوقات سابقة.

واللافت أن قصص المسلسلات لن تكون عن الإرهاب الدولي ورهاب الآخر اللذين كانا سبب نجاح مسلسلي «هوملاند» ( الذي انتهى عرض موسمه الختامي قبل شهر تقريباً)، و«رهائن» (تعرض حالياً النسخة الأميركية منه في دول أوروبية عدة)، فصنّاع التلفزيون في الولايات المتحدة يبحثون عن أي نجاح تلفزيوني في إسرائيل لإعادة إنتاجه وتقديم نسخة أنكليزية منه للمشاهد الأميركي، من دون تفريق بين المسلسل الدرامي والكوميدي الشبابي أو العائلي.

وفي هذا السياق، تستعد قناة «سي بي أس» لتقديم مسلسلين مأخوذين من أعمال إسرائيلية هما «نيويورك»، عن ابن عائلة ذات ماض إجرامي، يجد في قضــــية استغلال عمال غير شرعيين في مديــــنته القضية التي ستعيده إلى جادة الصواب. والثاني «أمهات صغيرات»، وهو كوميدي عن نساء في بدايات عقد الثلاثينات، وتجربة الأمومة للمرة الأولى في حياتهن. أما قناة «فوكس» الأميركية، فحصلت على حقوق تحويل مسلسل «سحر مالبي اكسبرس»، عن رحلة طريق لمجموعة مـــن الأصدقاء، ستنتهي بهم في البرازيل، حيث سينـــشئون مشروعاً لبيع حلوى. كما تستعد لعرض نسختها الأميركية من المسلسل الإسرائيلي «أعلام مزيفة» الذي يتناول مفاهيم المعلومات الشخصية في عالم اليوم، إذ يجد أبطال المسلسل أنفسهم في مواجهة وضع مُعقد جداً، عندما تنشر صحف ومواقع إنترنت معلومات عن تورطهم في جرائم تطاول أمن الولايات المتحدة.

ولم يكتف التلفزيون الأميركي بفتح السوق الأميركية للمنتجات التلفزيونية الإسرائيلية، بل ساعد في إطلاقها عالمياً، خصوصاً أن نجاح نسخها الأميركية سهّل تسويقها لدول عدة، وبخاصة في أوروبا. كما إن النجاح ذاته شجع قنوات أوروبية لإنتاج نسخ محلية من تلك المسلسلات، كما حدث مع مسلسل «في المعالجة» الذي قدمت منه نسخ أوروبية، منها نسخة هولندية حظيت وقت عرضها قبل ثلاثة أعوام بنجاح متوسط.

ولا شك في أن الإنترنت والبث الفضائي جعلا من اليسير للأفكار التلفزيونية المُتميزة الانتقال من بلد إلى آخر. وعلى رغم ذلك، ما زال عدد محدود فقط من الدول قادراً على إنتاج أفكار تلفزيونية تجد جمهوراً أينما كان، إذ تتصدر الولايات المتحدة قائمة بيع «الفورمات» التلفزيوني، تليها بريطانيا ثم هولندا. فيما ما زالت دول عدة في العالم، بعيدة من الوصول إلى هذا النجاح، لغرق أعمالها وبخاصة المسلسلات في المحليّة الصّرفة التي تصعب ترجمتها إلى لغات أخرى، في حين ركزت المسلسلات الإسرائيلية المذكورة على ثيمات عالمية قريبة مما يعرض على شاشات التلفزيونات الأوروبية والأميركية.

+ -
.