زيادة الوزن… عادات سيئة تقرر مصيرك؟

تفيد التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بأن شخصاً من بين كل ثلاثة أشخاص تقريباً يعاني من زيادة في الوزن. وفي العام 2014 وصل عدد البالغين الزائدي الوزن في أرجاء المعمورة الى ما يقارب البليوني شخص.

ولزيادة الوزن عواقب وخيمة على الصحة لأنها تزيد احتمال الاصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية والداء السكري وأمراض المفاصل والسرطانات وغيرها.

وهناك أسباب كثيرة متداخلة مسؤولة عن زيادة الوزن، إلا أن سببين يحتلان رأس القائمة هما: كثرة الأكل، وقلة النشاط البدني. لكن زيادة الوزن قد تحدث نتيجة أسباب لا نعيرها الكثير من الاهتمام.

الضغوط العصبية هي من الأسباب غير العادية لزيادة الوزن، فهي تجعل البعض يبحث عن سبيل للتخفيف من وقعها عليه، ولهذا نرى كثيرين منهم ينفّسون عن ضغوطاتهم بالتهام الطعام بكميات كبيرة طمعاً في الهرب من الواقع الذي يعيشون تحت رحمته، ما يؤدي الى الإصابة بالبدانة، فتتحول المشكلة من حالة عصبية موقتة الى مشكلة صحية سيئة.

وتلقي متطلبات الحياة القاسية عبئاً كبيراً على البعض فيطرح الجسم كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول الذي يزيد من الشهية ويدفع بصاحبه الى تناول أغذية محببة اليه وغنية بالسعرات الحرارية الأمر الذي يوفر بيئة مناسبة لزيادة الوزن.

وأفادت بحوث حديثة بأن الأشخاص الذين يعيشون وحيدين هم أكثر عرضة لزيادة الوزن، وعزا الباحثون ذلك الى سوء الخيارات الغذائية الصحيحة وتناول الوجبات الجاهزة أو تناول الطعام خارج المنزل.

وليس المتزوجون الذين تكثر عندهم الخلافات الزوجية أفضل حالاً من نظرائهم الذين يعيشون حياة الوحدة، فالأزواج الذين تشوب علاقاتهم المشكلات واللغة العدائية يميلون الى اختيار الأطعمة غير الصحية التي تعج بالملح والطاقة مقارنة بالأزواج المتفاهمين.

ولا يخفى دور السهر في زيادة الوزن، فالساهر يجوع فيضطر الى تناول وجبات خفيفة ومنقرشات ومشروبات تزيد عدد السعرات الحرارية التي تدخل الى الجسم وبالتالي الى المزيد من الوزن.

وتثير مشاهدة المنتجات الغذائية المصفوفة على الرفوف في السوبرماركت رغبة عارمة في الأكل من خلال ألوانها الجذابة أو طعمها اللذيذ.

وتعتبر عادة ترك الأطعمة، خصوصاً اللذيذة منها، موزعة هنا وهناك في أركان المطبخ عادة سيئة للغاية، لأنها تحرّض على الأكل أكثر من المعتاد حتى من دون الشعور بالجوع ما يساهم في زيادة الوزن.

وكشفت دراسة طبية حديثة قامت بها البروفسورة آشيما من جامعة نيويورك سيتي، ونشرت العام 2014، أن تناول الطعام في المكاتب يمثل كارثة صحية حقيقية لأنه يعد من أقصر الطرق نحو السمنة والى نقص الفيتامينات وارتفاع نسبة الشحوم السيئة في الدم. وتوصلت الدراسة الى أن الذين يحضّرون طعامهم في المنزل ويجلسون في شكل جماعي يتمتعون بصحة أفضل مقارنة بأولئك الذين يأكلون الوجبات في المكاتب.

وتعتبر المطاعم متهمة الى حد كبير في تفشي زيادة الوزن، فلا أحد يذهب اليها لاتباع الحمية الغذائية بل الى دك البطن بمختلف أنواع الطعام. وعندما يصبح ارتياد المطاعم، التي يفوق عددها عدد المستشفيات والمدارس والجامعات والصيدليات ومحطات الوقود ومخافر الشرطة، نوعاً من الهوس ليتماشى مع عصر السرعة، فإن هذا غالباً ما يترجم في الجسم على شكل مخزونات شحمية لا لزوم لها نتيجة كثرة استهلاك المأكولات والمشروبات غير الصحية.

وتفيد دراسات أجرتها بعض المؤسسات أن طريقة الدفع بالبطاقة الالكترونية تشجع على طلب المزيد من الطعام مقارنة مع طريقة الدفع نقداً.

ويساعد الخروج مع أصدقاء يأكلون بشراهة في التشجيع على أكل أطباق اضافية لا لزوم لها وبالتالي الى زيادة في الوزن.

وقد تكون زيادة الوزن ناجمة بكل بساطة عن قلة استهلاك ما يكفي من الألياف الغذائية، فتناول وجبات فقيرة بهذه الألياف يحض على تأخير الشبع وبالتالي على استهلاك كميات أكبر من الطعام.

ومن يدري، فقد تكون لقلة الأحماض الأمينية الأساسية دورها في التحريض على زيادة الوزن، فهذه ضرورية لصنع الهرمونات وضمان حسن سير العمليات الاستقلابية في الجسم. إن نقص الأحماض الأمينية الأساسية يمكن أن يدفع الى تناول أغذية غير صحية والى نشوء مشاكل استقلابية تقود لاحقاً الى زيادة في الوزن لا يمكن تبريرها.

ووجدت دراسة أجريت بإشراف الجمعية الفيزيولوجية الأميركية وجود صلة بين التهابات الأذن الوسطى في مرحلة الطفولة وزيادة الوزن في مراحل لاحقة من العمر، وعلل العلماء هذه الصلة بأن الالتهابات في الأذن تسبب تلفاً في أعصاب الدماغ المسؤولة عن الشبع، ما يقود الى الإفراط في التهام الطعام.

وكي يتم وضع حد لزيادة الوزن نتيجة العوامل التي أتينا على ذكرها فإنه ينصح بالخطوات الآتية:

– لا تأكل حتى تجوع، واترك فترة لا تقل عن أربع ساعات ما بين الوجبة والأخرى، وإذا داهمك الجوع بين الوجبات فعليك بترويض الشهية ببعض الخضر والفواكه.

– قاوم اغراءات الطعام سواء في السوبرماركت أو في المنزل أو في المناسبات والحفلات.

– لا تزر كثيراً المطبخ لأنه يدفعك الى أكل المزيد من الطعام.

– احرص على ترك العمل وقت الغداء لأنه أفضل للصحة ويجعلك تأكل في شكل أقل.

– احسب حساب الأكل في المطعم وفي الدعوات الاجتماعية، واحذر أشد الحذر من إطلاق العنان لشهيتك، بل حاول أن تلجمها باختيار الأطباق الخفيفة كي لا تشعر بأنك تحرم نفسك من الطعام.

– لا تحاول التنفيس عن همومك ومشاكلك العصبية والنفسية بفش الخلق في ازدراد المزيد من الأكل، وحاول أن تجد تنفيساً لتك الهموم والمشكلات من طريق وسائل أخرى تعود بالنفع عليك وعلى صحتك من دون أن تزيد وزنك، مثل ممارسة الرياضة، وسماع الموسيقى، والقراءة وغيرها.

– اذا كانت العلاقات الاجتماعية المزعجة هي التي تخلق لك خللاً في انفعالاتك وبالتالي الى ايجاد العزاء في الغذاء فقل وداعاً لتلك العلاقات.

– تناول وجبات صغيرة متعددة على مدار اليوم بدلاً من ثلاث وجبات رئيسة كبيرة لكبح جماح الشهية وتفادي اغراءات التهام الحلويات والسكريات والبسكويت.

+ -
.