بانياس في التاريخ

رسم تقديري لمعبد الإله بان في بانياس
رسم تقديري لمعبد الإله بان في بانياس

عرفت بانياس الجولان منذ غابر الأزمان، ولكنها اشتهرت في التاريخ خلال العهد اليوناني، الذي صبغ عليها اسمها. فتعود تسمية بانياس إلى اسم الإله «بان» – حارس الحقول والغابات والمواشي والصيادين، الذي أطلقوه على المعبد الذي بنوه في المغارة التي ينبع منها أهم روافد نهر الأردن. وفي العصر الحديث سميت ببانياس الجولان (أو بانياس الحوله) لتمييزها عن بانياس الساحل- على الساحل السوري في محافظة طرطوس.

المغارة التي ينبع منها أهم روافد نهر الأردن ومعبد بان
المغارة التي ينبع منها أهم روافد نهر الأردن ومعبد بان

ازدهرت بانياس وأصبحت مدينة مهمة في عهد الملك فيليبوس الذي جعلها عاصمة له، بعد أن كان والده الملك هيرودوس الكبير قد بنى أمام مغارة بانياس معبداً للإله بان. أطلق على بانياس أسماء عديدة، مثل “كيساريا فيليبي” و غيرها، إلا أن الاسم بانياس هو الذي بقي مسيطراً حتى أيامنا هذه.

ورد اسم بانياس في الكتب المقدسة، حيث زارها السيد المسيح (ع س) في آخر أيامه، وفيها اعترف القديس بطرس به، وهي موطن المرأة التي شفاها المسيح من نزيف الدم في كفر ناحوم. لذا تعتبر مكاناً مهماً للمسيحيين، حيث بنيت فيها كنيسة لا تزال قائمة حتى أيامنا، ويؤمها الآلاف من السياح المسيحيين سنوياً.

الكنيسة على تل في بانياس
الكنيسة على تل في بانياس

كانت بانياس نقطة مهمة على طريق دمشق، لذا كانت دائماً سبباً للصراعات والحروب، خاصة بين الصليبيين والعرب، فتناوبوا السيطرة عليها حتى قدوم الملك نور الدين زنكي، الذي دخلها بعد عدة محاولات وضمها لمملكة دمشق في العام 1165، طارداً الصليبيين للمرة الأخيرة من المنطقة، فزالت أهمية بانياس الاستراتيجية وأفل نجمها، فتحولت إلى قرية صغيرة.

المحمية الأثرية بانياس - السوق
المحمية الأثرية بانياس – السوق

في بانياس اليوم محمية أثرية تبرز فيها آثار المدينة القديمة لتدل على عظمتها. في المحمية آثار سوق قديمة، وقطع من الأعمدة والحجارة المنحوتة، وبقايا مبان ودور سكنية، ومعابد وطواحين ومعاصر زيتون قديمة.

+ -
.