صالون الجولان: ندوة حول الهوية والانتماء

600-1-550x367

“من يحدد هويتنا، وكيف نحددها في ظل أوضاعنا السياسية والقومية والاجتماعية والتاريخية الخاصّة جدًا في الجولان، ولا سيما مع تكاثف البرامج الإسرائيلية القديمة– الجديدة لـ “أسرلة مواطني الجولان العرب السوريين”، في قتٍ تستمر فيه “المقتلة السورية” التي تسببت، أو تكاد، بانهيار الدولة السورية، وعلى ضوء المناقشة التي بادرت فيها لجان أولياء الأمور في مدارس الجولان المحتل، وعدة شخصيات جولانية؛ لمواجهة تلك البرامج.

ومساهمة من صالون الجولان في الحوار الداخلي، نظم صالون الجولان في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، أمس (الجمعة)، في 5 أيار/ مايو 2017، ندوة حول الهوية والانتماء، على أن تُستكمل مستقبلًا بكتيب عن الندوة، ودراسة بحثية أكاديمية يصدرها مركز حرمون للدراسات المعاصرة، تتناول هذه القضية.

وقد شارك في الندوة كل من:

  • د. منير فخر الدين، أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت.
  • الفنان وائل طربيه، عضو مؤسس في مركز فاتح المدرس للفنون، وناشط في لجان أولياء الأمور.
  • الناشطة ميسان حمدان، ناشطة فلسطينية لمناهضة التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي، في مؤسسة حراك “ارفض. شعبك بيحميك”، في مناطق الجذر الفلسطيني.
  • الباحث عامر إبراهيم، ماجستير في دراسة النوع الاجتماعي (الجندري)، ويحضر للدكتوراه في الأنثروبولوجيا.
  • الطالبة المتفوقة والناشطة، آرام أبو صالح، درست في الكلية الإسرائيلية للفنون والعلوم في القدس (بصفتها بديلة من المدرسة الثانوية، بمستوى جامعي “الجامعة العبرية في القدس”)، وحازت الجائزة الأولى من معهد “فان لير” في القدس، عن بحثها حول “الفكر الديني والفلسفي لأبي العلاء المعري”.

واستهل الندوة الأستاذ فوزي أبو صالح، مدير صالون الجولان، بكلمة رحّب فيها بالجمهور والمشاركين، وقدم لمحة عن صالون الجولان، بوصفه منصة حوار مختصة بالحوار حول قضية الجولان السوري المحتل، وقضية فلسطين، والصراع العربي الإسرائيلي.

أما د. منير فخرالدين، فقد تناول” الإطار النظري والتاريخي لمفهوم الهوية، وسرد فهم الهوية الجماعية وارتباطها بالمشاركة السياسية، ونشوء مجتمع مدني من دون مواطنة، في مواجهة المواطنة الإسرائيلية، وتحدث عن تنافس هذا الحيّز مع مشروع الاحتلال الإسرائيلي في إقامة مجتمع مدني تابع، ومواطنة أبوية تابعة لمعايير الوطنية الصهيونية منذ اليوم الأول للاحتلال.

في حين تناول الفنان وائل طربية فكرة الهوية الثقافية، ودينامية الهوية الثقافية في الحيز العام، وركّز على جانب الهوية والمصلحة في إطار تصارع الروايات ونزعة الاستحواذ على الحيز العام.

وتطرق -كذلك- إلى محاولة التفكير بخطاب البدائل، وإلى تحليل “المطالبة بالبدائل ” في السجال الذي تقوده أركان السلطة الإسرائيلية في المناقشات العامة، وتحدث عن تجربة لجان أولياء الأمور في مدارس الجولان، في رفض ومواجهة البرامج التي تسعى السلطة الإسرائيلية -من خلالها- إلى تأسيس “أسرلة” الشبيبة الجولانية، في محاولة فرض استقطاب سياسي قسري من خلال تلك البرامج”.

أما الباحث عامر إبراهيم، فقد تناول: تجربة نشاط “جاري التجنيد” الرافض لمشروع الخدمة المدنية الإسرائيلية، والبوادر الأولى لمشروع الخدمة المدنية في الجولان المحتل، ومقاربته مع أشكال شبيهه بخطط إسرائيلية جرت في مدينة القدس التي جوبهت بالتعاون مع “جمعية بلدنا”.

وقدمت الطالبة آرام أبو صالح مداخلة موجزة، تناولت فيها تجربتها في مدينة القدس في إطار دراستها في الأكاديمية الثانوية للمتفوقين، وتأثير “الهوية في بناء الذات” والمفارقات والتناقضات التي يعيشها الإنسان العربي في نفسه وتجاه الآخر، وتحدثت عن ” ثالوث الهوية الذي شكل لديها الوعي والإدراك السياسي والثقافي بعد خروجها من محيط البيت الذي شكل الأرضية الصلبة لكل وضع، في احتكاكها بالمشهد الإسرائيلي (الدمج القسري) والمشهد الفلسطيني المتضامن والحاضن، والمحيط الأسري والجولاني.

وتناولت الناشطة ميسان حمدان، من بلدة عسفيا في الكرمل الفلسطيني، تجربة الحراك الفلسطيني في مناطق الجذر الفلسطيني في مواجهة التجنيد، والتجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي، والصعوبات التي يواجهها الحراك، واختتمت مداخلتها بالقول: “إذا استمر إهمالكم في الجولان السوري المحتل قضية الجنسية والمشروعات الإسرائيلية التي تستهدف مجتمعكم، فسيكون مستقبلكم شبيهًا بحالنا اليوم (واقع أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة).”.

وفُتح الباب أمام الجمهور المشارك، بعد استراحة قصيرة؛ للمناقشة والحوار مع المشاركين، والتطرق إلى تجارب وحالات جولانية شخصية وجماعية، تشهدها الساحة الجولانية في إطار الثقافة والهوية (المواطنة والانتماء)، الواقع والبدائل.

تعليقات

  1. كل الاحترام لمقيمين والمشاركين في هذه الندوة, اننا في أمّس الحاجة لاعطاء هذا الموضوع حييز اللحظة, في وقت تشوشت فيه صورة الهوية واصبح الانتماء الى دولة الاحتلال امر غير مرقوب بكل مفاهيمه.
    أتمنى اقامة مزيد من الندوات المماثلة ومشاركة اكبر عدد ممكن وبالأخص الجيل الجديد
    لتعزيز الوعي الاجتماعي.

  2. نحن كسفينة تتقاذفها رياح الجهل في بحر من اللامبالاه ..سفينة دون دفة توجهها ودون مرساة تهدئها..سفينة دون اشرعه تحركها ودون قبطان يوجهها .. سفينة قد ثقبت قعرها الفئران بينما كان من على متنها ما بين نيام وسكارى..نهشت قعرها الفئران عندما غفل طاقهما عن الحفاظ عليها والاهتمام بنظافتها ..ستغرق السفينه لا محال ان لم يع الطاقم بما فعلت الفئران او ستحتضنها صخور الشاطئ ما لم يحكم قيادتها قبطان..

التعليقات مغلقة.

+ -
.