زهير رمضان »: أواصل تجسيد شخصية العميل في «باب الحارة» المقبل

الفنان السوري رفض التحدث باللهجة المصرية في الأعمال الدرامية

يتابع الممثل السوري زهير رمضان تصوير دوره في الجزء السادس من مسلسل «باب الحارة» حيث يستمر بأداء شخصية «أبو جودت» رئيس مخفر الحارة, كما يشارك في كثير من الأعمال الدرامية للموسم المقبل 2014 عن هذه الأعمال، وتحدث أبو جودت عن الجديد في شخصيته في حوار معه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «أصوِّر حاليا دوري بالجزء السادس من باب الحارة، وهو استمرار لشخصية رئيس المخفر (أبو جودت)، وأبو جودت لن يتحوّل إلى شخصية وطنية في الجزأين السادس والسابع أو يحمل لواء التغيير الثوري وغير ذلك، بل يبقى أبو جودت شخصية عميلة وهو سلطة غاشمة مرتبطة بالانتداب الفرنسي، ويبقى رجلا انتهازيا يبحث عن مصلحته ومنفعته الشخصية على حساب وطنه وأبناء جلدته. ودعني أقل لك بتحفظ؛ لست راضيا عما ورد في المادة المكتوبة كنص، وبكل الأحوال يبدو أن كاتبي هذين الجزأين لم يرتقيا إلى مستوى الشخوص عموما، أو يبدو أن هناك شيئا كتبوه وشيئا أغفلوه بقصد أو بغير قصد.. لا أعرف! بكل الأحوال أنا أتكلم هنا بكل صراحة، وقد تحدثت مع المشرف صديقي المخرج بسام الملا عن الأخطاء والمثالب الموجودة في شخصية أبو جودت، خاصة أن هناك قضايا مسلكية تمس الشخصية موجودة في النص، وهي تشكل خللا، ويبدو أن الكاتبين لم ينتبها لها، فكان رأي بسام قائلا لي: أنت أدرى بتفاصيل الشخصية، وأنت أعرف وأعلم بها من الكاتبين (مع احترامي لهما)، وكل ما تريده سوف يُنفَّذ».

وأكد رمضان قائلا: «أنا مصرّ على الاستمرار بتقديم هذه الشخصية لأن ما بيني وبين بسام الملا أكثر بكثير من مسلسل (باب الحارة) وغيرها، فنحن متفقان فكريا وأخلاقيا وفنيا ومنطقيا، وحتى على الصعيد الحياتي، هناك كثير من الملامح المشتركة بيني وبينه, أيضا بالمقابل وحتى لا نبخس الناس حقها، فإن الأستاذ عزام فوق العادة مخرج الجزأين الجديدين خبّرني من خلال إدارة الإنتاج أن الملاحظات التي تحدثت بها مع الأستاذ بسام سنأخذها بعين الاعتبار، وبكل الأحوال لن تكون موجودة بالنص، ونحن نسير معك تماما وكما تريد».

وحول استمرارية نجاح «باب الحارة» فلزهير رمضان رأي واضح في هذا المجال، وهو أن مسلسل «باب الحارة» ترك بصمة مميزة في العالم العربي، وحتى في المغتربات، وحقق حضورا متميزا على جميع الأصعدة، حتى إن الأمم المتحدة صنفته بين عشرة أعمال درامية مشاهدة على هذا الكوكب وهذا يعطيه خصوصية، كما أوضح قائلا: «لا أبالغ إن قلت لك إن بعض الفنانين لم يكونوا معروفين فحققوا وجودا على الساحة الفنية من خلاله، وبعضهم حققوا نجومية كبيرة، والبعض الآخر كرّس وجوده كنجم وفنان مهم على الساحة الفنية السورية والعربية».

ويتابع رمضان: «أما الأعمال الأخرى التي صورتها وأصورها للموسم الدرامي الحالي، فهي الجزء الثاني من مسلسل (سوبر فاميلي)، وهو دراما اجتماعية بسيطة, ومسلسل (الينابيع الزرقاء)، وهو عبارة عن فانتازيا تاريخية اجتماعية, ومسلسل (فوق الموج)، الذي يتحدث عن الظروف التي تعيشها سوريا حاليا». وحول تكرار المواضيع والأفكار في دراما البيئة الشامية يقول رمضان: «من المعروف أن المخرج علاء كوكش هو من أطلق هذا النوع من الدراما.. وبرأيي أن كل مسلسلات البيئة الشامية منذ عشر سنوات وحتى الآن خرجت من عباءة المخرج بسام الملا، وذلك بعد مسلسله (أيام شامية) حيث بدأ بسام يكرّس نفسه كمخرج مهم على الساحة الفنية، وبنفس الوقت بدأ البعض بشكل أو بآخر يقلد أو يحاكي الدراما التي يتصدى لها بسام الملا (بعضهم نجح وبعضهم أخفق)، حتى صرنا نشاهد في السنوات الأخيرة وفي كل موسم درامي ستة مسلسلات تتحدث بحكاية وفكرة واحدة، وأحيانا بالملابس نفسها، لدرجة أن المشاهد صار يضيع بين هذا المسلسل وذاك، خاصة أن أغلب الوجوه المشاركة هي نفسها في كل هذه الأعمال، ولذلك لا تختلف شخصية عن أخرى! تختلف أحيانا العناوين فقط أو شوارب الشخصية في مسلسل أقصر من شواربها في المسلسل الآخر، أو يضع الممثل شامة على خدّه في مسلسل ولا يضعها في المسلسل الآخر! بكل الأحوال ما أريد قوله هنا إن أي شيء ناجح ومميز يحاول الآخرون تقليده بشكل أو بآخر. وبرأيي أن ذلك ليس عيبا؛ فمن الممكن أن يتحول الفن إلى تجارة وصناعة فنية».

وحول المسلسل الكوميدي «ضيعة ضايعة» الذي كان أحد نجومه، ونجح العمل بجزأيه، على الرغم من اعتماده على لهجة محلية محكية يرى زهير رمضان أنه إذا كان الشارع العربي عموما والسوري خصوصا تربت أجيال منه على مسلسلات دريد لحام ونهاد قلعي، بدءا من «حمام الهنا»، و«صح النوم»، وانتهاء بـ«ملح وسكر» وغيرها، حيث كانت هذه المسلسلات هي المرحلة التاريخية المفصلية في حياة الكوميديا السورية، إلى أن جاء «ضيعة ضايعة»، الذي قام بمحو كل ما قبله، وأصبحت مكان مسلسلات دريد لحام (بغض النظر عن إمكاناته كفنان مبدع)، ولكن في النتيجة أقول إن المرحلة الأولى من تاريخ الكوميديا السورية تنتهي مع «ضيعة ضايعة»، وتنتهي المرحلة الثانية بـ«ضيعة ضايعة»؛ فهذا المسلسل حقق حضورا عربيا وسوريا مهما ومميزا لسبب بسيط، وهو أنه عالج قضايا إنسانية بمنتهى الشفافية والبساطة.

وبسؤال رمضان عما إذا عُرض عليه العمل مع الدراما المصرية؟ أجاب: «نعم، عرض عليّ المشاركة في مجموعة من الأعمال الدرامية المصرية، ولكني اعتذرت، فلي قناعات خاصة بهذه المسألة؛ فأنا لا أحب التحدث باللهجة المصرية لسبب بسيط، وهو أنني أحب التحدث بلهجتي السورية أو باللغة العربية الفصحى».

وحول الشللية في الدراما السورية يقول زهير: «لم أكن في يوم من الأيام والحمد لله منذ احترافي التمثيل محسوبا على شلّة، وما كنت أتبع لشلّة أو لشركة إنتاج».

+ -
.