عملية “عاصفة الحزم”: السعوديون والحوثيون يتبادلون القصف عبر الحدود

تبادلت القوات السعودية والمسلحون الحوثيون القصف المدفعي والصاروخي في عدة مناطق قريبة من الحدود المشتركة بين البلدين، حسبما نقلت وكالة رويترز عن سكان محليين ومصادر قبلية.

وقد سمع دوي الانفجارات واطلاق النار من اسلحة ثقيلة في منطقتي شداء والحسامة في محافظة صعدة، وفي المنطقة المحيطة ببلدة حرض في محافظة حجة المجاورة.

ونقلت الوكالة عن سكان قولهم إن طائرات مروحية سعودية تحلق في سماء المنطقة، واصفين القتال بأنه الأعنف منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد الحوثيين قبل 6 أيام.

كما أورد تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين أخبار القصف عند الحدود، وقال “إن قصفا صاروخيا من العدوان الأمريكي السعودي ما زال يسقط على منطقتي شداء والحسامة على الحدود اليمنية السعودية.”

قلق أممي

على صعيد آخر، عبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين عن قلقه الشديد ازاء الوضع القائم في اليمن وحذر من ان البلاد تقف على حافة الانهيار.

وجاء في بيان أصدره المفوض الأممي الثلاثاء “إن الوضع في اليمن مقلق للغاية، إذ قتل العشرات من المدنيين في الأيام الأربعة الأخيرة فيما تقف البلاد على حافة الانهيار.”

وقال المسؤول الدولي إنه صدم بشكل خاص جراء الغارة الجوية التي وقعت مساء الاثنين واستهدفت مخيم المزرق للنازحين شمال غربي اليمن.

وكانت منظمة الهجرة الدولية قد قالت إن 40 شخصا على الأقل قتلوا واصيب 200 في الغارة، وهي حصيلة أكدتها مصادر طبية في مستشفى يقع قرب المخيم.

وقال مكتب المفوض إن موظفيه قد أكدوا شخصيا مقتل 19 شخصا على الأقل واصابة أكثر من 35 منهم 11 طفلا.

وكانت الأمم المتحدة قد شيدت المخيم الذي يؤوي زهاء 4000 شخص عام 2009، وكان أكثر من 300 نازح قد لجأوا اليه من صعدة في الفترة الأخيرة.

كما دان المفوض الدولي الهجمات التي يقال إن الحوثيين قد نفذوها ضد ثلاثة مستشفيات في مدينة الضالع الجنوبية والتي اسفرت عن سقوط عدد من الضحايا.

معونة إيرانية

وكانت إيران قد ارسلت مساعدات طبية وغذائية إلى اليمن على الرغم من الغارات الجوية المستمرة في إطار عملية “عاصفة الحزم”، وفقا لما نقلته وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” الرسمية.

وقالت إرنا إن المساعدات تشمل 19 طنا من الأدوية ومعدات طبية ومساعدات غذائية ونقلت جوا إلى الأراضي اليمنية، دون الكشف تحديدا عن المنطقة التي وصلت إليها.

وامتدت الغارات الجوية في يومها السادس لتصل لأول مرة إلى محافظة إب اليمنية وسط البلاد، “مستهدفة مواقع لقوات الحرس الجمهوري الموالية” للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مدينة يريم.

وناشد نائب وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي – في تصريحات لإرنا – منظمة الهلال الأحمر الدولي والمنظمات الحقوقية مساعدة اليمنيين “الذين يعانون تحت وطأة عدوان يقوده السعوديون”.

وقال قشقاوي إن حل الأزمة اليمنية يأتي عبر حوار بين كافة المجموعات السياسية اليمنية وليس التدخل العسكري.

وتصر الرياض على استمرار عملية “عاصفة الحزم” العسكرية حتى عودة “الرئيس اليمني الشرعي” عبد ربه منصور هادي إلى سدة الحكم.

ويتهم هادي طهران بزعزعة استقرار بلاده، واصفا الحوثيين بأنهم “دمية في يد إيران”.

ونفت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الثلاثاء إرسال بلادها أي أسلحة إلى اليمن، واصفة الاتهامات بأنها “مختلقة ومحض أكاذيب”، وفقا لإرنا.

ويصف مراقبون النزاع في اليمن بأنه حرب بالوكالة بين دول عربية سنية وإيران الشيعية.

وتقول وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن غارات يريم أسفرت عن مقتل 11 شخصا من المدنيين وهدم أربعة منازل في الغارات الجوية.

وقالت مصادر عسكرية وشهود عيان إن معسكر الحرس الجمهوري في يريم “أطلق بالتزامن مع الغارات قذيفة مدفعية فجر الثلاثاء أصابت ناقلة غاز ما تسبب في انفجار هائل وأضرار مادية كبيرة”.

وبحسب مراسلنا في اليمن عبد الله غراب، تشهد مدينة الضالع جنوبي اليمن حرب شوارع بين مقاتلين حوثيين ومسلحين من اللجان الشعبية الموالية لهادي.

وتعيش المدينة أوضاعا انسانية بالغة الصعوبة بسبب نقص جهود الانقاذ وغياب منظمات الإغاثة بسبب استمرار المواجهات.

وقال مصدر في السفارة الهندية بصنعاء إن قرابة أربعة آلاف مواطن هندي لا يزالوا عالقين في اليمن، وأن السفارة تنسق حاليا لإعادتهم إلى الهند.

وأوضح المصدر أن قرابة 2500 مواطنة هندية يعملن في مجال التمريض بالمستشفيات اليمنية، فيما يعمل البقية في شركات الاتصالات وقطاعات مدنية أخرى.

وتفاقم الوضع الأمني المتردي في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي ولجوء هادي إلى مدينة عدن الجنوبية التي أعلنها عاصمة مؤقتة.

وهرب هادي إلى السعودية بعد تقدم الحوثيين صوب معقله الأخير في عدن منذ أكثر من أسبوع قبل أن تدشن السعودية عملية عسكرية دعما لهادي في مواجهة الحوثيين.

+ -
.