«برق» بولت يصعق بكين والعالم … ويبهرهما

في «بكين 2008» انطلق نجم العداء الجامايكي «الظاهرة» أوساين بولت، وفي «بكين 2015» كرّس سطوته وفرض «سيادته المطلقة» خلال بطولة العالم لألعاب القوى التي تختتم دورتها الـ15 اليوم في العاصمة الصينية.

حوّل «البرق» بولت، الشكوك حول جهوزه البدني هذا الموسم بعد سلسلة إصابات أبعدته من استحقاقات عدة (تجاوز إصابة في الفخذ وأوتار المأبض عانى منها طويلاً، وتعافى بعد جلسات علاج مكثفة تحت إشراف الطبيب الألماني مولر فولفهارت) إلى حقيقة مجرّدة حيث جدد إنجازاته الخارقة مكمّلاً ثلاثيته الذهبية (الفوز في سباقات الـ100 والـ200م والبدل 4 مرات 100م) للمرة الثالثة بعد بطولتي «برلين 2009» و «موسكو 2013». وبات في رصيده 17 لقباً أولمبياً وعالمياً. وإذا كان اسم بولت وحضوره يحدثان «صعقات كهربائية» و «عصفاً إيجابياً» تنعش ألعاب القوى وسوقها وتعزز شعبيتها في وجه «هزات المنشطات» نظراً لشخصيته المحببة واستعراضاته وقفشاته عند خط الانطلاق واحتفالاته المميزة، فإنه المحفّز والمحبط في آن واحد لمنافسيه، وفي مقدمهم الأميركي جاستين غاتلين «الخطر الداهم» الذي صال وجال مغرّداً بمفرده في لقاءات الصيف قبل أن يضعه بولت عند حده ويعيد إلى حجمه الطبيعي.

ويؤكد المدرّب غلين مايلز أن بولت انطلق من الدورة الأولمبية في بكين ليكون مرجعاً، وعلى رغم التضحيات والجهد المبذول لتجاوز التقدّم في العمر (29 سنة) وتبعات الإصابات، فقد بلغ مجدداً حدوداً بعيدة، والأبعد المنتظر تحقيقه ثلاثية تاريخية أولمبية في «ريو دي جانيرو 2016» للمرة الثالثة توالياً، وطبعاً سيكون على الموعد، مبدياً ثقته الكاملة بنجمه «ولم أتخيّل يوماً أن اللقب سيفلت منه».

وأكّد بولت أنه خاض سباق الـ100م لإمتاع الجمهور ونزولاً عند رغبه مدرّبه مايلز، إذ من خلاله حدد معايير حضوره في الـ200م، سباقه المفضّل، وأظهر ارتياحه الكامل لما حققه وكسبه التحدي، خصوصاً أمام «العجوز غاتلين»، كما أطلق عليه، والذي يبدو في سن الـ33 وكأنه في الـ27، إذ يتمتّع بكتلة عضلية فائقة وطاقة استثنائية ربما نتيجة الخلايا النشطة جراء ما تناوله من «محفّزات» (أمفيتامين لمعالجة الحركة المفرطة في صغره كما يدّعي، ثم ستيرويد عام 2006).

عربياً، يبدو القطري معتز برشم مرشحاً لاختتام مميز للبطولة اليوم بحصده الذهب في الوثب العالي. وتأهل للنهائي بتسجيله 2.31م، وأبرز منافسيه الأوكراني بوهدان بوندارينكو.

كما يأمل الجزائري توفيق مخلوفي والمغربي عبد العاطي إيكيدير باعتلاء منصة التتويج في سباق الـ1500م، حيث يعتبر الكيني أسبيل كيبروب المرشح الأوفر حظاً لإحراز الذهبية.

+ -
.