المعلمون في الجولان _ عقاب أبو شاهين

z

ليست الصحافة زملائي في صلب حياتنا وليست التحقيقات الصحفية أو الأبحاث العلمية نهج متعارف عليه في مجتمعنا، وإن شهدنا مؤخرا بدايات إلا أنها تبقى بدايات لا تستند الى نهج علمي او مأسسة.
وعلى مدى سني عملي كمدرس والتي تربو على الثلاثين، لم أر دراسات جادة للوضع الدراسي في الجولان، أو لوضع المعلمين – وهم موضوع عجالتي هذه – رغم أهمية الموضوع اللهم خلا بعض مبادرات من معلمين رغم قلتها، أو مبادرات مدراء وقد تكون أقل. ورغم النسبة الكبيرة للمتعلمين والأكاديميين في الجولان إلا أني لم أسمع أن مدارس الجولان أو معلموها كانوا موضوع بحث جامعي.
وبالعودة الى موضوع مقالتي هذه وهم زميلاتي وزملائي المعلمين فأود طرح بعض الملاحظات المتعلقة بوضعنا كمستخدمين.
أصدقائي، رغم أننا نقابيون منذ سنين طويلة وكل سنة يصلنا كتاب يبين لنا حقوقنا إلا أني رأيت وارى أننا لا نمارس حقوقنا هذه جهلا أو تهيّبا أو خوفا أو….
ومن هذه الحقوق هو حق الانتخاب أو الترشح، فحقنا في بعض المدارس مُصادر، أي أنه ثمة مرشح واحد يمثلنا في النقابة ومنذ عشرين سنة أو أكثر، ولا نعرف غيره.
وهنا يبرز سؤال هل السيد ” يوسي كورن ” سيء أو غير مخلص.
أنا لا أدّعي ذلك ولا أتهمه بشيء، ولكني أقول بأني لم أسمع من منافسين له شيئا، لأني لم أر منافسين له البتة وبالتالي لا أعرف ماذا يمكنهم أن يقدموا لنا كمعلمين في الجولان.
مصلحتنا سادتي وسيداتي في أن نخلق منافسا أو أكثر للسيد كورن “יוסי קורן” ليتنافسوا على رضانا ويبذلوا أقصى جهد كي يفوزوا بأصواتنا. لنقل مرة واحدة كفى لسياسة القطيع، وعيب علينا أن يأخذ مرشح ما 100% من أصواتنا بغض النظر عمن يكون، ونحن نُحتسب على فئة المثقفين.
تباهى أحدهم أمام سقراط بماله وجاهه وأصله. فقال له سقراط: “تكلم حتى أعرفك”.
أي أنه عندما نتكلم فإنما نحن نعّرف عن أنفسنا، وأود هنا أن أسرد حادثة كنت حاضرا عليها.
قبل احد مواعيد الانتخابات بمدة اجتمعنا مع السيد ” يوسي كورن ” وبعد أن استعرض بعض انجازاته سأل الحضور ماذا تريدون؟ فأجاب أحد الزملاء: نريد ( حفلة و סוף שבוע ) أي: حفلة مع مطرب وعشاء في قاعة وآخر طالب بليلتين في فندق، وهنا تكمن المصيبة برأيي.
الغلط في هذا أننا نقول لممثلنا في النقابة أنه هذا ثمننا، بهذا يمكنك أن تشترينا، في حين انه كان يجب أن نطلب طلبات كبيرة خاصة في هذا الظرف، أي استغلال الفرصة.
في حينها قلتُ للسيد كورن: سيد كورن من أجل حفلة نحن لسنا بحاجتك ومن اجل فندق يمكننا أن ندفع 100 ش إضافية, لكننا نحن بحاجتك من أجل قضايانا الكبيرة مثل التقاعد، أو فصل تعسفي، أو حقوقنا في حالة سلام مع الوطن” أو فتح مركز استكمال، أو ميزانيات وغيرها.
وهنا أود أن أتوجه لزملائي المعلمين والمعلمات: نحن مجموعة كبيرة وسويا لنا وزن كبير، ومعا يمكننا أن نُفيد ونستفيد أكثر ولدي بعض الأفكار التي أود مشاركتكم بها من أجل مصلحتنا ومصلحة طلابنا ومجتمعنا.
1. أقترح تشكيل لجنة مركزية لمعلمي الجولان يكون فيها ممثلا أو أكثر لكل مدرسة يجتمعون دوريا لمناقشة الأمور والمستجدات والتطورات وإيجاد أفضل السبل للتعامل معها وللإفادة القصوى منها.
2. تشكيل لجنة تخصصية عليا من معلمي الجولان ولجان أولياء الأمور، ومتدينين وفاعلين اجتماعيا بحيث تسعى هذه اللجنة لوضع مخطط مستقبلي عام وأهداف عامة لنا كمجتمع تربوي، وتصوّر لوضعنا التربوي والتعليمي بعد 10 سنين أو أكثر.
3. اقترح انشاء بنك أفكار في كل مدرسة لتناقشها اللجنة المركزية، والإفادة من تجارب وخبرات بعضنا.
4. اقتراح أفكار لعلاج مشاكل عامة للجولان مثل: التدخين، المخدرات، الكحول، السرعة في المركبات ومشاكلها.
5. أقترح أن تبادر هذه اللجنة المركزية بالمطالبة بفتح مركز استكمال “פסגה” في مسعدة. لماذا علينا نحن مئات المعلمين أن نسافر لقصرين أو شمونه حتى نستكمل بعد يوم عمل شاق حتى الثالثة والنصف أو الرابعة في حين أنه خلال 5 أو 10 دقائق نصل مسعدة.
6. السيد حسان بشاره خدم المعلمين قدر استطاعته كل الفترة السابقة ولم يُنافسه أحد، ولكن اليوم السيد بشاره أصبح مديرا أي أنه بات رجل الوزارة وهناك تضاد مصالح واضح بين كونه منسقا بيننا وبين السيد كورن وبين عمله كمدير، وبتقديري أنه عيب علينا كمعلمين منظمين نقابيا أن يبقى ممثلنا رجلٌ ولاءه الأول هو للوزارة بحكم وظيفته.
7. يجب على اللجنة المذكورة أعلاه في البند (1) أن تكون هي صلة الوصل بيننا كمعلمين وبين النقابة ولا يقتصر الأمر على شخص هو مدير يتصل بزملائه المدراء ونبقى نحن جاهلين مغيبين وربما مُغفلين، بينما عندما يكون لكل مدرسة ممثل تصل الأخبار فورا لغرفة المعلمين لتداولها.
8. المبادرة لدعوة مسؤولين في النقابة أو الوزارة لتوضيح كثير من الغموض حول ” אופק חדש أو עוז לתמורה”.
9. أقترح انشاء موقع على الشبكة للمعلمين نتشارك فيه نجاحاتنا وفعالياتنا وتجاربنا وأفكارنا وكل ما هو متعلق بعملنا.
10. أود ختاما أن أنوه الى قضية على الصعيد الاجتماعي وأتساءل: ما هو وزننا كمربين للأجيال في المجتمع؟ و
الزميلات والزملاء المحترمين، لم يبق لي الكثير في المدارس فأنا في سنتي ال (32) وعلى وشك التقاعد إلا أنه تقع علينا جميعا مسؤولية مستقبلنا ومستقبل أبناءنا ومجتمعنا ولا بد لنا من العمل الجمعي الذي يقوينا ويعزز مكانتنا ويحقق لنا بعض أهدافنا.
زميلاتي وزملائي المحترمين: معا نحن أقوى.

مع محبتي واحترامي للجميع

 

تعليقات

  1. الله العافي يا رب يا ريت الكل بفكر متلك لكان الوضع غير هيك بس فكرا هحو كثير وما لزم بس توقف على موضوع التعليم بلعكس على كل القصايا لزم تنفذ وشكرا……

  2. أعلموا أنه في دولة الاحتلال يمكن تحقيق المطالب المحقة وإعمال الحقوق بالقانون أكثر منها بالواسطة والتذيل. مشكلة المعلمين وباقي شرائح المجتمع أنهم ما زالوا يعتقدون ان كل شئ بالواسطة بيمشي! يعني متلازمة التذييل شغالة وتحديداً في أوساط المعلمين. هذا غير صحيح. هنالك أدوات قانونية تمكنكم من تحصيل حقوقكم بسهولة. بعدين طلعلولنا من بسطات الهريسة والكنافة بجبن وناقشوا أمور جدية مع ممثلي الحكومة لما بيزورواالمدارس.

  3. كلام دقيق وطرح سليم، لعل كلامك هذا يطرد النوم ويستفيق الوعي

التعليقات مغلقة.

+ -
.