«انتفاضة السكاكين» تكبّد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة

قالت  صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن بورصة «تل أبيب تكبّدت خسائر يوم الثلثاء الماضي بفعل الهجمات الفلسطينية بالتزامن مع تراجع الأسهم الإسرائيلية في الخارج». وخسر مؤشر البورصة الرئيس «تل أبيب 25» 1.13 في المئة إلى 1.497.20 نقطة، بينما خسر مؤشر «تل أبيب 100» 0.97 في المئة إلى 1.311.32 نقطة، وبلغت الخسائر 1.4 بليون شيكل (362 مليون دولار).
وهبطت الأسهم الإسرائيلية الأربعاء الماضي بسبب خوف المتعاملين من أسوأ صدامات فلسطينية- إسرائيلية منذ الحرب على غزة عام 2014، ومن تأثير الأمر على نمو الاقتصاد الإسرائيلي الذي سجل أدنى مستوى له في ست سنوات.
وخسر المؤشر الرئيس للأسهم 2.8 في المئة في أربعة أيام و13 في المئة مقارنة مع أعلى مستوى له على الإطلاق المسجل في 5 آب (أغسطس) الماضي. وخسر الشيكل 0.4 في المئة أمام الدولار.
ويواجه الإقتصاد الإسرائيلي مخاطر كبيرة بعد ارتفاع وتيرة «انتفاضة السكاكين»، وتزايد هجمات الطعن التي ينفذها فلسطينيون ضد المستوطنين خلال الأسبوعين الماضيين.
وذكرت «هآرتس» الأسبوع الماضي في تقرير أن هناك إقبالاً قياسياً على شركات الحماية الأمنية من قبل الشركات والمؤسسات العامة والمتاجر والمدارس، فيما نقلت الصحيفة عن تجار قولهم إن الأحداث تسببت في تراجع حاد في المبيعات.
ونقلت الصحيفة عن رئيس «جمعية الأمن» بيني شيف، وهي جمعية تضم جميع الشركات الأمنية في الأراضي المحتلة، قوله إن «إسرائيل لم تشهد طلباً بهذا الحجم على الخدمات الأمنية طوال العقد الماضي»، مشيراً إلى أن «هناك أزمة دائمة في نقص حراس الأمن»، وأكد عودة الحراس إلى المصارف بعدما استغنت عنهم قبل عام ونصف العام.
وشهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة الثلثاء الماضي «يوم غضب» خرج خلاله الألوف في الضفة الغربية وقطاع غزة كما في مناطق الـ48، لإسناد القدس ومنع الاحتلال من مهاجمة المقدسيين الذين باتوا في مركز الحدث بعد الهجمات اليومية التي ينفذونها، والتي اتسعت لتشمل استخدام الرصاص للمرة الأولى منذ بدء الهبة الشعبية، إضافة الى الطعن بالسكاكين والدهس.
وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكنيست أن إسرائيل ستستخدم «كل الوسائل» الممكنة لمواجهة العنف، وستتخذ «تدابير قوية» لمواجهة التصعيد، محملاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية. وتسابق المسؤولون الإسرائيليون في إطلاق مواقف أكثر تطرفاً إزاء الفلسطينيين، واتفقوا على المطالبة بفرض حصار تام على الضفة يشمل قرى القدس الشرقية وأحياءها. وطالب رئيس «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان بعودة الحكم العسكري الإسرائيلي إلى الضفة والقدس.
وسادت في الشارع الإسرائيلي أجواء من الهستيريا والخوف عبر عنها حادث في بلدة «كريات آتا» في منطقة حيفا ،عندما طعن يهودي متدين يهودياً آخر ظناً منه أنه فلسطيني.
وأوقفت محطات التلفزة والإذاعة برامجها العادية، وفتحت بثاً مباشراً من المواقع المختلفة للهجمات التي عزتها إلى انتشار مقطع مؤثر وصادم لاستشهاد الطفل أحمد مناصرة (13 سنة) في القدس المحتلة، يظهر فيه مصاباً بالرصاص يستصرخ العلاج، ولا يحصل إلا على السباب من المستوطنين.

+ -
.