المُحليّات الاصطناعيّة تزيد الوزن و…السكّري!

غالباً ما يلجأ مصابون بمرض السكري وراغبون في تخفيف أوزانهم، إلى استعمال بدائل اصطناعية للسكر، كمُحلّيات في الأطعمة والمشروبات. وتشيع في الأسواق أنواع لا حصر لها من المياه الغازية والشوكولا والحلويات والمربيات والسكاكر والبسكويت التي تقدّم نفسها بوصفها «صالحة لمرضى السكري وتخفيض الوزن»، لأنها تحتوي بدائل اصطناعية للسكر، ما يعني أنها تستغني عن السكر نفسه.

وعلى رغم شدّة انتشار تلك السلع، وكذلك الميل إلى استبدال السكر بالمحليّات الاصطناعيّة، إلا أنه يبدو أن الوقت حان لتوقف لحظة والتفكير في جدوى تلك الأمور.

فبعد تجارب مثابرة، وجد علماء يدرسون تأثير البدائل الاصطناعية للسكر على الفئران والبشر، أن تناولها ربما يزيد مخاطر الإصابة بظاهرة «حساسية الغلوكوز (السكر)» Glucose Sensitivity، وهو أحد عوامل الإصابة بمرض السكري.

حساسيّة السكر

من الناحية العلمية، يطلق تعبير «حساسيّة الغلوكوز» على حال يفشل فيها الجسم في التعامل في شكل صحيح مع السكر الذي يصل إليه عن طريق الأنواع المختلفة من الأطعمة. النتيجة؟ تراكم السكر في الدم من دون إحراقه في الخلايا (وهو يفاقم مرض السكري أو يساهم في ظهوره)، أو تراكم السكّر على شكل دهون.

وقبل أيام قليلة، أثار علماء في «معهد وايزمان للعلوم» في إسرائيل، أسئلة حسّاسة بحضّهم فيها على إعادة النظر في مواد التحلية الاصطناعيّة (الـ»اسبرتام» Aspartame مثلاً) التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها خيار «صحي» بالمقارنة مع السكر، إذ لفت أولئك الباحثون إلى أن تلك المواد تغيّر توازن الميكروبات في المعدة، ما يحدث اضـطراباً أســـاسيّاً في طريقة حرق السكر وتخزينه في خلايا الجسم. ويترافق ذلك الاضطراب مع زيادة في القابلية للإصابة بأمراض كالسكري، أو مع زيادة تخزين الشحوم في الجسم وزيادة الوزن.

وأوضح البروفسور إيران إليناف الذي شارك في الإشراف على تلك الدراسة، أن علماء «معهد وايزمان» برهنوا أن مواد التحلية الاصطناعية ربما تسبب أو تسهم في ارتفاع مستويات السكر في الدم، فيما يتناولها الناس عادة بهدف خفض مستويات السكر لديهم.

وعقب خبراء أميركيون في التغذية على تلك الدراسة، فوصفوها بأنها مثيرة للاهتمام تماماً، لافتين إلى وجوب إجراء مزيد من التجارب المماثلة، خصوصاً على بشر مصابين بالسكري أو يعانون زيادة مفرطة في الوزن.

+ -
.