“النصرة” في القنيطرة استنفرت إسرائيل

“لا معلومات ديبلوماسية متوافرة لدى المسؤولين عن انهيار الوضع الأمني في الجنوب على الحدود مع إسرائيل حتى يوم أمس”، وفقاً لمسؤول بارز أبلغ ذلك الى “النهار” ليلاً. إلا أن اليقظة ورصد التحركات الاسرائيلية واجب بعد انسحاب مئات الضباط والجنود من الأمم المتحدة لمراقبة وقف النار أمس في هضبة الجولان بين سوريا وإسرائيل، الشطر السوري في اتجاه المنطقة التي تحتلها إسرائيل، حيث عبرت قافلة كبيرة منطقة فض الاشتباك التي تم ترسيمها على 1974 بين الدولتين. ووفق تقارير عسكرية أن تراجع هؤلاء العناصر ناجم عن اشتداد المعارك بين النظام والمعارضين المسلحين، ومعظمهم من “جبهة النصرة”.

 

وما جعل القوات الاسرائيلية تتحسب وترفع اجراءاتها العسكرية، هو أن مقاتلي المعارضة شارفوا السيطرة على محافظة القنيطرة بنسبة 80 في المئة من قرى القنيطرة وبلداتها بمساحة 510 كيلومترات مربعة بقيت سوريّة، بعد احتلال اسرائيل 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان في حرب 1967، وهو الجزء الذي لا تحتله إسرائيل في هضبة الجولان وفقاً للمراصد العسكرية.

واللافت أن الامم المتحدة لم تصدر بياناً تشرح فيه سبب انسحاب المئات في قافلة نحو الأراضي الاسرائيلية، إلا أن التوقّع هو التحسّب لعودة “داعش” الى أسر قوات تعتمر القبعات الزرق كما فعلت، وأنقذتها قطر.

وسألت مصادر سياسية وحزبية عن الرابط بين التطوّر الأول من نوعه في انسحاب المئات من الجنود الدوليين من هضبة الجولان من جهة، وإطلاق الدولة العبرية سيناريو جديداً وصفه خبير استراتيجي بأنه “ترغيبي لحزب الله”، إذ يتوقع فيه، في حال اندلع حرب مستقبلية مع الحزب، أن يدخل مقاتلوه الأراضي الإسرائيلية بقوة ويسيطروا على جزء منها، لأن الحزب تعلّم الكثير من تكتيكات القتال البري في سوريا حيث يقاتل الى جانب قوات النظام”، وفق ما ورد على لسان الضابط الذي يرى ايضا ان المعارك التي خاضها الحزب في مناطق سورية مكّنته من “رفع مستوى قدراته”. “واتهم الحزب بأنه “يخطط لارسال الكثير من المقاتلين الى الاراضي الاسرائيلية القريبة من الحدود والاستيلاء عليها”.

واستغربت أنه بعد الترويج لقدرات الحزب العسكرية في مواجهة اسرائيل أعلن الجيش الاسرائيلي انه مستعد لمواجهة اي تهديد من الحزب وأي تحد، وان بلاده تراقب التطورات في منطقة الحدود.

وأدرجت هذا السيناريو والتأهب لمقاتلة الحزب في اطار التذكير بأنه لن يخوض أي معركة ضد الحزب ما دامت الحدود هادئة منذ حرب تموز 2006، كما لم يسبق ان حصل منذ سنوات طويلة.

وشددت على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر على الحدود الجنوبية مع اسرائيل، كما الشرقية مع سوريا، اذا ما كان هناك من عدوان يمكن ان يحصل في هذه الاجواء في ضوء السيناريو التشويقي للحزب، فيما يتأهب الجيش اللبناني على الحدود الشرقية مع سوريا من أجل التصدي لاي هجمات من “داعش” او “النصرة” على مراكزه في بلدة عرسال وجرودها.

+ -
.