غارات التحالف تساند المعارضة ضد «داعش» قرب حلب

شنّت مقاتلات التحالف الدولي- العربي أمس غارات على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الريف الشمالي لحلب، وذلك في أول دعم للمعارضة المعتدلة في الدفاع عن معقلها شمال سورية وقرب حدود تركيا، فيما يستعد الأردن لتقديم «دعم غير محدود» للعشائر السنّية شرق سورية وغرب العراق في معاركها ضد «داعش».

وقال مسؤول أردني رفيع المستوى لـ «الحياة» أمس إن عمان ستقدم «دعماً غير محدود إلى عشائر العراق السنّة للانخراط في مواجهة الجماعات المتطرفة، في مقدمها داعش»، وذلك بعد تصريحات نادرة أطلقها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قبل أيام، أمام عدد من زعماء العشائر جنوب البلاد.

ولم يقدّم المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه تفاصيل عن شكل الدعم الذي سيقدم إلى العشائر، لكنه أكد أنه «سيتضمن تدريب الأردن أبناءها» بعدما اقتصر التدريب سابقاً على قوات الجيش والشرطة العراقيَّيْن. وأوضح الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني لـ «الحياة» إن «كلام الملك عبد الله كان واضحاً أشد الوضوح، وهو أراد القول إن الأردن يدعم العشائر السنّية في غرب العراق وشرق سورية لأنها تواجه منظمات إرهابية متطرفة». وأضاف أن «دعم هذه العشائر لا يعد تدخُّلاً في شؤون الدول وإنما يعكس موقف المملكة الساعي إلى دعم أشقائها ومساندتهم».

تزامن ذلك مع اعلان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلات شنت «12 ضربة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية على الخطوط الأولى للاشتباكات مع الفصائل المعارضة في منطقة المداجن الواقعة بين بلدتي دابق ومارع ومنطقة مستودع ذخيرة للتنظيم في محيط بلدة دابق وأطراف قرية حور التي يسيطر عليهم التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي». ولفت إلى «خسائر بشرية في صفوف عناصر «داعش» وخسائر مادية».

وحاصر «داعش» مارع معقل «لواء التوحيد» وبلدة دابق، في سعيه كي تكون منطلقاً لبسط سيطرته على ريف حلب الشمالي قرب حدود تركيا، لربطه بالمناطق الشرقية الخاضعة لسيطرته على حدود العراق. وأكد «المرصد» امس ان «داعش» فرض على تجار وأصحاب معامل في مناطق سيطرته في ريف حلب الشمالي الشرقي «دفع الزكاة» من طريق «ديوان الزكاة» التابع للتنظيم.

وعلى صعيد الصراع في عين العرب (كوباني) قرب حدود تركيا، أشار «المرصد» إلى إن «داعش شن هجوماً في محاولة لاستعادة السيطرة على مبنى المركز الثقافي في المدينة، حيث دارت اشتباكات بينه وبين وحدات حماية الشعب الكردي التي سيطرت على المبنى أول من أمس».

وشنّت مقاتلات التحالف ثلاث غارات على مواقع «داعش» في عين العرب بينها ضربة قرب المركز الثقافي، بعد خمس غارات استهدفت أماكن في منطقة الهول ومحيطها في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي في شمال شرقي البلاد.

في دمشق، قال ناشطون معارضون إن «الطيران الحربي شن أربع غارات على حي القصارنة المكتظ بالسكان في دوما شرق العاصمة، ما ادى الى تدميره في شكل كامل ومقتل عشرات من المدنيين وجرح آخرين بينهم اطفال».

سياسياً، نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن الرئيس بشار الأسد تأكيده خلال لقائه رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني في دمشق امس «التصميم على استئصال الإرهاب والفكر المتطرّف بالتوازي مع استمرار المصالحات الوطنية». ونقلت عن لاريجاني تأكيده ان إيران التي تعتبر وروسيا أبرز داعمي النظام «لن تتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم لسورية».

وكان لاريجاني حذّر في مؤتمر صحافي «الدول التي تدعم الإرهاب من انها تقوم بمغامرة قد تؤدي الى إشعال نار لا يمكن إطفاؤها».

+ -
.