عشرات القتلى في حلب والأسد يعتبر نفسه منتصرا

قتل عشرات العناصر التابعة للنظام والمعارضة في سوريا الأربعاء أثناء محاولة معارضين مسلحين اقتحام مبنى المخابرات الجوية في حلب. ومن جهة أخرى اعتبر الرئيس الأسد أن النجاح حليفه بعد مرور أربع سنوات من الحرب في بلده.

قتل 20 عنصرا من القوات الحكومية السورية و14 مقاتلا معارضا في هجوم استهدف الأربعاء (الرابع من آذار/ مارس 2015) مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء في القسم الغربي الخاضع لسيطرة النظام في مدينة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة ومصدر ميداني سوري.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن الهجوم بدا “بانفجار شديد ناجم عن تفجير نفق في منطقة فرع المخابرات الجوية”، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف القوات الحكومية، قبل أن تندلع اشتباكات بين القوات النظامية والمهاجمين قتل فيها عناصر من الجانبين. وأضاف عبد الرحمن أن الاشتباكات ترافقت مع “قصف عنيف من قبل الكتائب المقاتلة على تمركزات للنظام في المنطقة، وقصف للطيران الحربي على محيط منطقة الاشتباكات”، التي سرعان ما تراجعت حدتها في ظل استقدام تعزيزات من الجانبين.

وقد سعى المهاجمون لاقتحام مبنى المخابرات الجوية والسيطرة عليه لكنهم لم ينجحوا في ذلك، حسب ما أفاد مدير المرصد السوري، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن جزءا من المبنى تعرض للتدمير بفعل تفجير النفق. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في حلب أن دوي انفجار النفق “سمع في كل أرجاء حلب.”

من جهته، أكد مصدر ميداني سوري لفرانس برس أن الجيش السوري”صد هجوما للجماعات المسلحة في محيط مبنى المخابرات الجوية في حلب، في ظل مقتل عشرات المسلحين بالقصف المدفعي والطيران، ويسود الهدوء الآن في المنطقة وسط اشتباكات خفيفة ومتقطعة”، حسب المصدر الرسمي السوري.

وقالت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، على حسابها في موقع تويتر أنها بالاشتراك مع فصائل أخرى “نفذت الهجوم على فرع المخابرات الجوية والمباني المحيطة به.”

وحاول المقاتلون المعارضون في السابق اقتحام هذا المبنى أكثر من مرة، من دون أن ينجحوا في ذلك. وبالتزامن مع هذا الهجوم، قتل ستة مدنيين في قصف طال مناطق في القسم الخاضع لسيطرة الحكومة في حلب، وفقا للمرصد أيضا. وتتقاسم السيطرة على مدينة حلب القوات الحكومية (في الغرب) وقوى المعارضة المسلحة (في الشرق).

يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان يتخذ من لندن مقرا له وهو محسوب على المعارضة السورية ويقول إنه يستقى معلوماته من مصادر ميدانية منتشرة في أنحاء سوريا.

الأسد يعتبر نفسه منتصرا بعد أربع سنوات

وجاءت التطورات الميدانية الأربعاء بعدما أعلنت القوى المعارضة في حلب رفضها لمبادرة تقدم بها الموفد الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا وتقضي بتجميد القتال في المدينة للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. ومن جهة أخرى جدد الرئيس بشار الأسد اتهام “الغربيين” بدعم المجموعات “الإرهابية” التي تقاتل في سوريا ضد النظام، بالإضافة إلى الدعم الذي تتلقاه هذه المجموعات من السعودية وقطر وتركيا.

واعتبر الأسد أن النجاح كان حليفه بعد أربع سنوات من الحرب في بلده. وقال في حديث بثه التلفزيون البرتغالي مساء الأربعاء إنه نجح “على الرغم من تكتل الغرب ودول الخليج والمال والسلاح لأنه يحظى بدعم شعبه.” كما اعتبر بشار الأسد الأرقام التي “تذكر في وسائل الإعلام الغربية” عن عدد القتلى والذي يفوق المئتي ألف “مبالغا بها.”

وقال الأسد في تقييمه للوضع في بلاده إن “سوريا ليست دولة فاشلة”. وتابع “المؤسسات لا تزال تعمل، والرواتب تدفع، حتى… في بعض مناطق سيطرة الإرهابيين”.

+ -
.