انتهاء محادثات موسكو بين دمشق ومعارضين دون نتائج

اختتم معارضون سوريون وممثلون عن نظام الرئيس بشار الأسد محادثات في موسكو استمرت يومين وتركزت على العموميات “وكسر الجليد” بين الطرفين دون التوصل إلى نتائج ملموسة سوى الإعلان عن لقاء جديد لم يحدد موعده.

قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي ترأس وفد النظام السوري في محادثات موسكو مع معارضين، في مؤتمر صحفي الخميس (29 كانون الثاني/ يناير 2015)، عقب اختتام المحادثات التي جرت في موسكو: “اتفقنا مع الأصدقاء الروس على عقد لقاء تشاوري قادم سيتم تحديد موعده عبر القنوات الدبلوماسية”. وأضاف أن تقييم الحكومة السورية للمحادثات “جيد”، معتبراً أنه “من البديهي ألا تكون هناك نتائج تامة لأنه لقاء تمهيدي تشاوري” و”لأننا لم نسمع مرة واحد موقفاً موحداً لوفود المعارضات، فما يوافق عليه البعض يرفضه الآخر”.

وأعلن الجعفري أن الوفد الحكومي وافق على مجموعة نقاط وردت في ما أطلق عليه اسم “مبادئ موسكو”، لافتاً إلى أن بعض المعارضين الحاضرين وافقوا على هذه النقاط، بينما رفضها معارضون آخرون “في آخر لحظة”.

وبحسب وكالة الأنباء السورية الحكومية “سانا”، فإن هذه النفاط الثماني تشمل “مكافحة الارهاب بكل أشكاله وتجلياته والسعي إلى تضافر الجهود الرامية إلى محاربة الإرهابيين والمتطرفين على الأراضي السورية” و”الحفاظ على الجيش والقوات المسلحة كرمز للوحدة الوطنية وعلى مؤسسات الدولة وتطويرها”. كما تشمل “تقرير مستقبل سوريا على أساس التعبير الحر والديمقراطي عن إرادة الشعب السوري” و”عدم قبول أي وجود مسلح أجنبي على أراضي” سوريا دون “موافقة حكومتها”.

ويغيب الائتلاف الوطني السوري عن المحادثات التي تتم بمشاركة 32 ممثلاً عن مختلف المجموعات المعارضة التي يتسامح معها النظام وستة أفراد في الوفد الرسمي بقيادة الجعفري.

وذكرت إحدى المشاركات في الوفود المعارضة لوكالة فرانس برس أن اللقاءات كانت “من أجل كسر الجليد بين الحكومة والمعارضة”، بينما أوضح معارض: “حاولنا التركيز على الملف الإنساني وإيصال المواد الغذائية والأدوية”. وتابع أن “ممثلي النظام يقولون إن المحادثات يجب أن تستمر في دمشق، بينما يريد بعض المعارضين تنظيم مؤتمر جنيف-3. لكن في الوقت الحالي لم يتم الاتفاق أو توقيع أي شيء واقتصرت الأمور على العموميات”.

ورغم أن المحادثات لم تحقق اختراقاً وانفراجاً في المواقف، إلا أن الطرفين اتفقا على عقد جولة جديدة من المحادثات دون تحديد موعدها، وأكد ذلك الوسيط الروسي فيتالي نومكين، الذي يدير المحادثات، بقوله إن ممثلي الحكومة والمعارضة السورية وافقوا على عقد جولة ثانية من المحادثات في موسكو. وأضاف: “كنت سأبدو ساذجاً لو توقعت أن تحل الأطراف كل المشاكل أثناء مشاوراتهم الأولى”.

وهذه أول محادثات بين أعضاء من المعارضة، خاصة ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والأكراد، بين ومسؤولين من النظام منذ فشل محادثات “جنيف-2” في شباط/ فبراير 2014.

وتواجه المعارضة صعوبات في اتخاذ موقف موحد، ولو أن غالبية المشاركين سبق وأن اتفقوا على قائمة من عشر نقاط في اجتماع بالقاهرة في وقت سابق من شهر كانون الثاني/ يناير الحالي. ومن بين الأولويات التي جرى الاتفاق عليها حينها وقف القصف وإطلاق سراح موقوفين سياسيين “خصوصاً النساء والاطفال” وإقامة “آليات لإيصال المساعدات الإنسانية” وتشكيل لجنة لحماية حقوق الإنسان ورفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.

+ -
.