المنظمات الإنسانية في العالم تندد ببشاعة الحرب في حلب

رغم بشاعة كل حرب، إلا أن تلك الدائرة في سوريا وخاصة في حلب، جعلت المنظمات الإنسانية تطلق صرخة متواصلة نظرا لـ”وحشيتها المتزايدة” و لـ”تخطي جميع الخطوط الحمراء” الممكنة، فيما تتبادل موسكو ووواشنطن الاتهامات بقتل مدنيين.

مع اشتداد المعارك في حلب، ترتفع أصوات المنظمات الدولية والحقوقية منددة ببشاعة المعارك ومأساة المدنيين الذين وجدوا أنفسهم بين رحاها الطاحنة.

وفي هذا الإطار شدد رئيس فرع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف” في ألمانيا، كريستيان شنايدر، أن الحرب في سوريا تُدار بـ”وحشية متزايدة”. وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة “راين نيكار تسايتونغ” الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء (الثالث من أغسطس/ آب 2016)، جاء فيها: “تحدث جرائم حرب بضراوة تحبس الأنفاس… عقب استمرار الحرب لخمسة أعوام يبدو أنه تم تخطي كافة الخطوط الحمراء، ما خلّف عواقب وخيمة على المدنيين، خاصة الأطفال”. وذكر شنايدر أن الأطفال في سوريا يعانون من خوف شديد وشقاء، مضيفا أن كثيرا منهم قُتل.

تجدر الإشارة إلى أن “يونيسف” تطالب بممر لتوصيل المساعدات للمدنيين في سوريا خاصة المناطق المحاصرة منها تحت إشراف الأمم المتحدة.

من جهته، طالب الفرع الألماني لمنظمة الصليب الأحمر السماح بدخول المساعدات الإنسانية والمسعفين إلى المناطق المحاصرة في الأحياء الشرقية لحلب، والتي تطوّقها القوات الحكومية والمليشيات الموالية له، في سبيل استعادتها من قبضة المعارضة المسلحة، فيما يعيش نحو 250 ألف مدني في تلك الأحياء وفق أرقام الأمم المتحدة.

الممرات الإنسانية.. سلاح حرب
وقال رودولف زايترس مدير رئيس الفرع الألماني لمنظمة الصليب الأحمر الدولي في حوار مع صحيفة “نوير أوسنابروكه تسايتونغ” أدرجته في عددها الصادر اليوم الأربعاء، إنه لا بد على جميع الأطراف المشاركة في هذه الحرب أن تعيي بـ”مسؤوليتها وواجبها” وفتح ممرات إنسانية تسمح بخروج المدنيين من المناطق المدمرة تماما والتي لا تتوفر لا على طعام ولا ماء ولا دواء، بعد “قصف” جميع المستشفيات والبنى التحتية.

ورغم أن روسيا الحليف الأبرز للرئيس بشار الأسد إلى جانب دمشق أعلنا في الأيام القليلة الماضية عن فتح ممرات إنسانية وخروج الآلاف من العائلات، في صور تناقلتها وسائل الإعلام الرسمية، إلا أن المنظمات الحقوقية شككت في ذلك في بيان وقعت عليه 35 منظمة منها منظمة كير لحماية الطفولة، ومنظمة “أنقذوا أطفال العالم” وغيرها.

وجاء في البيان الصادر صباح الأربعاء أن “الممرات المزعومة لا تحلّل دم المدنيين الذين لم يستطيعوا مغادرة المناطق المحاصرة”.

اتهامات روسية

سياسيا، اتهم مسؤول روسي الولايات المتحدة بقتل عشرات السوريين في الغارات التي يشنها الطيران الأمريكي في سوريا، طبقا لما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء اليوم الأربعاء.

وعبر يفغيني زاغاينوف، نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عن قلقه من تدمير المدارس والمستشفيات وغيرها من منشآت البنية التحتية في بلدان تقع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في إشارة إلى الغارات التي تشنها الولايات المتحدة في ليبيا.

وتأتي هذه التصريحات عقب تحذيرات أمريكية وجهت إلى موسكو بضرورة وقف الهجوم على حلب. وكان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري توجه برسالة تضمنت في مجملها، بأن “صبر الولايات المتحدة له نهاية”، وذلك قبل أن يقرّ ضمنا بفشل مشروع بدء مرحلة الانتقال السياسي والذي كان مقررا في الأول من آب/ أغسطس.

 

قصف على سراقب السورية بعبوات “غاز سام”
قال رجال إسعاف يعملون في مناطق تخضع لسيطرة المعارضة السورية إن طائرة مروحية ألقت ببرميلين إثنين يحتويان على غاز الكلور السام ليلة الثلاثاء، وذلك في مدينة سراقب شمال غرب سوريا.

ولا تبعد سراقب كثيرا عن مكان سقوط مروحية عسكرية روسية، إثر هجوم للمعارضة أمس الاثنين خلف خمسة قتلى عسكريين روس.

وقال طبيب في مدينة سراقب في محافظة إدلب لبي بي سي إن مروحية أسقطت برميلين مليئين بغاز الكلورعلى وسط المدينة.

وأضاف أن السكان في المدينة يعرفون أن الغاز هو غاز الكلور، لأنهم تعرضوا له من قبل في الماضي.

وأفادت تقارير بأن عشرات الأشخاص – من بينهم نساء وأطفال – تضرروا بسبب الغاز، ولكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى.

وقال متحدث باسم الدفاع المدني السوري لوكالة أنباء رويترز إن 33 شخصا معظمهم من النساء والأطفال تأثروا بالغاز في سراقب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومركزه بريطانيا، إن براميل متفجرة ألقيت مساء الإثنين على سراقب وأدت إلى جرح عدد من الأشخاص.

 

وقال عمال الدفاع المدني الذين توجهوا للموقع إنهم يشتبهون بأن الغاز المستخدم هو غاز الكلور، لكن يتعذر التحقق من ذلك.

ونقلت رويترز عن المتحدث قوله “سقطت براميل متوسطة الحجم تحوي غازات. لم يتمكن الدفاع المدني السوري من تحديد نوع الغاز.”

ردود فعل
واتهم الائتلاف السوري المعارض الرئيس بشار الأسد بأنه يقف وراء هذا النوع من الهجمات.

ولم يرد اي رد فعل من الحكومة السورية على تلك الاتهامات، لكنها نفت في السابق اتهامات مماثلة، بأن تكون قوات تابعة للجيش مسؤولة عن هجمات بذخيرة تحمل غازا ساما.

واتهمت الحكومة في السابق قوات المعارضة السورية بأنها استخدمت غازا ساما، في هجمات ضد القوات الحكومية.

قالت واشنطن إنها تدرس تقارير حول استخدام الغازات السامة في سوريا ضد سكان مدينة سراقب.

وقال جون كيربي المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية: “إنه لا يمكن في اللحظة الراهنة التأكيد على صحفة تلك التقارير، لكن في حالة التأكد من أنها صحيحة، فإنها ستكون حادثة بالغة الخطورة.”

ولم تعلق الحكومة السورية وحليفتها روسيا على تلك التقارير التي تحدثت عنها واشنطن.

+ -
.