تهنئة للشهيد وتعزية لانفسنا \ سعيد أبو صالح

كتب: سعيد مهنا أبو صالح

البطولة ليست مقرونة بالقوة القتالية والامور الجسدية، إنها في أبهى صورها بسيطة محبة وحنونة.
أن تكون إنسانا صالحا هي أن تملك نفساً متواضعة وأفكاراً نيرة ونوايا حسنة، والبطولة هي أن تتمسك بهذه القيم بلطف وبساطة، دون اللجوء إلى العنف والقوة، وأن تؤدي واجبك الانساني بنوايا وأفكار إيجابية، لا تعمل حساباً للجزاء أو العقاب. هذا ما كان يؤديه الدكتور الشهيد عماد أبو صالح عندما كان يساعد مرضاه ويعالجهم، مجاناً في بعض الأحيان، وعندما اندفع ليحمي ويساعد المحتاجين في محنتهم، دون أن يهاب المخاطر، وكل من عاشره يتكلم عن نفسيته المتواضعة وأخلاقه الرفيعة، وعن دماثة أخلاقه وحسن معاملته، فهنيئا لك الشهادة يا عماد، والالتحاق باخوتك من الذين طالتهم اليد الجبانة، التي أكثر ما تخشاه هم أمثالك، وأكثر من تربيهم وتنميهم هم هؤلاء المتطرفين الحاقدين، لأنكم بحق أبطال هذا الزمان.

عماد وأصحابه من الشهداء، هم شهداء الحرية والكرامة، لم يتوانوا عن أداء واجبهم في أحلك الظروف وأخطر اللحظات، ولكن بصمت وتواضع. لم نسمع لهم ضجيجا ولا نالو الشهرة، لكن العين الحقودة كانت تراقبهم، ولم تتوانى عن استهدافهم بأبشع الطرق البربرية، لأن هؤلاء المجرمين على يقين بأن الخطر الحقيقي عليهم ياتي من هؤلاء الشرفاء الشجعان البسطاء، قبل أي سلاح أو قتال آخر.

أحر التعازي لأهل الشهيد وعائلته، ولجميع أبناء هذا الوطن، الذين خرجوا للمطالبة بالحرية والعدالة لنا جميعا، ونتمنى للجميع الصبر والسلوان حتى تزول هذه المحنة عن وطننا.

+ -
.