تجربة امبراطورية للسياح في فيينا

بات في إمكان السياح في فيينا أن يمضوا لياليهم في قصر شونبرون، لينضموا بذلك إلى قائمة نزلائه التي تضم ماري انطوانيت وموتسارت ونابوليون وآخرين، وحيث يمكن أن يعيشوا في أروقة وغرف شهدت أحداثاً تاريخية وفنية كبيرة.

فاعتباراً من 30 من الشهر الجاري، سيصبح هذا القصر مقصداً سياحياً في العاصمة النمسوية، حيث يمكن للزوار أن يقيموا في جناح مطل على حدائق القصر، وأن يعيشوا في أروقته. وتقول بيرجيت ريتبوير من مجموعة «فيركيرهرسبورو» الفندقية صاحبة الفكرة «إنه مشروع فريد من نوعه في أوروبا».

ويقع الجناح المخصص للزوار فوق غرفة نوم الإمبراطور فرنسوا جوزيف والمكتب حيث كانت زوجته إليزابيث «سيسي» التي اغتيلت في عام 1898، تكتب أشعارها ومذكراتها.

وبلغت تكاليف تجهيز الجناح 400 ألف يورو، وهو عبارة عن غرفتين وحمامين، وغرفة طعام، ومطبخ صغير.

وأدرج قصر شونبرون بحدائقه الغناء، وبحديقة الحيوان فيه وهي الأقدم في أوروبا، على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ويجذب ثمانية ملايين سائح سنوياً.

وتسمى إحدى قاعاته قاعة نابوليون، إذ استضافت الإمبراطور الفرنسي الذي تخلى عن زوجته الأولى جوزفين ليتزوج بأميرة من عائلة هابزبورغ حين احتل فيينا بين العامين 1805 و1809.

وتشهد قاعات أخرى على حفلات موسيقية أحياها موتسارت فيما كان لا يزال طفلاً، في عام 1760 بحضور الإمبراطورة ماري تيريز. وتؤرخ إحدى القاعات لحدث توقيع الإمبراطور تشارلز الأول في عام 1918 تنازله عن العرش واضعاً حداً لحكم عائلته الذي استمر 640 عاماً.

وشهدت أروقة القصر وغرفه كذلك أحداثاً تاريخية أحدث زمناً، منها اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي جون كينيدي والزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف. وجرى هذا الاجتماع في قاعة الباليه في القصر.

ويبدو أن الجناح الذي سيخصص للزوار، كانت تستخدمه حفيدة فرانسوا جوزيف، الأميرة إليزابيث ماري الملقبة بالأميرة الحمراء، إذ إنها انتسبت إلى حزب يساري اشتراكي.

ولتلبية رغبات الزوار، جهّز هذا الجناح بأجهزة حديثة، منها ثلاثة تلفزيونات ذات شاشات مسطحة. ويقول فرانز ساتليكير المسؤول عن المكان: «كان مهماً بالنسبة إلينا أن نحافظ على الجو الامبراطوري في قصر شونبرون، من دون أن ننسى عناصر الحداثة».

لكن هذه التجربة التي تتيح الاستيقاظ في قصر قوامه 1441 غرفة، وسط معاملة امبراطورية للنزلاء، ليست في متناول كل الناس. فتعرفة الليلة الواحدة هنا تبدأ بـ 699 يورو عن كل شخص، من دون أن يتضمن هذا السعر فطور الصباح.

وتبلغ تعرفة «ليلة شهر العسل» للمتزوجين حديثاً 2700 يورو، أما أعلى عرض كلفة فهو مقابل 4900 دولار عن الليلة الواحدة للشخص الواحد، ويتضمن الإقامة والفطور، وغداء يعده طباخ خاص، وجولة في القصر.

ويأمل القيمون على المشروع أن يجذبوا السياح الأجانب الأثرياء، ولا سيما من الروس والصينيين والأميركيين الذي يحبون أن يعيشوا تجربة فريدة من نوعها.

لكن الحجوزات الأولى حتى الآن سجلها مواطنون نمسويون من فيينا، بحسب بريجيت ريتبوير.

+ -
.