صافي أبو عرار يعالج المشكلة العمرانية في مجدل شمس في مشروع تخرجه

Section

تبقى المشكلة العمرانية في مجدل شمس هاجساً يؤرق العارفين من أبناء البلدة، وبالأخص أصحاب الاختصاص في هذا المجال، الذين يعون خطورة وسوء الوضع العمراني الذي وصلنا إليه، والذي لا نرى في الوقت الراهن أي امل بحله، في ظل التضييق العمراني الذي نواجهه من قبل السلطات.

عدد من المهندسين كان قد طرح أو تعرض للمشكلة العمرانية في البلدة خلال السنوات الأخيرة، وها هو المهندس المعماري المتخرج صافي أبو عرار يكرس كل اهتمامه من خلال مشروع التخرج الذي قدمه مؤخراً في معهد “بتسالايل” في القدس، والذي حاز على اهتمام خاص بسبب تفرده في طرح قضية المشكلة العمرانية في مجدل شمس والنظرة الملفتة التي اقترحها للتطوير العمراني للبلدة مستقبلاً.

BLD_evoltion_1-10000-01
مجدل شمس تحولت إلى تجمعات لكتل اسمنتية

وكتب صافي أبو عرار في ملخص مشروع التخرج ، الذي أسماه “تجذّر”، مستهلاً حديثه بكلمات جبران خليل حبران:

“وَيلٌ لِأُمَّةٍ تَلبِسُ مِمْا لا تَنسُجْ ، وَتَأكُلُ مِمْا لا تَزرَعْ ، وَتَشرَبُ مِمْا لا تَعْصُرْ…”

أن المشروع مبني على استراتيجية تخطيط تعتمد يشكل أساسي على المجتمع، بكل ما يخصه من احتياجات وقيم، حيث أن الخرائط الهيكلية والتنظيمية التي تطبق من قبل الدوائر الحكومية المختلفة والبلديات، لا تأخذ بعين الاعتبار القيم الحقيقية والتاريخية للمجتمع، وإنما تفرض تلك الخرائط من الأعلى بالاعتماد على مقاييس اقتصادية وسياسية فقط، دون أي دراسات عميقة لإحياء خصائص قيّمة عند السكان كأفراد او كمجتمع كامل.

DSC_01133
صافي أبو عرار يقدم مشروعه في كلية الهندسة المعمارية في معهد “بتسالايل” في القدس

 ويتساءل صافي في كلماته: هل مجدل شمس قرية أم مدينة؟

فسكان مجدل شمس بشكل خاص، وقرى الجولان بشكل عام، لديهم رابط قوي للأرض والزراعة، إذ انه على مدار السنين كان المجتمع الجولاني قرويا فلاحيا يعتاش من الحقول وثمارها، لكن التطور والتحضّر الذي حلّ على مجدل شمس في السنوات الاخيرة، والذي يحمل نقاطا ايجابية، اقتصاديا ثقافيا وسياحيا، ويضفي عليها طابعا مدنيا معاصرا يتلائم مع المحيط الأبعد وتوازن في التعايش، الا أنه يشكل خطرا على الطابع العام للقرية وأفرادها. فبسبب التطور والتطلعات المستقبلية لدى الاجيال الشابة, فإن ذلك يؤدي الى تناسي القيمة الاساسية لدى سكان المنطقة، وهي الرابط والعلاقة مع الارض.

برأيي كمعماري، إن عدم التعرّف على تاريخ المنطقة وتأكيد القيم المهمة والحقيقية التي أدت الى ثبات وصمود مجدل شمس، يشكّل تهديداً عليها بشكل غير مباشر من المعاصرة في الاجيال الجديدة.

الرؤية التي يطرحها المشروع تهدف الى التربية الزراعية وتقوية الرابط إلى الأرض الذي ملكه أجدادنا حتى الآن.

rooting
نمط توسيع مخطط البلدة المقترح من قبل صافي

 وعن الاستدامة والبقاء في مجدل شمس يقول صافي:

في ظل الاوضاع الراهنة في المنطقة، وبسبب الوضع الجيوسياسي،  فإن مستقبل مجدل شمس وباقي قرى الجولان غامض. عدم الاستقرار وغياب الحكومة أو الدولة الأم تمنع القرية من ضمان وجودها, وبالاخص كونها تابعة لدولة احتلال غير مكترثة بمصيرها.

وبالمقابل, الظروف المناخية والجغرافية تمنح المنطقة خيرات طبيعية لا نهائية, ككميات الامطار والثلوج المتساقطة سنويا، والمنحدرات على سفح جبل الشيخ التي تتيح التحكم بجريان الاقنية.

Expo_(3)
الشجرة جزء مهم من فكرة المشروع

ويختتم صافي كتابته بالحل الذي يقترحه لمستقبل البلدة:

نتيجة للضغوطات السياسية والتخطيطية تم العبث بالتطور والتوسع الطبيعي في مجدل شمس وفقدان المساحات الخضراء بين المباني وتحوّل القرية الى كتل اسمتنية مكتظة. لذا، فالتخطيط الهيكلي لتوسيع حدود القرية المقترح في هذا المشروع يهتم بالبنى التحيتية واستغلال كل الموارد الطبيعية المتاحة، لإدخال الطبيعة والمساحات الخضراء بين وبداخل الكتل السكنية، للتغلب على المشاكل التي تعرضت لها القرية على مر الزمن.

إن مزج الاشجار والمساحات الخضراء بين البيوت في المخطط المستقبلي، يفرض نفسه على السكان، وبالاخص الاجيال الصاعدة.

هذه الخطوة تبني مستقبلا مستديما لمجدل شمس وتحوّل المنطقة المقترحة الى منطقة ذات اكتفاء ذاتي وتضمن بقاءها اللا نهائي.

بريزنتاتسيا للمشروع من موقع المعهد:

http://archive.bezalel.ac.il/skn/%D7%91%D7%A6%D7%9C%D7%90%D7%9C/c7/%D7%91%D7%A6%D7%9C%D7%90%D7%9C_%D7%A7%D7%98%D7%9C%D7%95%D7%92/e58942/%D7%A7%D7%99%D7%9E%D7%95%D7%AA_%D7%A2%D7%A6%D7%9E%D7%90%D7%99%D7%AA_%D7%91%D7%9E%D7%92_%D7%93%D7%9C_%D7%A9%D7%9E%D7%A1?localeId=he-il

Expo_(2)

Expo_(7)

Field_vision

Master_plan_2500_R

Passage_patio

Safy_Barar

site_plan2

Timeline

تعليقات

  1. مُجرد التدليل على هذه القضية هو أمر هام، فتناول قضايا الجولان عامة ومجدل شمس خاصة دائمًا كان اعتباطيًا، أي غير مبني على أفكار وتحليلات علمية أقصد (عالهوش)بلغتنا، طرح صافي لهذه القضية وان سيرى فيه كثيرون هو مجرد طرح إلا أن له أساس يُمكن الاستناد عليه في طبيعة مشاريع البناء القادمة، العامة والخاصة.
    لذا، أود ان أشكرك يا صافي، كمواطن من هذه البلدة، مواطن يرى قريته كمثال الغراب الذي لا عاد يمشي مشيته الأصلية ولا استطاع تقليد مشية الحمامة فصار يسكع بكل شيء. ليس الاحتلال وحده المسؤول عن ذلك إنما هي الثقافة وإدراك معنى التطور الحقيقي. أُحب يا صافي أن تعرض هذا المشروع في المجدل في يوم ما وبلكي يثمكن بناء بيوت بيئية أيضًا في أماكن ما تُصبح مشروعًا سياحيًا.

  2. كثير حلو كل الاحترام الك اخ صافي لانك عبتعطي للبلد من كل قلبك نظرتك كثير حلوي وملتفي للنظر بلنسبي للبلد. بس بيضل لسؤال ايمتا بدو يصير هلشي وكيف?

  3. امبروك لصافي الله يكثر من امثالك هذا الجولان الغالي يستحق منكم الهتمام للاننا وصلنا الى مرحلة ما حدا بهمو شي بهابلد غيى مصلحته انكان من ناحية الزراعه او اشياء كثيره نتمنى كل النجاح والتوفيق

  4. بارك الله بصافي وامثاله من ابناء الجولان ولكن وللأسف حالنا كحال الوطن العربي اذ نملك شعب عبقري طموح ونفتقد لقيادة مسؤولة و واعية تستثمر هذه العقول بدلا من ان تهرب بحثا عن مصدر الرزق

  5. بعد المباركه الحاره للاخ المهندس صافي والذي كنت قد اطلعت على افكاره في فترة التحضير للمشروع , اقول له: يجب ان تكون مهندسا من تل ابيب ,او من الناصره لكي تعرف مشاكل المجدل وتمارس مهنتك في مجدل شمس .فلو نظرنا حولنا لراينا من يخطط البلد, اما اناس غير ذو خبره_ مبتدئين _او اغراب عن ثقافتنا وعن معطيات المنطقه من ناحية المناخ ونمط حياتنا وبامكان الانسان البسيط ان يكشف اخطاء في مشاريعهم غير الملائمه لبيئتنا. لا اقول لك هذا لكي احبط عزيمتك لكنك سوف تتعامل مع اصحاب مناصب واصحاب قرار ليسوا اهلا لها …ولا يحملون من الشهادات والعلم ما يخولهم لفهم هكذا مشروع ,فما زلنا تحت رحمه غرباء احدهم ليس بإمكانه ان يعرف كيفية تشغيل الكمبوتر يتبوأ منصبا يفوق قدراته *****
    اتمنى لك التوفيق ودوام النجاح.

  6. بدايةً, أشكر كل من عقّب وألفت المشروع انتباهه, ان قّلة من سكان المنطقة تشغل القضايا العامة تفكيرهم لذا اقدّر كل من يعمل على تحسين او اصلاح نقاط عالقة تخص الحيّز العام او على الاقل يدعو الى فهم التطورات والتطلعات المستقبلية.
    أخ اياد ادراك معنى التطور الطبيعي للقرية يفسّر كل ما مرّت وتمّر به مجدل شمس, قد كنت واثقاً باختياري لمعالجة تاريخ ومستقبل مجدل شمس كمشروع تخرجي بالهندسة المعمارية حيث رأيت خمول شديد في نقاش الحيّز العام والتطورات التي تؤثر بشكل مباشر على كل فرد في المجتمع وتناسي القيم الاساسية. وبالفعل اود عرض المشروع لاحقاً لمن يهمه او لا يهمه الامر, وطرحه على جهات تخطيطية رسمية لكي يضفي على الخرائط التنظيمية فكرة وقيم المشروع, اني أوافق الـ “مهندس صديق” بما ذكره, مجدل شمس لا تخلو من المثقفين والمهندسين اللذين هم على علم ومعرفة تامة يما يلائم تاريخ ومستقبل المنطقة لذا أتأمل من الافراد المسؤولين دعم ابناء المجدل والتعاون لبناء رؤية وواقع حقيقي لمجدل شمس .

التعليقات مغلقة.

+ -
.