غاليتي انتِ

أكتب اليكِ يا من يعذبني حنيني إليك..

أكتب اليكِ يا من تبعثين الدفء في قلبي..

أكتب والعيون تسيل بدموع الفرح.. أكتب والقلب حزين لفراقك…

سأبدأ من بدايتي. من خطوة لقائي لعيونكِ. التململ في أحضانكِ. مداعبة خصل شعركِ…

غاليتي: أنتِ سر وجودي.. أنت ذكرياتي المؤلمة والمفرحة.. أنتِ الكون بحالهِ.. فيا ليتك تعلمين مدى فرحتي المتخطية الحدود.. فرحتي التي تكاد لا تسعها الدنيا..

سأكمل وأقول لكِ.. لقد كنتِ وما زلت صديقتي، رفيقتي، أختي، حبيبتي وأمي التي لا أقبل التخلي عنها لأي سبب.. التي أكاد لا أستطيع أن أتنفس بدونها.. بدون استنشاق عبير عطرها الحلو الدافئ.. بدون تحسس بشرتها الناعمة التي تبعث لي روحي.. بدون الاستلقاء على صدرها الواسع الذي يواسي قلبي ويبعث الحيوية لدقاته..

أحبك، ولطالما أحببتكِ وعشقتُ نسمات أنفاسكِ التي تزيدني أملاً وحباً للحياة.. لطالما أُعجِبتُ بضحكتك وبسمتكِ المفعمة بالطموح والشجاعة والأمل.. فأنت قدوتي..أنت مثالي الأعلى.

قضينا معاً، أنا وأنتِ، أجمل اللحظات. بفرحها وحزنها تبقى أجمل لحظات. قضينا المرارة وعشناها معاً وتذوقنا طعم القساوة ولكننا اجتزناها بكل ثقة، وبكل صواب. قضينا الحلاوة والرفاهية معاً وعشنا أبهى اللحظات الممتعة والتي بها تغلبنا على ما فاتنا واستمتعنا برفقة بعضنا. ولا أنسى هذه الذكريات.. منحوتة في قلبي وستبقى للأبد، حتى ساعة موتي.. لا أنساها..

إنني أعود بكِ للماضي.. أنا آسفة.. ولكن لطالما أحببت أن أقول لكِ هذه الكلمات.. فكانت مسجونة في أعماقي. آسفه على كل ما حدث. كل ألمٍ.. كل حزنٍ.. كل وجعٍ.. كل كلمةٍ.. كل عَبرةٍ نزلت من عينيكِ بسببي.. آسفه.. فلم يعد بإمكان قلبي إحزانكِ.. سامحيني على كل ما فعلت.

أنتِ الفرحة التي تسكنني.. الغبطة التي تسكن قلبي.. السعادة التي تحتلني. أنتِ الحياة والكون، وأنت كل عمري الماضي والآتي.. فاعلمي أنكِ زرعتِ نفسكِ بداخلي. زرعتِ شجاعتك فيَّ. غرستِ اشتال الطيبة والاخلاق في نفسي. لا تستهين بذلك ابداً… لذا آطمئني. أنا سأرفع رأسك امام جميع البشر. ستفتخرين بي وتقولي: “أنتِ كما عهدتكِ دائماً”، وساكون عند حسن ظنكِ يا غالية. سأكون كل ما تريدين. سأغدو ما تطمحين. لأنكِ تستحقين، واكثر من هذا بكثير.

أريد أن أطلب منكِ أن تعيشي وتعوضي ما فاتكِ، ولا تفكري لحظة. أريد منك أن تبقي كما عهدتك بشجاعتك وقوتك وطموحك وبسمتك وأملك وجمالك وحنانك وطيبتك. أريدكِ أن تستلذي بحلاوة الواقع الذي تعيشينه، ولا تتذكري ما فات ومات..!! وأنا على يقين أنك تفعلين هذا.

لا أجد الكلمات الكافية لقدركِ وقيمتكِ.. فقدرك وقيمتك أعظم بكثير يا غاليتي..

آمل أن تكون كلماتي وصلت كيفما أريد، وإحساسي أيضاً. آمل أن ينال هذا إعجابكِ، مع أنه قليل وقليل جداً…

أنتِ تنتقلين من مرحلة لمرحلة؛ فكوني على علم بأن المرحلة الحديدة هي الخطوة لبداية حياتكِ التي لطالما تمنيتيها.. بداية حياة جديدة لطالما رغبتِ خوضها.. لا تيأسي.. وأكملي ما بدأتِ فأنا معكِ وكلنا معكِ.. للابد…

+ -
.