عادات صحية بسيطة تطيل العمر

كل انسان يرغب في أن يعيش حياة طويلة عامرة بالصحة بعيداً عن الأمراض ومشاكلها. لكن تحقيق هذه الرغبة لا يكون بحبة سحرية ولا بحقنة دوائية ولا بخلطة عشبية ولا بمعزوفة موسيقية ولا برجاء، وإنما باتباع عادات صحية بسيطة يمكن من خلالها محاربة الشيخوخة والعيش حتى 100 سنة وأكثر.

لا شك في أن الحفاظ على الوزن الصحي، والسيطرة على ضغط الدم، وعدم التدخين، والتحكم في مستوى الكوليسترول، وتنظيم مستوى السكر، وتأمين ضغط شرياني في حدوده الطبيعية، واتباع نظام غذائي صحي متنوع ومتوازن، والمثابرة على شرب الماء، واستهلاك الشاي الأخضر، وتناول ما يكفي من الأحماض الدهنية أوميغا – 3، واستهلاك خمس حصص من الخضروات والفواكه يومياً، وأكل الثوم والمكسرات، وممارسة الرياضة البدنية، تعتبر من اللبنات الأساسية لزيادة العمر الافتراضي لأي شخص، كي يعيش قرناً وأكثر. لكن في هذه المعمعة الحياتية الصاخبة ننسى، أو نتناسى، عادات بسيطة لها تأثيرها على صعيد الصحة وبالتالي في إطالة العمر، ومن هذه العادات:

– التنفس بعمق، إن الناس يتنفسون في هذه الأيام وكأنهم في سباق مع الزمن، لكنهم لا يعرفون أن الزمن يسبقهم، بهذه الطريقة، ويلحقون الضرر بأنفسهم ولا يعيشون طويلاً. إن العلماء ينصحون بشدة بممارسة عملية التنفس العميق والطويل بصورة مستمرة، وهي تقوم على أخذ شهيق عميق وطويل لاستنشاق أكبر كمية ممكنة من الأوكسيجين، يتبعه زفير عميق أيضاً لإخراج كل ثاني أوكسيد الكربون من الرئتين.

إن لعملية التنفس بعمق فوائد جمة، فهي تخفف من عملية تأكسد الخلايا التي تسرّع الشيخوخة وتقصّر العمر، وتنقي الدم من الشوائب والسموم، وتزيد مناعة الجسم، وتعطي الطاقة والحيوية، وتغذي المخ وتنشطه، وتحفز الذاكرة، وتجلب الاسترخاء والنعاس للحصول على نوم مريح، وتحض على طرح الهرمونات المهدئة للأعصاب، وترفع القدرة على ممارسة المهمات وإنجاز الأعمال، وتؤمن استقرار نبض القلب وأرقام ضغط الدم، وتعزز فقدان الوزن.

– الصلاة بانتظام تساهم في إطالة العمر، وفق دراسة لباحثين من كلية طب ألبرت اينشتاين في جامعة ياشيفا الأميركية. الدراسة نشرت في مجلة علم النفس والصحة الأميركية، وجاءت نتائجها لتقول إن الطقوس الدينية المنتظمة تلعب دوراً واضحاً في تعزيز الصحة وفي تقوية اللياقة البدنية وإطالة العمر.

وفي دراسة علمية أخرى نشرها الباحث الأميركي الدكتور دانيال هال، تبين أن هناك علاقة إيجابية بين طول العمر وممارسة الشعائر الدينية، وأن المصلين يعيشون أكثر من ثلاث سنوات زيادة عن غيرهم من الذين لا يصلّون.

– ممارسة حياة اجتماعية طبيعية، فإذا أخذنا ببحوث إيطالية، فإن ممارسة الحياة الاجتماعية والحفاظ عليها، تبدو من الشروط المهمة لضمان حياة طويلة، فالتواصل الأسري والتعاضد الاجتماعي، بما يرافقهما من نشاطات، يساهمان في تكوين أرضية جيدة لتقوية الرغبة في الحياة، وخلق جو مناسب من الناحيتين الصحية والنفسية، ما يعطي زخماً أكبر لوسائل الدفاع الحيوية في الجسم لمواجهة الأمراض ودحر الشيخوخة.

– الصوم المتقطع، أشارت دراسات إلى أهمية الصوم المتقطع في عيش حياة طويلة، ولعل البحث الذي قام به عالم الشيخوخة البروفيسور فالتر لونغو من جامعة كاليفورنيا خير دليل على ذلك، فقد وجد أن الصيام لمدة خمسة أيام في الشهر الذي يتم فيه خفض السعرات الحرارية إلى الربع أو أقل، يؤدي إلى تحفيز الخلايا الجذعية في الجسم كي تنتج المزيد من الخلايا الجديدة المفيدة للجسم والتي تحل محل الخلايا التالفة، إضافةً إلى تراجع خطر الإصابة بالداء السكري والأمراض القلبية الوعائية.

– امشِ ولو دقيقتين، فقد توصل علماء من جامعة يوتا الأميركية، بعد دراسة استمرت ثلاث سنوات، إلى أن النشاط البدني، ولو لفترة قصيرة، يساعد على تحسين الحال الصحية وبالتالي يطيل العمر. وأكد باحثون أن تخصيص دقيقتين في كل ساعة للتحرك أو المشي أو عمل أي شيء له أثر إيجابي على الأشخاص الذين يقومون بذلك، في حين لم يسجل أي شيء من هذا القبيل عند الآخرين الذين لم يحركوا ساكناً.

– التعرض لأشعة الشمس. كشفت دراسة حديثة عرضت نتائجها في المؤتمر الدولي الأخير للأمراض الجلدية في جامعة أدنبرة الاسكتلندية أن التعرض لأشعة الشمس يترك بصمات إيجابية على الصحة، فهو يساعد على تقليل ضغط الدم، ويخفض الإصابة بالنوبات القلبية وخطر السكتة الدماغية إضافة إلى إطالة العمر.

– الاسترخاء، وهو يعد سلاحاً فاعلاً للقضاء على القلق وتوتر الأعصاب اللذين يقصفان العمر، ومهما كانت الطريقة المتبعة في الاسترخاء فإنه يساعد على إطالة العمر. وقد تعددت التفسيرات التي تشرح كيفية إطالة تمارين الاسترخاء للعمر، إلا أن ما جاءنا به الباحث طوني جاكوب من جامعة كاليفورنيا يدعو إلى الاهتمام، فبعد رصد 30 شخصاً مارسوا التأمل على مدار ساعات طيلة ثلاثة أشهر، لاحظ المشرف على البحث أن نشاط أنزيم تيلوميراز زاد بنسبة 30 في المئة، بالنسبة إلى الذين لم يمارسوه. وتكمن أهمية الأنزيم في أنه المسؤول عن إصلاح الخلل الذي يطرأ على الخلايا البشرية مع كل عملية انقسام تحصل فيها.

– الاستمتاع بالحياة. يقول علماء بريطانيون أنهم وجدوا طريقة سهلة لإطالـــة العمر وهي الاستمتاع بالحياة، وتم التــــوصل إلى هذه النتيجة من دراسة أشرف عليها باحثون من جامعة لندن وطاولت أكثر من ثلاثة آلاف شخص من الرجال والنساء من عمر 60 وما فوق، وبعد استقراء المعطيات التي حصلوا عليها لاحظوا أن الذين يستمتعون بحياتهم يملكون وظائف جسدية أفضل ويشيخون بوتيرة أبطأ.

أخـــيراً، أكـــدت دراسات حديثة أن الزواج السليم الناجح يضيف إلى العمر سنوات.

+ -
.