عن الجلسة الثالثة للاستماع لاعتراضات أهالي الجولان على مشروع المراوح… بقلم علي عويدات

كتب علي عويدات على صفحته على الفيسبوك

مش راح أكتب عن المداخلات وشو تقدم بترك الشغلة للمهنيين، أكيد راح يكتبوا بالتفصيل مجرى الأمور وتحليلهم، بس راح شارك مشاهدتي كشخص من الحضور مش أكثر.

طبعًا عطول بفتخر بوعي أهلي وناسي، صبرهم، إنتمائهم وعلاقتهم الوطيدة مع الأرض. بس مبارح كان غير، العيار كان ثقيل وعلى مستوى عالي ..

وصلت على مكان الجلسة، لقيت كثير ناس واقفين برا بيستنوا بالدور بكل صبر ورواق بدون إحداث ضجة أو عرقلة لمجرى الحياة …. رغم منعنا من دخول العمارة بالأول على أساس أنه بالقاعة فش محل والظروف بتسمحش إستقبال هيك عدد، رغم الحم، رغم التفتيش البطيء جدا….

بشي مرحلة، سمحولنا نفوت على العمارة، طبعا مكنش مسموح الدخول للقاعة إلا بحال وطلع شخص بيفوت محله شخص.
كل هذا، بعد ما في ولا أي ضجة أو تذمّر … بالعكس تمامًا، كان في صبر وإصرار.
راح الحارس والدخول للقاعة صار مسموح للكل (بحال وقدرت تفوت من كثافة الحضور).
لحد هون كنت بعدني شايفنا ناس صبورين ومتكاتفين، بس ضعاف و”أقلية” قدام مؤسسات الدولة والشركات القائمة على المشروع.

استمرت المداخلات، المحقق بالجلسة كل كلمة وكلمة يوقّف ممثلي المجتمع بحجة أنه “هذا مش دقيق” أو “بعرف المعلومة” أو “في تناقض بالحكي” ولما ميكنش عبيقاطعهم بيكون عبيتحدث مع الي جنبه، مستفز.
واضح كان إنحياز المحقق للشركة بالأول، بس هذا مأحبطش طاقات ممثلي المجتمع أو الحضور، بالعكس شجعهم على التصعيد والنقاش والحفاظ على الهدوء أغلب الوقت والاكتفاء بالتصفيق الحار والسريع للمداخلات التي تعبر عنهم بهدف إيصال الرسالة، ويعم بعدها الهدوء التام بسرعة.

شوي شوي درجات الحرارة بالقاعة ارتفعت (طفو المكيف؟)، الحم والذياق بلش يرهق الحضور، كان واضح حسب رأيي طبعا، قديش مكنش مرحب فينا ومفضل نقوم نمشي، بس حاولو يعاملونا “بلطف”.

لما تمرق معلومة مهمة ممكن نحنا ما كنا نعرفها، المحقق يطلب المتابعة وعدم الدخول للتفاصيل على أساس صار سامعها والجلسة هدفها تزويده بالمعلومات ومش توعية المجتمع، وكأن مكنش النا ساعة نحكي قديش في تضليل وكذب وتعتيم على المعلومات …المهم… مشيناها ..

بتستمر الجلسة وبيستمر الإستفزاز والمماطلة وإستنزاف الطاقات…. الحضور بعده محافظ على الهدوء كل الوقت عفكرة.

بالأخر، قدملنا مندوب الشركة فقرة كوميدية بامتياز أضحكت الحضور، مقدرش يجاوب بوضوح على مداخلات ممثلي المجتمع الي دحضت كل إدعائات الشركة بأبسط المفاهيم … فاكتفى بتكرير الأسطوانة ذاتها كمان مرة بس عالبطيء، لعل الحضور بيمل وبيقوم… بس ما حدا قام، بالعكس توضح للجميع حجم الكذبة والتضليل… كثر خيره.

بشي مرحلة صابني توعك من ممثل الشركة وطلعت أتنفست برا، بتطلع قدامي سيدة كبيرة بالعمر، بتدفش الباب وبتمتم: ” يلعنك ويلعن ساعتك فاضيين نسمع كذبك ..” …
بوقف حد الناس بالكاريدور بلاقي شيخ بيقلي أنو عمره ١٠٢ … ١٠٢ وجاي عالقدس يعترض!

بإختصار، ممثلي المجتمع قاموا بعملهم على أكمل وجه، وعرضوا توجهات عديدة ومعلومات كافية للمواضيع بتتركش مجال للشك بشأن الموافقة على المشروع (بصبر وإصرار رغم محاولات عرقلة مداخلاتهم واستفزازهم).

صحيح أننا مجتمع صغير نسبيا، لا يملك أي اداة لحماية نفسه، لكننا لسنا ضعفاء بالتأكيد. أن يقف شعب أعزل مُحتل لا يملك أي اداة للدفاع عن نفسه، في وجه شركة عملاقة تملك جميع الموارد المادية، القانونية، مؤسسات الدولة وأدواتها … هو موقف قوة، موقف نضالي، موقف صمود .. يا ريت ميكنش مجرد موقف وإنما حل كمان، بس وصلت لقناعة أنه الي عنا حكيناه … صوتنا ورسالتنا وصلوا منيح، إما نحن أو المشروع، تم إثبات هذا بالحقائق والتقديم كان كافي ووافي لأي عاقل أن يوقف المشروع.

تمثيل أهالي الجولان مبارح تم بأحسن طريقة ممكنة حسب مشاهدتي المتواضعة، لأنه مش تمثيل من عضو كنيست، ولا من رؤساء مجالس، ولا من أي إنسان بمنصب حكومي أي كان … مبارح أهل الجولان مثلوا حالهم بحالهم وبمساعدة حلفائهم، وقاموا بعمل ممتاز بكل المعايير.
أكيد ما حدا عبيستنى شكر، الكل عبيدافع عن نفسه وأرضه ومستقبله، بس كل الشكر للمحامين والنشطاء على الآداء الرائع وكل الشكر لكل مين حضر وعبر عن رفضه\ا للمشروع …. أو بس حضر، الحضور بحد ذاته كان رفض صارخ وواضح.

“في القدس يرتاح التناقض، والعجائب ليس ينكرها العباد،
كأنها قطع قماش يقلبون قديمها وجديدها والمعجزات هناك تلمس باليدين”

تعليقات

  1. عندما تلتقي شبابنا المتعلم وقد توافدوا من كل حدب وصوب دليل على حس مسؤلية عال ، بوركتم يا رجال المستقبل

  2. حيّاكم الله أيها الأهل …. أنتم أصحاب حق وقضيتكم منتصرة. أنتم أكثرية ولستم أقليّة وعندكم ذخيرة من أخلاق لو أردتم توزيعها على الدنيا كنتم كفّيتم ووفيتم

  3. الله يوفق كل من ساهم لإفشال هالمشروع القذر.
    كان نوقف مشرف بالقدس.
    اما فقدنا المزارعين هلي ماضيين مع الشركه.
    ليش متواجدوش.. كان لازم يحضرو ويتخصصلن وقت يحكو كيف الشركه وزلمها ضللوهن ومضوهن..
    ولا بعدن مش مقتنعين انن ورطو المنطقه.
    كان المحقق عبيقول انو في הסכם מרבי يعني في اعداد حسب رأيو بدن المشروع.
    بالآخر . متكلين عالله وانشالله يفشل المشروع

  4. كلام واقعي ومعبر وصادر من القلب وبيوصل للقلوب ما في تكليف وتعبير وتكليف في حقيقه ووصفها بالاحرى رسمها لوحه معبره عن واقع مرير بس في باب ضو واصرار على النجاح وعدم التنازل عن ابسط الحقوق والعيش الكريم رغم كل الظروف والصدق مهم وهذا كلام صدق واصدق بعين ع الرزق والله ولي التوفيق وشكرا كثير ل علي على شعوره وتعبيرو الصادقين

  5. حابب اقول خلال تواجدي في جلسه الثانيه واطلاعي على الجلسه الاولا كان الحضور طاغي او اغلب الحضور هم من رجال الدين الذين يفرغون وقتهم ويعطلون جميع اعمالهم من اجل المصلحه العامه فلهم جزيل الشكر وايضا من الذين كانوا من المجتمع عامه وشكر خاص محامينا الذين كانوا متواجدين في الدفاع عن حقنا في البقاء، اناالذهاب الى القدس

التعليقات مغلقة.

+ -
.