سكر الغلوكوز أم الفركتوز للجوع؟

يستهلك الانسان أنواعاً من السكريات أشهرها اثنان: سكر الغلوكوز (أو سكر الدم) وسكر الفركتوز (سكر الفواكه)، وهما ينتميان الى مجموعة السكريات البسيطة السريعة الامتصاص، لكن الغلوكوز يختلف عن الفركتوز في كونه يحتاج الى هرمون الأنسولين لحرقه وانتاج الطاقة منه، في حين ان الثاني يتم استقلابه في الكبد من دون الحاجة الى هرمون الأنسولين.

ويتم الحصول على سكر الغلوكوز من هضم السكريات المعقدة والنشويات، مثل الرز والحبوب والبطاطا والمخبوزات والحلوى. ويتم امتصاص سكر الغلوكوز في الأمعاء الدقيقة ليذهب الى الدم مباشرة، اذ يتم تحويل جزء منه الى مادة معقدة اسمها الغليكوجين، تخزن في الكبد والعضلات، أما الباقي فيستعمل من قبل خلايا الجسم لتزويدها بالطاقة اللازمة.

إن زيادة نسبة الغلوكوز في الدم في شكل مستمر تفضي في النهاية الى الإصابة بالداء السكري، في المقابل فإن نقصانه دون النسبة الطبيعية يؤدي الى الغيبوبة السكرية التي تسبب عوارض كثيرة، أهمها تصبب العرق، وخفقان القلب، والرعشة، وفقدان التوازن والوعي، وتشوش الرؤية، وصعوبة القيام بالأنشطة العادية، وتعتبر الخلايا العصبية الدماغية من أكثر الخلايا تأثراً بنقص سكر الغلوكوز في الدم.

أما سكر الفركتوز فيوجد في كل الفواكه تقريباً وفي بعض الخضروات، وهناك تضارب في آراء الباحثين في شأنه، فمنهم من يؤكد انه مفيد، ومنهم من يقول أنه ضار. وفي الواقع يملك الفركتوز طبيعة مزدوجة لتلازم فوائده مع أضراره، فهو أقل انتاجاً للسعرات الحرارية من سكر الغلوكوز، ويمكـــن استهلاكه من قبل المصابين بالداء السكري لأن تأثيره بسيط على مستوى السكر في الدم، لكن هذا لا يعني أن الفركتوز صحي أكثر من الغلوكوز، لأن الجسم لا يملك آلية لكبح تناوله كما الحال مع سكر الغلوكوز ما يجعل صاحبه يستهلك كميات كبيرة منه. عدا هذا، هناك بحوث تفيد بأن الإفراط في استهلاك الفركتوز يمهد الطريق أمام الإصابة بعدد من الأمراض، منها المتلازمة الاستقلابية ومقاومة الأنسولين وتشحم الكبد.

لا ضير من استهلاك الفواكه التي تحتوي على سكر الفركتوز لأنه يوجد بكمية قليلة فيها لا تسبب خطراً للجسم، في المقابل فإن تناول كميات كبيرة من سكر الفواكه المتواجد في بعض المنتجات والمشروبات السكرية والغازية يعتبر ضرباً من الجنون لما يحمله من أضرار للصحة تظهر لاحقاً.

ويؤثر نوع السكر الذي نتناوله على سرعة شعورنا بالجوع وفقاً لبحث جديد قام به خبراء التغذية في جامعة شرق كاليفورنيا، ركز على أثر سكر الفواكه والغلوكوز على الجوع والتنبيهات الدماغية المتعلقة بذلك، إذ طلب الباحثون من المتطوعين الأصحاء شرب المشروبات المحلاة بالغلوكوز والفركتوز، وتم أخذ عينات دم منهم قبل ذلك وبعده، ومن بعدها تم تقويم مستويات الجوع لديهم على مقياس من واحد الى عشرة، كما تم إخضاعهم لمسوحات دماغية، وجاءت النتائج

لتبين أن النساء والرجال هم أكثر قابلية للشعور بالجوع بعد شرب سكر الفركتوز مقارنة بسكر الغلوكوز، كما أظهرت النتائج الدماغية نشاطاً أكثر باتجاه الشعور بالجوع في الدماغ عند تناول الفركتوز.

وخلص الباحثون إلى أن الفركتوز لا يمنح الشعور بالشبع بالمستوى نفسه الذي يقود له الغلوكوز، وفسرت الباحثة كاتلين بايج، من جامعة كيك للطب، النتائج بأن الفركتوز يفشل في تحفيز هرمون الأنسولين الضروري كي نشعر بالشبع، وبناء عليه تنصح بايج بالابتعاد عن تناول المأكولات التي تحتوي على سكر مصنّع مضاف هو غالباً سكر الفركتوز.

+ -
.