علماء يرسمون خريطة سلوكية للوصول للسعادة

خبراء يضعون نصائح يمكن للأشخاص من خلالها تعزيز الشعور بالرضا الذاتي عبر الاقتداء بالمثال الدنمركي المتفوق في هذا المجال.

ينصح الخبراء النفسيون بطرق يمكن للأشخاص من خلالها تعزيز الشعور بالرضا الذاتي.

 

وبرهنة أبحاث علمية على مدى عقود طويلة أن السعادة ليست مجرد حالة عاطفية مؤقتة فقط بل تعتبر أعمق من ذلك.

 

وينصح الخبراء بتخطي المواقف السلبية والتحلي بالإيجابية. ووجدت دراسة صادرة عن جامعة هارفارد أن الأشخاص المتفائلين والذين يتحلون بنظرة إيجابية ليسوا فقط أكثر سعادة، بل هؤلاء أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية بنسبة 50 في المئة.

 

وقال باحثون إن الأشخاص الذين لديهم إحساس بالتشاؤم هم عرضة ثلاث مرات أكثر للإصابة بالأمراض مع تقدم العمر.

 

وفي خطوة أخرى ينصح بتعلم كيفية الحصول على الاحساس بالسعادة.

 

وتحتل الدانمرك المركز الأول على مقياس التغير الأوروبي للرفاهية والسعادة لدى المفوضية الأوروبية سنويا منذ العام 1973. وصنفت منظمة الأمم المتحدة البلاد بمثابة أسعد دولة في العالم.

 

ويقول الخبراء ان سبب شعور الدنمركيين بالسعادة هو الشعور بالرضى الذاتي وانخفاض معدل الفساد وغيرها من الأمور.

 

ووفقا لتقرير السعادة العالمي للأمم المتحدة فإن أهم السمات التي ترفع من مستوى السعادة في الدانمرك تتمثل بالكرم الشائع بين المواطنين والحرية في اتخاذ القرارات فضلا عن نظام الدعم الاجتماعي القوي.

 

ويمثل التوازن بين العمل والحياة الخاصة احد مفاتيح الرضا الذاتي.

 

وتوصل الدنمركيون الى تحقيق هذا اذ يبلغ متوسط ساعات العمل الأسبوعية 33 ساعة فقط فيما تبلغ نسبة الأشخاص الذين يعملون أكثر من 40 ساعة أسبوعيا 2 في المئة فقط من الدانمركيين.

 

ورغم أن نسبة الأمهات اللواتي يرجعن إلى العمل بعد الإنجاب تبلغ حوالي 80 في المئة، إلا أنه ما زال باستطاعتهن تحقيق التوازن الكامل بين العمل والحياة العائلية فضلاً عن حياتهن الاجتماعية.

 

وينصح الاخصائيون بالتركيز على القيمة المعنوية وليس المادية.

 

ويتميز المجتمع الدانمركي في هذا المجال بالحيوية إذ انه يركز على الاستمتاع باللحظات الجميلة.

 

وقالت البحوث أن الأشخاص الذين يولون اهتماما أكثر للقيمة المعنوية في الأمور الحياتية بدلا من الأشياء المادية كاقتناء الممتلكات بأنواعها المختلفة يكون لديهم مستوى أعلى من الشعور بالرضى النفسي.

 

وبينت البحوث أن تطوير العلاقات الاجتماعية وتحول الإنسان إلى شخص اجتماعي يعتبر جزءا من نظام دعم اجتماعي يمكن أن يبطئ من العمر البيولوجي. فيما قالت دراسات أخرى أن الشعور بالوحدة يؤدي إلى زيادة معدلات الاكتئاب والمشاكل الصحية، فضلا عن الإجهاد.

 

ويقول الاخصائيون ان الأشخاص الذين يولون اهتماما بالعمل التطوعي يشعرون بسعادة أكثر مقارنة بغيرهم من الأشخاص.

 

ويتطوع 43 في المئة من الدنمركيين بانتظام لخدمة مجتمعهم مقارنة بـ 25 في المائة من الأميركيين.

 

من جهة اخرى أظهرت الأبحاث أن الضحك ليس فقط مؤشرا على السعادة بل يؤدي أيضاَ إلى خفض مستوى هرمون التوتر.

 

ويؤدي الضحك الى تغييرات كيميائية في مستويات “الأندروفين” والتي تشبه تلك المادة الكيميائية التي تنتج لدى ممارسة التمارين الرياضية ما يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية لدى البشر.

 

وقالت دراسة طبية اجريت على مرضى القلب ان نسبة 8 في المئة فقط من الأِشخاص الذين يضحكون يوميا يصابون بنوبة قلبية ثانية في غضون عام كامل، مقارنة بـ 48 في المئة من الأشخاص الذين لا يضحكون.

 

ولا يميز الجسم بين الضحك الحقيقي والمزيف وبالتالي يؤدي كلا السلوكين إلى حالة صحية أفضل.

 

ويتوقع الخبراء أن ينفق الأميركيين ما قيمته 550 مليون دولار لشراء كتب المساعدة الذاتية وأكثر من مليار دولار لحضور برامج تحفيزية للمزاج.

 

وفي الوقت الذي تحافظ فيه الدول الاسكندينافية على صدارة الترتيب مؤشر السعادة العالمي للعام 2014، ولاسيما الدنمرك التي حلت في المرتبة الأولى عالميا، جاء ترتيب الدول العربية مختلطا جدا حيث تفرقت دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين رأس ووسط وذيل الترتيب.

 

واحتلت الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربيا في المرتبة 14 متبوعة بدول الخليج.

 

وجاءت موريتانيا في المرتبة 112 في ذيل ترتيب الدول العربية متقدمة على دول الربيع العربي بالإضافة إلى السودان وفلسطين، باستثناء ليبيا التي احتلت المرتبة 78.

 

وشهدت منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط تراجعا مذهلا حيث حلت في المركز الأخير، مقارنة ببقية المناطق. وكان واضحا أن دول الربيع العربي تأثرت كثيرا بأحداثها، حيث إن دولها شهدت إما تراجعا أو أنها تذيلت الترتيب على غرار مصر واليمن وسورية.

+ -
.